ما وراء الخبر

هل تغطي الحكومة الشرعية اليمنية على الجرائم الإماراتية في الجنوب؟

ناقشت هذه الحلقة أسباب تجدد الاحتجاجات في محافظة عدن اليمنية ضد القوات الموالية للإمارات، وتساءلت عن خيارات الحكومة الشرعية أمام الانتهاكات التي تقوم بها ما تسمى قوات مكافحة الإرهاب الإماراتية.

قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي إن تكليف وزارة الداخلية اليمنية لجنة أمنية للتحقيق في قتل قوات مكافحة الإرهاب المدعومة إماراتيا لأحد الشهود في قضية اغتصاب طفل بمدينة المعلا؛ هو "فخ" تم استحداثه لـ"تمييع" مثل تلك القضايا التي تحمل قدرا من الأهمية.

وأضاف أن أحمد الميسري نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية يقوم بالتغطية على الجرائم الإماراتية، وأنه يرغب في إعطاء انطباع سلبي بوجود فجوة وتناقض بين وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية التي تعمل خارج نطاق السلطة الشرعية في عدن.

ورأى التميمي أنه من المهم أن تقوم وزارة الداخلية بإلقاء القبض على المتورطين في كافة الجرائم الإمارتية قبل الشروع في تشكيل لجنة للتحقيق. وأكد أن التحالف السعودي الإماراتي -وخاصة أبو ظبي- ساهم في إحداث فراغ أمني للحكومة الشرعية، حيث تعمدت الإمارات تجريف وجود السلطات الشرعية في المحافظات الجنوبية ومنها عدن.

ويحمّل التميمي الحكومة الشرعية اليمنية وزر ما يحدث الآن في عدن، مشيرا إلى تفريطها في حقوقها الدستورية منذ أكثر من أربعة أعوام. وتوقع أن تصعد الإمارات ممارساتها الفجة وانتهاكاتها ضد اليمنيين لتحقق أهدافها بأقل تكلفة ممكنة عبر "تفخيخ المجتمع".

حجة مكشوفة
أما الباحث والمحلل السياسي اليمني البراء شيبان؛ فقد تحدث عن اتخاذ القوات المدعومة إماراتيا بعدن عبارة "مكافحة الإرهاب" لممارسة كافة الانتهاكات الحقوقية التي تقوم بها ضد اليمنيين، ومن ذلك تشييد المعتقلات السرية وإذلال المعتقلين بكافة أنواع التعذيب الممنهج.

وقال شيبان إن جماعة الحوثيين اتخذت ذات المبرر عند اجتياحها للعاصمة اليمنية صنعاء، وأرادت أن تمثل نموذجا أفضل لمكافحة الإرهاب إلا أنها تسببت في إحداث فوضى بالبلاد.

ودعا إلى تحسين العلاقات بين الحكومة الشرعية والإمارات بحيث تصب جهودهما في مصلحة اليمنيين جميعا، وذلك عبر إدماج القوات الإماراتية داخل وزارة الداخلية لتتم محاسبتها على أي انتهاك تقوم به، بدلا من تذرعها بمكافحة الإرهاب.

وأشار شيبان إلى عدم امتلاك القوات الإمارتية أي ولاية قانونية تابعة لوزارة الداخلية، مؤكدا أن تلك القوات تفعل ما تشاء لتأكدها من أنها لن تحاسب على تلك التصرفات والممارسات.

وناشد الحكومة الشرعية اليمنية الإسراع بحل إشكالية وجود فصائل مسلحة غير خاضعة لها (أي للحكومة الشرعية)، عبر الاستفادة من الزخم الشعبي الموجود في الشارع اليمني.