ما وراء الخبر

هجومان متزامنان على عدن والدمام.. أي رسائل يبعثها الحوثيون للإمارات والسعودية؟

ناقشت الحلقة هجوم الحوثيين على معسكر غربي عدن تابع لقوات الحزام الأمني المدعومة إماراتياً. كما أكد الحوثيون ضربهم أهدافاً عسكرية بالدمام بالسعودية. وتساءلت عن تأثير الهجومين على مسار الأزمة اليمنية.

قال عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثية ضيف الله الشامي إن الهجوم الذي شنته الجماعة على معسكر الجلاء غربي عدن -أثناء تنظيم استعراض عسكري لقوات الحزام الأمني التي تدعمها الإمارات- استهدف توجيه رسالة قوية للحشد الكبير الذي تسعى دول التحالف عبره لحماية حدودها والتغلغل في اليمن.

وأضاف -في تصريحات لحلقة (2019/8/1) من برنامج "ما وراء الخبر"- أنها ضربة استباقية لهدف عسكري، إذ رغم إعلان الإمارات انسحابها من اليمن فهي تعمل على تجنيد ودعم المليشيات باليمن، مشددا على أن محاولة الالتفاف لا تنطلي عليهم، كما أكد أنها ضربة سياسية وعسكرية لمن يعتبرون نفسهم في مأمن.

أما بخصوص الخطوات التصعيدية؛ فأكد الشامي أنها ستتطور، فبد ضرب مناطق قريبة يتم الآن شن هجمات في العمق، مؤكدا أنهم على دراية تامة بكل من يشارك في "العدوان"، كما شدد على أن كل من طرف ما زالت أدواته حاضرة في المين "ستقطع أياديه".

رسائل متعددة
وفي المقابل؛ أكد الكاتب والمحلل السياسي جيري ماهر أن السعودية والإمارات تعلمان أن الحوثيين الذين وصفهم بـ"المليشيات المسلحة" يسعون إلى زعزعة الأمن في المنطقة، وهم ينفذون أجندة وضعها الحرس الثوري الإيراني، والتصعيد الحاصل ما هو إلا نتيجة للضغوط على طهران.

وذهب ماهر إلى أن الرسالة من وراء الهجمة الحوثية الجديدة ليس تهديد الإمارات والسعودية، بل تدمير اليمن من خلال تنفيذ سياسات خارجية.

ومن جهته؛ تحدث الخبير العسكري والإستراتيجي هشام جابر عن عدم سيطرة الحكومة اليمنية على قواتها، خاصة في ظل غياب رئيسها عن عدن، فيما أوضح أن دلالة تزامن هجوميْ الدمام ومعسكر الجلاء بعدن تتثمل في تحذير السعودية وتأكيد أن جماعة الحوثي تستطيع أن تستهدف أي نقطة في المملكة؛ بما فيها أقصى المنطقة الشرقية.

أما عن الإمارات؛ فقال جابر إن رسالة الجماعة إليها تتمثل في عدم قبول وجودها داخل اليمن، فالإمارات رغم إعادة تموضعها باليمن أبقت على المليشيات التابعة لها، وهذا ما لا يقبله الحوثيون.

وتوقع جابر أن تستمر الإمارات في تنفيذ خطط الانسحاب دون أن تتورط أكثر في اليمن، بينما ستصر السعودية على الانغماس أكثر في "الوحل اليمني".