ما وراء الخبر

أين تتفق دول الخليج وأميركا؟ وأين تختلف؟

جاءت حلقة “ما وراء الخبر” في سياق ملفات عديدة متفجرة -إن لم تكن مأزومة- بالمنطقة، يتواصل إثرها السؤال حول ما تتفق عليه دول الخليج العربي والولايات المتحدة وما تختلف عليه.

في المنطقة ملفات عديدة مأزومة -إن لم تكن متفجرة- يتواصل على إثرها طرح الأسئلة حول ما تتفق عليه دول الخليج العربي والولايات المتحدة وما تختلف عليه.

وتبدو إيران الأكثر حضورا فيما يحسب أنه اختلاف خليجي أميركي في زوايا النظر، مع ما تراه دول مجلس التعاون الخليجي خطرا ماثلا لتدخل إيران، بل تمددها في المنطقة، ليأتي الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران الشهر المقبل طارحا مزيدا من التوجسات، تحاول قمة كامب ديفد الأميركية الخليجية إجلاءها وفحص مستقبل العلاقة بين الطرفين.

هذا ما خاضت فيه حلقة "ما وراء الخبر" مساء 14/5/2015 وفيها تحدث رئيس مركز الخليج عبد العزيز بن صقر مفصلا نقاط اللقاء والاختلاف، قائلا إن الخليجيين والأميركيين لا يختلفون في المبدأ وإنما في التفاصيل، مشيرا إلى أن اتفاقا إطاريا لإعادة إيران إلى المجتمع الدولي ليس مما يختلف حوله، ولكن "القنبلة النووية الإيرانية" المتمثلة في تدخلها الطائفي هو نقطة خلاف، حسب قوله.

ضرب صقر عدة أمثلة على التفاصيل التي هي مثار خلاف، مضيفا أن الاتفاق على حكم الأغلبية الديمقراطي في العراق مجال اتفاق، بينما إقصاء مكوّن عراقي هو مجال اختلاف. وفي اليمن دعم السلطة الشرعية مجال اتفاق، واعتبار الحوثيين فريقا يحارب القاعدة -التي نحاربها نحن- مجال خلاف.

وفي سوريا التي يتفق الخليج وأميركا على مأساوية الوضع فيها، يشير صقر إلى أن إدارة باراك أوباما منذ اليوم الأول وضعت فيتو على تسليح الجيش السوري الحر، وأن ثمة انتقائية في التعامل مع الإرهاب، ولكن 48 مليشيا شيعية لا تصنف إرهابية، على حد قوله.

في كل هذه التفاصيل تبدو إيران في عين صقر محركا للأزمات، متسائلا: إذا ما رفعت العقوبات وأفرج عن أكثر من 120 مليار دولار، أين ستذهب هذه الأموال؟ هل إلى التنمية أم لدعم نفوذها في المنطقة ومن ذلك "دعم الطاغية بشار الأسد؟".

إيران ورؤيتان
أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن فواز جرجس فرّق بين رؤيتين أميركية وخليجية تجاه إيران، فالإدارة الأميركية ترى أن طهران تشكل تهديدا لمصالح دول الخليج، ولكن لا تشكل خطرا على أمنها.

ثم حسم بأن أميركا لن تتخلى عن أمن الخليج الذي هو جزء من الإستراتيجية الأميركية، ليس من أجل البترول بل لأن ثمة ثلاثة تريليونات دولار استثمارات في أميركا وفي الاقتصاد الغربي.

وتصفّح جرجس خارطة الوجود العسكري الأميركي فقال إنها في الخليج أهم من مثيلتها في أوروبا، حيث أكبر قاعدة جوية في قطر، وأكبر قاعدة بحرية في البحرين، وثمة قوات مهمة في الكويت.

ومع أن الوصول إلى اتفاق نووي مع إيران أولوية إستراتيجية، فإن أوباما يبدو واقعا بين مطرقة الوصول إلى الاتفاق واستبعاد أي صراع عسكري، وسندان طمأنة الخليج بأن أميركا لن تتخلى عنه، حسبما أضاف.

وخلص جرجس في نهاية المطاف إلى سؤال: هل حان وقت الحوار الإيراني السعودي بدل أن تكون كل الملفات في المنطقة رهينة الحرب الباردة بين الدولتين؟

وأضاف "لماذا الذهاب إلى أميركا؟"، وإذا كان الحديث عن تمدد إيراني علينا نسأل "هل فقد الجسد العربي مناعته؟"، محذرا من تواصل الاعتماد على فرنسا وأميركا في الوقت الذي ليست إيران عدوا تاريخيا، وإنما لديها سياسات سلبية هي ذاتها بدأت تتضرر منها بعد حذر شرائح عربية واسعة من غلوها المذهبي.