ما وراء الخبر

هنيد: هؤلاء هم المستفيدون من إجهاض ديمقراطية تونس بالإرهاب

سلطت حلقة (2020/3/6) من برنامج “ما وراء الخبر” الضوء على التفجير الانتحاري قبالة السفارة الأميركية في العاصمة تونس، وتساءلت عن الرسائل التي أراد منفذو التفجير توجيهها، ودلالات توقيته.

قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة السوربون محمد هنيد إن المستفيدين من التفجيرات والعمليات الإرهابية في تونس "كثيرون ومعروفون"، مؤكدا أنهم "القوى الانقلابية" الهادفة لإفشال الثورة التونسية والتي مولت انقلاب مصر وتدعم الفوضى في ليبيا والحرب الأهلية باليمن، متهما بقايا النظام القديم في تونس ورجال أعمال مرتبطين به بالسهر على تنفيذ هذه العمليات.

وأضاف هنيد خلال تصريحه لحلقة (2020/3/6) من برنامج "ما وراء الخبر" -التي سلطت الضوء على التفجير الانتحاري قبالة السفارة الأميركية في العاصمة تونس- أن الهدف الأساسي من استهداف المهاجمين محيط السفارة الأميركية دون غيرها هو طلب تدخل الجيش الأميركي في تونس، وبعث رسائل إلى الخارج أن البلاد عاجزة عن ضبط الأمن، وأن تدخل قوات أجنبية لفرضه ضروري، وبالتالي السعي لضرب التجربة الديمقراطية التونسية الناشئة.
 
وأشار مهدي مبروك أستاذ علم الاجتماع وزير الثقافة الأسبق إلى أن العملية الإرهابية في العاصمة التونسية تحمل عدة رسائل، حيث تتمثل الرسالة الأولى في التوقيت الذي "يتصادف" مع انعقاد أول مجلس وزراء بعد تشكيل الحكومة الجديدة تحت إشراف رئيس الجمهورية، والثانية تأتي تزامن التفجير مع الذكرى الرابعة لـ"ملحمة بن قردان" التي تم خلالها إجهاض محاولة إرهابيين السيطرة على المدينة الحدودية مع ليبيا وإقامة إمارة سلفية.

وأضاف أن الرسالة الثالثة تأتي لتقول على لسان المخططين للعملية إن استهداف تونس التي تمثل "الشمعة الوحيدة الثابتة" للربيع العربي متواصل، ومحاولة التشكيك في ما أعلنته سابقا السلطات الأمنية عن القضاء على معظم الإرهابيين وضرب إمكانياتهم الهجومية.
 
وأوضح مبروك أن الأرقام المسجلة منذ عام 2014 إلى حد اليوم تثبت تراجع هذا النوع من العمليات، وعزا ذلك إلى استعادة الأمن التونسي عافيته ولنجاحه في استباقها وإجهاضها قبل التنفيذ.
 
من جانبه، قال أستاذ الشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن وليام لورانس إن العملية الإرهابية كانت استهدافا للسفارة الأميركية، لكنها لم ترتق لنجاح العمليات السابقة التي شهدتها تونس، وإن هذا دليل على قدرة الأجهزة الأمنية على التصدي لها.

كما أشار إلى أن عدة عوامل تجعل السفارة الأميركية هدفا للإرهابيين، أبرزها التطورات الإقليمية مثل ضرب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، إلى جانب المشاركة الأميركية في تصفية القيادي السلفي التونسي المعروف بـ"أبو عياض".

ولم يستبعد لورانس مبادرة واشنطن لرفع حجم المساعدات الأمنية وغيرها الموجهة لتونس من أجل تعزيز حماية سفارتها هناك، وإنقاذ النظام القائم الذي يستهدفه هذا النوع من العمليات ويرمي إلى تعطيل "الآلة السياسية" ونجاح الانتقال الديمقراطي في البلاد، متهما الجماعات الإرهابية المحلية المرتبطة فكريا بتنظيمات دولية معروفة بالوقوف وراء هذه العمليات.

من جهته، أكد هنيد على أن الاقتصار على اتهام منظمات إرهابية معروفة بعينها أو بعض الملتحين والمتشددين هو نوع من التغطية على الجريمة، مشددا على ضرورة البحث الجاد عن المحركين الفعليين لهذه الشبكات ومصدر تمويلها وتجهيزها.

كما ذكر ببعض الرسائل التي يجب الوقوف عندها مثل التصريحات السابقة للجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر الذي قال إن قواته عندما تمسك الإرهابيين تطلقهم على الحدود التونسية، إضافة إلى تصريحات نائبة تونسية في البرلمان قالت فيها "لقد جربنا الصناديق، ويمكننا تجريب الدم والتفجيرات". 
 
وأضاف هنيد أن النظام الإقليمي -الذي يدعم حفتر ويسعى إلى تقسيم ليبيا- هو نفسه من يريد ضرب التجربة التونسية ورمزيتها بالمنطقة، متهما دولة الإمارات وبعض الدول الخليجية.