ما وراء الخبر

كامب ديفد.. هل تخفف قلق الخليج نحو طهران؟

استعرض برنامج “ما وراء الخبر” المسار الذي تتجه إليه العلاقة بين أميركا ودول مجلس التعاون الخليجي، وهل يمكن أن يبدد لقاء كامب ديفد قلق دول الخليج من التقارب الأميركي الإيراني؟

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز تناولا في اتصال هاتفي جدول أعمال قمة كامب ديفد بين دول مجلس التعاون الخليجي والإدارة الأميركية التي تبدأ الأربعاء.

وبدأت مخاوف عربية وخليجية تطفو على السطح عشية القمة المرتقبة، من أن يكون أي تقارب بين واشنطن وطهران على حساب المصالح العربية، والخليجية على وجه الخصوص.

المتوقع أن تركز المباحثات على ثلاثة ملفات تعني دول الخليج، وقد تكون طهران طرفا مشتركا فيها جميعا بشكل أو بآخر، وهي ملفات اليمن وسوريا والنووي الإيراني، وهو ما يجعل التقارب الأميركي الإيراني محور مباحثات اللقاء الأميركي الخليجي.

اختلاف
وحول النقاط المتوقع تناولها في اللقاء، رأى المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية نبيل خوري أن وجهات نظر المجتمعين قد تختلف حول مفهوم الأمن؛ فالخليج يبحث عن أمنه واستقراره، بينما يمر المفهوم الأميركي لأمن الخليج عبر الاتفاقية النووية مع إيران.

وأشار في حلقة الثلاثاء (12/5/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" إلى أن الطرفين يختلفان بشأن الطريقة المثلى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

ودعا خوري إلى عدم المبالغة في الاعتقاد بأن واشنطن يمكن أن تضحي بالخليج لأجل إيران، وأوضح أن إيران لن تصبح حليفا لأميركا، ولكنه أشار إلى وجهة نظر الرئيس أوباما بأن الاستمرار في عزل إيران دوليا يؤدي إلى نشوب الحرب التي ستضر الجميع، وفي مقدمتهم دول الخليج.

وأكد المسؤول الأميركي أن بلاده ملتزمة بأمن الخليج والمملكة، وأن القمة يمكن تصدر بيانا مشتركا تلتزم فيه أميركا بأمن دول الخليج، وأبدى استغرابه من أن جميع دول الخليج تتمتع بعلاقات دبلوماسية طبيعية مع إيران، في الوقت الذي تنكر فيه هذه الدول على أميركا أن تتمتع بهذا الحق.

انزعاج خليجي
من جهته، أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي أن هناك تحولا وجرأة في الموقف الخليجي عقب تشكيل عاصفة الحزم، ورأى أن أوباما يسعى لتنفيذ مشاريع تخلد إرثه وحقبته تاريخيا، وأشار إلى أن الاتفاق النووي وغض الطرف الأميركي عما تقوم به إيران في المنطقة يثيران قلق دول الخليج.

وبحسب الشايجي، فإن العلاقة بين دول الخليج وإدارة أوباما تشوبها أزمة ثقة منذ سنوات، وأوضح أن تراجع أوباما عن ضرب الأسد عقب استخدامه الكيماوي عزز فقدان الثقة في أن يكون لإدارته ردة فعل في حال قيام إيران بتنفيذ عمل عسكري في مكان ما بالخليج.

وعبر أستاذ العلوم السياسية عن انزعاج دول الخليج من تعامل أوباما مع أعدائه، وتجاهله حلفاءه، الأمر الذي يطرح تساؤلات بشأن "حديث طهران عن سيطرتها على أربعة عواصم عربية وهي تحت الحصار"، وما الذي سيكون بمقدورها فعله عقب رفع العقوبات.