ما وراء الخبر

تطورات الأزمة في اليمن وخيارات دول الخليج

ناقشت حلقة “ما وراء الخبر” التطورات المتلاحقة في اليمن بعد استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي، والخيارات المطروحة أمام دول مجلس التعاون الخليجي للتعامل مع الأزمة التي تهدد مستقبل اليمن.

أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اليوم الخميس استقالته من منصبه، وذلك بعد إعلان رئيس الوزراء خالد بحاح أيضا استقالة حكومته معربا عن أسفه لدخول البلاد ما وصفها بمتاهة سياسية غير بناءة. 

حلقة الخميس (22/1/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت التطورات المتلاحقة في اليمن، وكيف يمكن أن تؤثر على الاستقرار السياسي والأمني بعد ثبوت التنسيق بين الرئيس المخلوع علي صالح والحوثيين، وتساءلت عن الخيارات المطروحة أمام دول مجلس التعاون الخليجي للتعامل مع الأزمة التي تهدد مستقبل اليمن.

وكان منصور هادي قد تولى الرئاسة في فبراير/شباط 2012 بعد انتخابه رئيسا توافقيا تطبيقا للمبادرة الخليجية، وسط آمال بقيادته البلاد إلى تحول ديمقراطي. لكن تطورات الأيام الماضية وتعقيدات المشهد السياسي أكدت أن مفردات الواقع اليمني أكبر من قدرته على التأثير فيها.

انقلاب على الشرعية
حول هذا الموضوع يقول عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي الدكتور زهير الحارثي إن ما حدث في اليمن هو انقلاب واضح على الشرعية، ويبدو أن الرئيس هادي رضخ لضغوط من الحوثيين وطهران.

وأعرب الحارثي عن اعتقاده بأن الحوثيين حققوا الهدف الذي كانوا يبحثون عنه منذ فترة طويلة، معتبرا أن تلاقي المصالح بين إيران ونظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ساهم في وصول اليمن إلى الوضع الحالي.

وأكد أن الحوثيين لا يكترثون بالعملية السياسية ولديهم مشروع توسعي، واستطاعوا تجميد كل سلطات الدولة وإخراج الرئيس من سلطته، محذرا من أن اليمن يتعرض لكارثة حقيقية في ظل الوضع القائم.

وبشأن الخيارات المتاحة أمام دول الخليج العربية للتعامل مع الأزمة، قال الحارثي إن باستطاعة دول الخليج تكوين تجمع دولي للتعاطي مع الملف اليمني والعودة إلى الأمم المتحدة، ووضع تصور لمواجهة ما يحدث في اليمن ضمن حل سياسي ودبلوماسي يلزم كل الأطراف بأن تنفذ ما وقعت عليه من اتفاقيات سابقة.

وأضاف أن الجانب الاقتصادي أيضا سيكون له دور أكثر تأثيرا عبر التلويح بمسألة العقوبات الاقتصادية وعدم التعامل مع من يحكم في اليمن.

وأوضح الحارثي أن إيران تستخدم الورقة اليمنية للضغط على دول الجوار، وكذلك في ملفها التفاوضي مع الغرب والولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، وحذر من أن طهران تحاول محاصرة السعودية وزعزعة استقرارها كهدف إستراتيجي ضمن مخططها التوسعي.

وطني أم متخاذل؟
من جانبه اعتبر المحلل السياسي أحمد عبد الله الشريف أن اليمنيين لم يتفاجؤوا باستقالة رجل وطني مثل منصور هادي الذي رفض أن يسير أمور الدولة في ظل إرادة مسلوبة للدولة وفي ظل سلطات شرعية ممنوعة من أداء واجباتها وحكومة مقلصة عن أداء مهامها منذ نحو ثلاثة أشهر، بحسب رأيه.

وأضاف أن كل الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة مع جماعة الحوثي لم تنفذ، في الوقت الذي يروج فيه الحوثيون لأكاذيب، فضلا عما تم كشفه من التنسيق بينهم وبين الرئيس المخلوع عبر السفير الإيراني في صنعاء.

وأكد الشريف أن الشعب اليمني لن يقبل أي تغليف للقضية أو الخروج عن دستور البلد، محذرا من أن مخطط الحوثيين ينطلق من التفكير في السيطرة على مضيق باب المندب لتهديد الأمن القومي المصري، واحتلال جزر يمنية قد تصبح قواعد صاروخية وعسكرية لإيران.

لكن القيادي في الثورة اليمنية خالد الأنسي انتقد المبادرة الخليجية واعتبر أن هادي خذل اليمنيين باستقالته وخطابه الذي قال إنه لم يكن صريحا في الإشارة إلى المسؤول الحقيقي عن الأزمة بدلا من توجيه اللوم إلى الفرقاء السياسيين.

وقال "الآن هو أعاد السلطة للرئيس المخلوع، وإعادة السلطة للبرلمان التابع لصالح، وترك اليمن يواجه مصيرا مجهولا"، معتبرا أن الحل الوحيد أمام اليمنيين وقوى الثورة الآن هو التوافق على مجلس انتقالي وشخصية ثورية تتولى مقاليد الحكم.