ما وراء الخبر

التقارب التركي الإيراني.. قلق مشترك من التمدد الكردي

ناقشت حلقة (7/3/2016) من برنامج “ما وراء الخبر” أسباب وأبعاد التقارب بين تركيا وإيران، ومدى ارتباط هذا الموقف برفض البلدين تقسيم سوريا والقلق من التمدد الكردي.

رغم اتفاقهم على وجود تقارب بين تركيا وإيران اختلف ضيوف حلقة (7/3/2016) من برنامج "ما وراء الخبر" في قراءتهم لأبعاد هذا التقارب، وما إذا كان سيؤدي إلى تحالف إقليمي لمواجهة المشروع الغربي في منطقة الشرق الأوسط، خاصة ما يتعلق بالحديث عن تقسيم سورياأو تحويلها إلى دولة فدرالية.

وفي وقت سابق أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن تركيا ترفض أن تقسم سوريا لدويلات، مشيرا إلى حديث جمعه بالمسؤولين الإيرانيين في طهران واتفاقه معهم على دعم بقاء سوريا موحدة.

الباحث في القضايا الإقليمية حسن أحمديان تحدث عن وجود هواجس مشتركة بين طهران وأنقرة إزاء المشاريع التي تطرح لتقسيم المنطقة، إضافة إلى مصالح تجارية واقتصادية مشتركة بين البلدين، وتوقع أن يستمر هذا التعاون بحكم ما سماه القرار الإستراتيجي للبلدين للرقي بالعلاقات التي قال إنها تشمل أيضا الجانب السياسي.  

أما أستاذ القانون والعلاقات الدولية في جامعة "صباح الدين الزعيم" سمير صالحة فتساءل عما إذا كانت لدى البلدين رغبة مشتركة في الذهاب بعيدا بهذا التعاون والتنسيق، وقال إن العلاقات بين الطرفين تراجعت خلال السنوات الأخيرة سياسيا واقتصاديا.

وفي نظر صالحة فقد بنت طهران تحالفاتها مع لاعبين إقليميين ودوليين، وكذلك الحال بالنسبة لتركيا، وتساءل: هل سيقبل شركاؤهما بهذا التعاون والتنسيق بين البلدين؟ وهل طهران مستعدة للتخلي عن موقفها الداعم للنظام السوري وعن تعاونها مع روسيا، لأن تركيا لن تغير سياستها؟

فالكرة الآن في ملعب إيران -يضيف صالحة الذي يتحدث من إسطنبول- وعليها أن تظهر للأتراك أنها خارج المشروع الروسي بشأن تركيا وسوريا، وأشار إلى إمكانية وجود عروض لتبادل الخدمات بين طهران وأنقرة في أكثر من أزمة، لكن كل ذلك يبقى مرهونا بحدوث تحول في الموقف الإيراني، حسب رأيه.

غير أن أحمديان -الذي كان يتحدث من طهران- استبعد وجود حلف إستراتيجي بين طهران وموسكو، ووصف ما يحدث بأنه مجرد رؤية إستراتيجية اقتربت في مرحلة من المراحل وقد تبتعد في المستقبل.

تشكيك 
وبخلاف ما ذهب إليه الضيف من طهران رأت الباحثة في الشأن الإيراني الدكتورة فاطمة الصمادي أن هناك مصالح عديدة بين إيران ورسيا، وأن طهران لعبت دورا كبيرا في إقناع موسكو بالتدخل عسكريا في سوريا.

وأكدت على وجود مصالح كبيرة أيضا بين تركيا وإيران، وأنهما افترقتا بشأن ملف سوريا وروسيا، لكن القضية الكردية جمعتهما، فكلتاهما تعتبران أن هذه القضية تتعلق بأمنهما القومي، ورأت الصمادي أن روسيا تستعمل الورقة الكردية للضغط على أنقرة وجعلها مشغولة بالشأن الداخلي.

وشككت الصمادي في مسألة أن تكون إيران خارج المشروع الروسي في المنطقة رغم خلاف البلدين بشأن القضية الكردية.

وبشأن إمكانية قيام تحالف إقليمي يضم تركيا وإيران لمواجهة المشروع الغربي بالمنطقة، قالت الباحثة في الشأن الإيراني إن الأولى أن يتم إصلاح خراب الحالة السورية قبل الحديث عن مثل هذا التحالف.

يذكر أن تركيا وإيران أعلنتا أن العلاقة بينهما لم تتأثر "ببعض المشكلات" التي تشهدها المنطقة، وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني في تصريح سابق "لدينا مصالح مشتركة مع تركيا ويجب التعاون والتنسيق في محاربة الإرهاب"، بينما قال رئيس الوزراء التركي "لدينا وجهات نظر مختلفة مع إيران لكن تعاوننا يمنع تدخل القوى الأجنبية".