ما وراء الخبر

هذه أسباب عدم استجابة روسيا لدعم أرمينيا عسكريا في الحرب مع أذربيجان

أكد أندريه فيدروف نائب وزير الخارجية الروسي السابق أنه رغم وجود اتفاقية للتعاون العسكري بين روسيا وأرمينيا، فإن موسكو لا تستطيع التدخل عسكريا لدعم حليفتها أرمينيا في حربها مع أذربيجان.

وأوضح فيدروف -في تصريحاته لبرنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2020/10/6)- أن الاتفاقية المبرمة بين البلدين تتيح لموسكو التدخل عسكريا، في حال تعرضت أراضي أرمينيا لعدوان خارجي، وهو أمر لا ينطبق على الواقع الحالي للحرب الدائرة على أراضي إقليم ناغورني قره باغ، الذي لا يعد أرضا أرمينية.

كما أكد المسؤول الروسي السابق أن كل المعلومات التي لدى موسكو تؤكد أن تركيا لم تتدخل حتى الآن عسكريا في الحرب المشتعلة بين الجارتين؛ أرمينيا وأذربيجان، وأن كل دعمها لأذربيجان اقتصر على الدعم السياسي والدبلوماسي فقط.

وحسب فيدروف، فإن روسيا لا تفضل التدخل عسكريا في هذا النزاع، لأنه "سيزيد الموقف تعقيدا"، كما أنه سيسبب لها مشاكل مع دول أخرى.

ونفي فيدروف أن تكون مصالح روسيا الاقتصادية، وخوفها من خسارة صفقات السلاح مع أذربيجان، أو غضبها من القيادة الحالية لأرمينيا التي تتهمها موسكو بالموالاة أكثر للغرب؛ سبب عدم التدخل الروسي حتى الآن في الحرب، مشيرا إلى أنه على الصعيد الشبعي فإن الروس مؤيدون لأرمينيا، ومتعاطفون معها، وليسوا مع أذربيجان.

أما الكاتب والمحلل السياسي التركي إسماعيل كايا فأكد أن أرمينيا تسعى لاستدراج تركيا للتدخل في الحرب التي تخوضها مع أذربيجان؛ ولذلك اختلقت الأكاذيب حول إسقاط مقاتلات تركية طائرة أرمينية، وهو الأمر الذي تبين أنه مجرد أكاذيب لا أساس لها من الصحة.

واستبعد كايا أن تنجر موسكو للحرب الدائرة بين البلدين، مؤكدا أن الوضع مختلف عما جرى في سوريا، حيث أرسلت روسيا قواتها بناء على طلب من الرئيس السوري الذي تدور المعارك على أرض بلاده، وهو أمر لا ينطبق على أرض المعركة بين أذربيجان وأرمينيا، حيث إن إقليم قره باغ ليس أرضا أرمينية، بل هو أرض أذرية.

كما شدد كايا على عدم حاجة أذربيجان لاستدعاء القوات التركية، إذ إن قدراتها العسكرية تفوق بمرات كثيرة القدرات الأرمينية، التي اتهمها بجلب المرتزقة من كل أنحاء العالم.

السيناريوهات المستقبلية

وفيما يتعلق بالسيناريو المتوقع للحرب المشتعلة بين الطرفين، أكد الخبير العسكري والإستراتيجي معن أبو نوار أنه لا يرى في الأفق أي حل قريب، في ظل تمسك طرفي الصراع بمواقفهما، لكنه أشار إلى تفوق أذربيجان العسكري، الأمر الذي يمكّنها بعد فترة من المعارك من تغيير الواقع على الأرض لصالحها، ومن ثم إجبار أرمينيا على الجلوس على طاولة المفاوضات.

أما كايا، فأكد أن أذربيجان وتركيا لن تقبلا دعوات المجتمع الدولي لوقف فوري لإطلاق النار، من دون أن يتم حسم الموضوع، مؤكدا أن المجتمع الدولي لم يستطع خلال 28 عاما حسم قضية احتلال أرمينيا لإقليم قره باغ الأذري، وأنه رضي بجعل هذه القضية في حالة ركود طوال هذه السنوات، وهو أمر لن تقبله أذربيجان مجددا، فهي حركت المياه الراكدة وتريد حسم هذه القضية.

أما فيدروف فرأى أن قبول وقف إطلاق النار هو الطريق الأسلم لحل هذه المسألة، وبعد ذلك يذهب الطرفان للمفاوضات لحل الخلاف بينهما سياسيا.