ما وراء الخبر

مسار خارطة الطريق في مصر بعد الانقلاب

ناقشت حلقة الثلاثاء (3/6/2014) من برنامج “ما وراء الخبر” الأوضاع بمصر بعد مرور 11 شهرا على إعلان خارطة الطريق، تكللت بإعلان فوز وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي بالانتخابات الرئاسية.
قال أستاذ العلوم السياسية عصام عبد الشافي إن خارطة الطريق التي أعلنت في مصر بعد عزل الجيش للرئيس محمد مرسي، أقصت تيارا سياسيا بالكامل وشوهت جميع التيارات المعارضة للنظام القائم.

وناقشت حلقة الثلاثاء (3/6/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" الأوضاع في مصر بعد مرور 11 شهرا على إعلان خارطة الطريق، تكللت بإعلان فوز المشير عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية بنسبة قاربت 97%.

وأضاف عبد الشافي أن خارطة الطريق أدت إلى انهيار البلاد اقتصاديا والاعتماد على المساعدات الخليجية، ومثلت اعتداء على ثورة 25 يناير وإعادة لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك بالكامل.

واتفق معه القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني مجدي حمدان في عدم وجود حرية للإعلام في مصر حاليا، مشيرا إلى أن واقع الحريات حاليا يتعارض مع باب الحريات العامة في دستور 2014، وأوضح أن البلاد عادت إلى طريق ما قبل 25 يناير/كانون الثاني 2011.

بنود لم تنفذ
وألمح حمدان إلى أن بنود خارطة الطريق التي أعلنها السيسي في بيان عزل مرسي لم تكتمل، وتمت مخالفة بنودها خصوصا فيما يتعلق بتقديم الانتخابات الرئاسية على البرلمانية، مؤكدا أن البرلمان القادم لن يعبر عن الثورة وستقتصر عضويته على نواب الحزب الوطني الديمقراطي المنحل.

وعبّر عن وجهة نظره بأن أهم بندين في الخارطة تم تجاهلهما، وهما المتعلقان بتمكين الشباب، ووضع ميثاق شرف إعلامي للحد من فوضى تجاوزات القنوات الفضائية التي تقتصر مهمتها حاليا على "التطبيل والتهليل" للنظام القائم في البلاد.

لكن عبد الشافي علق على تمكين الشباب قائلا "إن التمكين جرى في القبور والمعتقلات وخارج الأوطان".

وأكد حمدان أن خارطة الطريق جرى اجتزاؤها لتحقيق أهداف بعض الأشخاص، في إشارة إلى فوز السيسي بالانتخابات، إلا أن عبد الشافي رفض الحديث عن وجود شرعية جديدة أوجدتها "مسرحية هزلية تسمى الانتخابات الرئاسية".

وأضاف عبد الشافي أن البلاد حاليا أمام واقع جديد على رأسه رجل الأمانة التي كلفه بها رئيسه، وتواطأ مع قوى إقليمية للإطاحة بستة استحقاقات انتخابية تمت بعد الثورة ليعيد البلاد إلى ما كانت عليه أيام مبارك.

حجم المعارضة
في المقابل، قال كبير الباحثين في معهد بوتوماك للدراسات السياسية توفيق حميد إن أقوى انتخابات رئاسية شهدتها البلاد عام 2012 -والتي فاز بها مرسي- شهدت مشاركة 51% من الناخبين، في حين بلغت نسبة المشاركة في انتخابات 2014 نحو 47%، أي بفارق نسبته 4% "تظهر حجم المعارضة التي دعت لمقاطعة الانتخابات".

لكن عبد الشافي اعتبر أن قياس حميد "معيب"، واصفا انتخابات 2014 "بالمهزلة" التي لم يشارك فيها أكثر من 10 إلى 15 مليون ناخب، وليس 25 مليونا كما أعلنت لجنة الانتخابات.

وفي ما يتعلق بعدم تنفيذ بند المصالحة الوطنية التي اشتملت عليه خارطة الطريق، استبعد حميد إجراء مصالحة بالتزامن مع العمليات "الإرهابية" التي تقوم بها المعارضة حاليا.

وأضاف أن "المصالحة كان لابد أن يستغلها الإخوان بعد أن يوقفوا عمليات الإرهاب".

ورغم دفاع الباحث السياسي عن النظام القائم في البلاد، فإنه يرى أن الوضع حاليا ليس مثاليا، وأكد أنه كان يتمنى رؤية شباب الثورة فاعلين في الساحة السياسية، "لكن انقسامهم على أنفسهم، ومشاركتهم في مظاهرات بصورة أسبوعية جعلت الشعب هو من لا يريدهم".

وكانت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة أعلنت فوز السيسي بمنصب رئيس الجمهورية بنسبة قاربت 97%، في مقابل 3% تقريبا من الأصوات حصل عليها المرشح حمدين صباحي.