ما وراء الخبر

تداعيات انسحاب المسلحين السوريين من عرسال

ناقشت حلقة الخميس 7/8/2014 من برنامج “ما وراء الخبر” الانفراج الذي يمكن أن يحققه انسحاب المسلحين السوريين من بلدة عرسال، وانعكاسات ما حدث على تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان.

 بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى إثر اشتباكات بين الجيش اللبناني ومسلحين سوريين نجحت وساطة هيئة علماء المسلمين بإنهاء أزمة عرسال، حيث خرج المسلحون من البلدة وتم تسليم الأسرى، وجرت عمليات إجلاء لعشرات الجرحى أغلبهم من اللاجئين السوريين والجيش اللبناني.

لكن هل يمكن أن تتكرر أزمة عرسال مرة أخرى في لبنان الذي يتميز بتنوع تركيبته الطائفية وتعدد الانتماءات السياسية فيه، وهل ستترك هذه الأزمة أثرها على تدفق المزيد من اللاجئين السوريين على هذا البلد، هذا ما ناقشته حلقة برنامج "ما وراء الخبر" التي بثت مساء الخميس 7/8/2014.

في هذا الصدد، حذر مدير منظمة " آفاز" في الشرق الأوسط وسام طريف من أن ما حدث في عرسال يعتبر مؤشرا خطيرا لما يمكن أن يحدث في لبنان الذي يتميز بتركيبة طائفية غير متجانسة.

وبشأن تأثير ما حدث في عرسال على تدفق اللاجئين السوريين قال إن اللاجئين السوريين ذاقوا الذل في لبنان لأن إدارة هذا الملف ما زالت تخضع للمزايدات السياسية من قبل الحكومة اللبنانية، مؤكدا أن العديد من المنظمات لا تتوقع دخول لاجئين إضافيين في ظل هذه الظروف، مشيرا إلى أن السوريين تحملوا الكثير من العنصرية وحملات الكراهية من قبل محطات تلفزة ومسؤولين لبنانيين.

حيثيات الوساطة
وفي ما يتعلق بتفاصيل الوساطة قال عضو هيئة علماء المسلمين عدنان أمامة إن الهيئة قامت بمبادرة لتجنيب البلاد الدخول في حرب، وتم التواصل مع الجهات الرسمية والاتفاق على أن يخرج المسلحون من عرسال وأن يسلموا الأسرى اللبنانيين مقابل أن يؤمّن الجيش اللبناني خروجهم من البلدة.

وأضاف أمامة أن الهيئة قطعت حوالي 80% من الواجبات التي تم الاتفاق عليها للتوصل لحل الأزمة، حيث تم إجلاء الجرحى للمستشفيات، ولكنه أشار إلى وجود عراقيل تمنع إدخال المساعدات إلى عرسال كما حدث في بلدة لبوة حينما استولى قطاع طرق على السيارات التي تحمل هذه المساعدات.

وأوضح أن المسلحين السوريين انسحبوا قبل وصول لجنة وساطة علماء المسلمين إلى البلدة الخميس، وأكدوا إنهم كانوا على استعداد لترك الأسرى كلهم لو أن الجيش اللبناني توقف عن القصف.

وعبر عن أسفه لرفض بعض أهالي عرسال تسلم المساعدات التي تم توزيعها عليهم، وأوضح أن البعض حاول أن يعبر برفضه هذا عن غضبه على المجتمع الدولي، كما أشار إلى ارتباط البعض الآخر بأجندة سياسية مع بعض الفرقاء السياسيين الذين لا يودون أن تنتهي المشكلة بهذه الطريقة.

الوضع الإنساني
على الجانب الإنساني وطبقا لتقديرات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فإن عدد الذين يحتاجون للعلاج في عرسال يبلغ حوالي أربعمائة جريح، فيما وصف عضو هيئة وفد علماء المسلمين في لبنان حسام الغالي الوضع بـ"الكارثة الإنسانية".

وقال أمين عام الصليب الأحمر اللبناني جورج كتاني إن هناك تنسيقا يجري لإجراء مسح طبي كامل للتأكد من وجود جرحى إضافيين حتى يتم إجلاؤهم، أو جثث تحت الأنقاض حتى يتم دفنها.

وأضاف أن عرسال بحاجة ماسة لقوافل طبية وإنسانية، مؤكدا وجود تنسيق كامل مع الحكومة اللبنانية للقيام بكل وسائل الإصلاح للمرافق الحيوية التي تضررت والتي يأتي إصلاح الإمداد المائي والكهربائي على رأس قائمتها.

وبعد احتراق ثلاثة مخيمات عشوائية للاجئين سوريين وتدمير منازل للبنانيين، أوضح كتاني أن هناك مشكلة في كيفية إيوائهم، لأن العبء صار كبيرا جدا على الدولة لأن عدد اللاجئين السوريين أصبح أكبر من طاقة الحكومة، حيث يوجد حوالي 25% من اللاجئين السوريين خارج بلادهم بلبنان.