ما وراء الخبر

اتهمتها بتقسيم البلاد.. ما خيارات الحكومة اليمنية تجاه قصف الإمارات لقواتها؟

ناقشت الحلقة خيارات الحكومة اليمنية الشرعية تجاه تطورات الجنوب والغارات الإماراتية على قواتها في عدن. وتساءلت: هل سيتصرّف المجتمع الدولي دعما للشرعية وتصحيحا للوضع الإنساني والقانوني في جنوب اليمن؟

قال الناشط السياسي والحقوقي اليمني توفيق الحميدي إن مواقف الرئاسة اليمنية بقيادة عبد ربه منصور هادي الأخيرة من الغارات الإماراتية على قوات الشرعية تكشف مدى قدرة هادي على التحرك في ظل إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، مشيرا إلى أن الشعب اليمني كان يريد خطوات أكبر وأقوى مما حصل، خاصة أن التعويل على الرياض خاسر لأنها لم تكن حليفا أمينا طوال السنوات الأخيرة.

وأضاف –في تصريحات لحلقة (2019/8/30) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن لدى الحكومة اليمنية الشرعية خيارات عديدة محليا ودوليا ومن المتاح لها اتخاذها؛ فخارجيا بإمكانها رفع شكوى من الإمارات إلى مجلس الأمن وطلب الحماية من انتهاكاتها للسيادة اليمنية، خاصة أن اليمن يخضع لأحكام البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح باستخدام القوة أمميا، وأن تطالب بتحقيق أممي جدي وشفاف بشأن جرائم الإمارات في السجون السرية وخيانة الشعب اليمني الذي تدعي أنها جاءت لنجدته.

وتوقع الحميدي أن يتجه هادي لقطع العلاقات مع الإمارات أو يخفض التمثيل الدبلوماسي معها، لاسيما أن هناك ضغطا شعبيا يمنيا غير عادي من الناشطين والسياسيين لإخراج الإمارات نهائيا من اليمن، وعلى الحكومة الشرعية أن تدرك أن هذا الضغط الشعبي يعطيها قوة وزخما لاتخاذ خطوات أكبر تجاه الإمارات. كما طالبها بأن تراجع علاقاتها مع الرياض التي قـُتل 3000 يمني للدفاع عن حدها الجنوبي وما زالوا هناك 7000 جندي يمني يحمونها من الحوثيين، وأن توسع شراكاتها الدولية.

الموقف الأميركي
أما الباحث الأميركي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط سيغورد نيوباور فأكد أن الموقف الأميركي الرسمي هو دعم سلامة اليمن الإقليمية ومعارضة أي عملية لتقسيمه، مشيرا إلى أن واشنطن الآن تحاور مباشرة الحوثيين -بوفد يقوده رئيس بعثتها الدبلوماسية في الرياض- لإبرام اتفاق طويل الأمد بينهم وبين السعودية.

وأوضح أنه من المنظور الأميركي فإن الإمارات وصلتها بالفعل رسالة دبلوماسية بضرورة وقف تمويلها للمليشيات في الجنوب اليمني لكي يتوقف عن قتال الحكومة الشرعية، ومن المحتمل أن تواصل واشنطن استخدام هذه الورقة حتى لا يكون هناك أي انقسام؛ مشيرا إلى أن أبو ظبي ليس بإمكانها تحمل الضغط الأميركي والدولي، خاصة إن أحيل الأمر إلى مجلس الأمن الدولي لأن ما ستفعله حينها سيكون مخالفا للقانون الدولي.

وبدوره؛ رأى الكاتب والمحلل السياسي عمر عياصرة أن تحركات الحكومة اليمنية الأخيرة كانت جيدة وخطوة متقدمة؛ فمن المهم أن يتحدث هادي ويقول إن الإمارات تعادي الشرعية وتسعى لتقسيم اليمن لكونه واقعا في قبضة الرياض. ولفت إلى أن ذلك يمكن أن يمهد لخطوات كبرى مثل عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة هذا الموضوع وإن كان المجلس لن يقدم على خطوة تدين الإمارات.

ولفت إلى أنه رغم أن هادي وحكومته هما صاحبا طلب دخول التحالف في اليمن فإن هناك محددات لحركتهما، وبالتالي على الحكومة الشرعية أن تستعيد استقلاليتها الكاملة حتى عن الرياض رغم وجود علاقة شرايين إمداد حيوي بينهما في القتال وغيره، لكن شرعيتها وبقاءها صارا على المحك ولا بد أن تطالب بمغادرة الإمارات لليمن، وبأن تغير الرياض طريقة تعاملها معها ومع الإمارات حتى تتصرف في الجنوب بشكل مختلف، وتتخلى عن الإصرار على دعم مليشياتها هناك ليكونوا جزءا من كعكة الحكم مستقبلا.