ما وراء الخبر

كردستان العراق.. هل تقرير المصير ممكن؟

بحثت الحلقة الإمكانية والآثار المترتبة إقليميا لدعوة رئيس كردستان العراق مسعود البارزاني برلمان الإقليم لاتباع الطرق القانونية لإجراء الاستفتاء لما وصفه حق تقرير المصير، ما يعني الانفصال عن بغداد.

اتفق ضيفا "ما وراء الخبر" من تركيا وإقليم كردستان العراق على أن سياسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المساهم الأبرز في تفتيت العراق، ومن ذلك ما يلوح في الأفق من دعوات لاستقلال إقليم كردستان عن الدولة العراقية.

الحلقة التي بثت مساء 3/7/2014 بحثت دعوة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني  برلمان الإقليم إلى اتباع الطرق القانونية لإجراء الاستفتاء لما وصفه حق تقرير المصير، والآثار المترتبة على ذلك في المنطقة.

خطورة الخطوة
من كردستان أقر الكاتب والمحلل السياسي عبد الحكيم خسرو بخطورة الخطوة التي قد يقدم عليها إقليم كردستان العراق نحو تقرير مصيره.

ومع قناعته بأن الاستقلال عن بغداد بات يلوح في الأجواء بسبب "النار الحارقة هناك" تساءل الصحفي التركي إيلنور شفيق "هل يستطيع الأكراد أن يبقوا بعيدا عن النار التي تلتهم العراق؟

لكنه من جانب آخر نفى أن توجهات إقليم كردستان العراق استغلال للحالة الراهنة في العراق وما قد يقال إنه "مصائب قوم عند قوم فوائد"، حسب سؤال مقدمة الحلقة غادة عويس.

وقال إن بيانات بشأن حق الكرد في تقرير مصيرهم جرى تبادلها بين الإقليم وبغداد بشهور سبقت أحداث الموصل، وأن الأحداث التي تصاعدت يتحمل مسؤوليتها النظام السياسي العراقي الذي همّش السنة، مضيفا أن سياسات النظام العراقي جعلت من الصعب جدا الاتفاق معه والدخول في شراكة حقيقية.

وماذا لو أعلن الإقليم استقلاله؟ في رأي خسرو فإن أميركا مع وحدة الأراضي العراقية، حسب موقفها الرسمي، لكنها إذا ما أعلن الاستقلال لن تعارضه، لكن ربما لن تؤيده في المرحلة الأولى.

ولفت إلى أن حكومة إقليم كردستان قامت "بتعريف العالم بالإبادات الجماعية التي تعرض لها الأكراد" وأن كثيرا من الأوروبيين متعاطفون معها.

وبشأن المخاوف المحتملة مستقبلا قال خسرو إن جزءا من الرغبة في الانفصال مردّها النأي عن الحرب الطائفية المستعرة في العراق وسوريا.

شقيق تركي
بدوره قال الصحفي التركي إيلنور شفيق إن تركيا تتعامل مع إقليم كردستان العراق بوصفه شقيقا، وإن تطلع الشعب الكردي إلى "مستقبل مشرق يسعدنا".

وأضاف أن العلاقات بينهما تحسنت بل وصلت إلى مستويات عالية، ومن ذلك تصدير النفط عن طريق تركيا إلى العالم.

خسرو:
أميركا مع وحدة الأراضي العراقية حسب موقفها الرسمي لكنها إذا ما أعلن الاستقلال لن تعارضه لكن ربما لن تؤيده في المرحلة الأولى

ومع قناعته بأن الاستقلال عن بغداد بات يلوح في الأجواء بسبب "النار الحارقة هناك" تساءل شفيق "هل يستطيع الأكراد أن يبقوا بعيدا عن النار التي تلتهم العراق؟".

وفي الوقت الذي تتخذ فيه تركيا موقفا واضحا كالولايات المتحدة الأميركية تجاه وحدة أراضي العراق قال إن السؤال الأكثر أهمية هو: هل سيستطيع العراق البقاء موحدا؟

واتهم شفيق المالكي بأنه السبب وراء لجوء المكون السني إلى التعامل مع أطراف سنية متطرفة والدفع إلى تفتيت العراق، وهو ما قال إنه سيتوسع أكثر في الشرق الأوسط "وسنشهد دولا جديدة تولد على أسس طائفية".

وعن ما إذا كانت الحالة الكردية في العراق ستنسحب على أكراد تركيا رفض شفيق ذلك، وقال إنهم يعيشون في دولة متقدمة وكبيرة ويريدون أن يكونوا جزءا من هذه الدولة التركية التي أصبحت "نجما ساطعا"، وأضاف أن واحدا من ثلاثة مرشحين للرئاسة كردي.