ما وراء الخبر

منطقة عازلة داخل سوريا.. الأهداف والسيناريوهات

ناقشت الحلقة تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن إقامة منطقة عازلة داخل سوريا، وطرحت تساؤلات حول الهدف من إقامتها وآليات فرضها، واحتمالات موافقة مجلس الأمن الدولي على إقامتها.
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا -وبالتعاون مع الولايات المتحدة ودول أخرى- تسعى لإقامة منطقة عازلة داخل سوريا في المنطقة الحدودية معها، وبأنه سيسعى للحصول على موافقة مجلس الأمن على إقامة المنطقة العازلة خلال الأسبوع الجاري.

حلقة الاثنين (22/9/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت هذه القضية وطرحت تساؤلات حول الهدف من إقامة هذه المنطقة العازلة وآليات فرضها، وما احتمالات موافقة مجلس الأمن على إقامتها في ظل رفض موسكو ما تعتبره انتهاكا للسيادة السورية.

تصريحات أردوغان جاءت خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتأتي بعد تدفق أكثر من 130 ألفا من اللاجئين السوريين إلى تركيا هربا من أعمال العنف، وفي ظل توقعات بموجات لجوء أخرى بالكثافة نفسها.

آمنة لا عازلة
يرى الكاتب والباحث السياسي محمد زاهد غل أن التسمية الأصح لهذه المنطقة التي تحدث عنها أردوغان "منطقة آمنة" بعد نزوح أكثر من مليوني إنسان سواء من العراق أو سوريا، مما سبب إشكاليات داخل تركيا على الصعيدين الأمني والإنساني.

وأوضح غل أن هذه المنطقة سيكون متفقا عليها بشكل عام ما بين المجتمع الدولي، لتقديم الخدمات الإنسانية والغذاء والدواء وما شابه ذلك، وفي الوقت نفسه تحفظ الحدود التركية بمنع تدفق اللاجئين وتسلل المتطرفين إلى داخل الأراضي التركية.

ونفى غل أن يكون لهذا الأمر علاقة بقضية الأكراد في تركيا، مؤكدا أنها تأتي ضمن إطار إستراتيجية معلنة للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، ولن تكون المنطقة على طول الحدود التركية السورية والعراقية ولكن على جزء فقط وفق اتفاق دولي.

مناورة تركية
لكن المحلل السياسي التركي إلهان تانير، الخبير في العلاقات الأميركية التركية، قال إنه حتى الآن لا يوجد نقاش بشأن المنطقة العازلة بين الجانبين الأميركي والتركي، معتبرا أن تصريحات أردوغان جاءت كأمر مفاجئ في واشنطن.

وأضاف تانير أن تركيا كانت تتحدث عن منطقة عازلة في عام 2011 مع بدء الأزمة السورية، متسائلا "هل ستضع الحكومة الأميركية على تركيا شروطا لكي تقمع تنظيم الدولة الإسلامية".

وتابع أن أولويات الإدارة الأميركية الآن تركز على بناء التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والتساؤل المهم هو هل ستستخدم واشنطن قواتها العسكرية، وفي حال كانت الإجابة "نعم" فعليها أن تتأكد ألا يتم اعتراض طائراتها من القوات الجوية السورية، وقد تكون هناك منطقة حظر طيران قد تقام بفعل الأمر الواقع وبالتنسيق مع النظام السوري.

من جهته، يشير الكاتب الصحفي يونس عودة إلى عدد من النقاط بشأن تصريحات أردوغان التي قال إنها جاءت بعيد إطلاق الدبلوماسيين الأتراك الذين كانوا محتجزين من قبل تنظيم الدولة.

لكن عودة يستبعد تمرير هذه المسألة في مجلس الأمن الدولي إلا إذا كان هناك اتفاق دولي يحفظ السيادة السورية، مشيرا إلى أن تركيا لن تقوم بدور في هذا التحالف إلا من خلال سيناريو يحقق لها مأرب إنهاء القضية الكردية نهائيا، وفق رأيه.