ما وراء الخبر

من يقف وراء قصف الموصل؟

تعرضت أهداف يعتقد أنها لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بالموصل لضربات جوية نفذتها طائرات بدون طيار، دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عن القصف.
قامت طائرة بدون طيار بقصف مبنى الصحة غربي الموصل، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، في الوقت الذي يتخوف فيه البعض من التدخل الأميركي الذي يتوق إليه رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي.
بحثت حلقة السبت 28/6/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" المكسب الذي قد تجنيه واشنطن إذا كانت هذه الطائرات تابعة لها، وبحثت أيضا فرضية كون "الإرهاب" حكرا على الطائفة السُّنية دون غيرها.

أشباح
ووفق تصريحات وزارة الدفاع الأميركية، فإن طائرات أميركية بدون طيار تحلق في أجواء العراق بطلب من حكومة بغداد، وفي الوقت ذاته تعتبر واشنطن تنظيم الدولة خطرا على العراق والدول من حوله.

وصف الكاتب والباحث السياسي لقاء مكي مَن يقومون بقصف المدن في الفترة الأخيرة بـ"الأشباح" مستشهدا بقصف القائم وغيرها من المدن، التي لم يعترف أحد بمسؤوليته عن قصفها حتى الآن.

وأشار إلى تأكيد أميركا أكثر من مرة عدم نيتها القيام بعمليات قصف قبل تشكيل الحكومة العراقية، ولكنه أعرب عن اعتقاده أن الطائرة قد تكون إيرانية، خاصة أنها أرسلت طائرات بدون طيار من طراز "أبابيل" تحت غطاء استيراد العراق طائرات مستعملة.

واستشهد مكي بوصف وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل حكومة المالكي بـ"الطائفية"، وأبدى ترحيب العراقيين بالقوات الأميركية إذا رغبت في القيام بمساندة الطائفية، مؤكدا أنهم هُزموا في المرة السابقة وسيُهزمون في هذه المرة أيضا.

وأشار إلى وجود ترتيبات سياسية لتسوية الأزمة، ربما تتضح معالمها مع تشكيل الحكومة المقبلة، موضحا أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما فهمت "الخطأ الأحمق" الذي وقع فيه الرئيس السابق جورج بوش بالتدخل العسكري، مما يجعلها تفضل التسوية السياسية.

ووصف مكي الصراع في العراق بأنه يدور بين "خونة وعملاء" يسعون إلى تدمير العراق تحت راية عملية سياسية أودت بالبلاد إلى هذا المصير، وبين أطراف أخرى تريد للعراق أن يتحرر وأن يتحول إلى بلد "محترم" وموحد.

تنظيم الدولة يهدد الجميع
ومن ناحيته، أوضح الجنرال مارك كيميت مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق أن هناك طائرات أميركية تحلق حاليا في أجواء العراق، وتقوم بعمليات استكشافية لدعم عمل المستشارين الأميركيين بالعراق، مؤكدا أن الطائرات غير مسلحة.

ونفى أن يكون الأميركيون ملزمين بالدفاع عن العراق، مؤكدا عدم وجود اتفاقية تلزم أميركا بالدفاع عن العراق، موضحا أن أميركا تقدم الدعم للشعب والحكومة العراقية بكافة مكوناتها، ولا تنصر طائفة على أخرى.

وحذر كيميت من أن تنظيم الدولة يمثل تهديدا للعراق وللمنطقة كلها، منبها إلى أن الحكومة الأميركية اختارت الصواب حينما فضلت دعم الحكومة العراقية على تقديم دعم لتنظيم الدولة.

من جانبه، لفت عضو حزب الدعوة العراقي أبو ميثم الجواهري إلى أن الاتفاقية الأمنية المشتركة الموقعة بين العراق وأميركا تحتم على واشنطن الدفاع عن العراق حال تعرضه لخطر، مؤكدا أن العراق لديه بعض الطائرات المروحية التي يمكن أن تقوم بهذه العمليات، ورجح في الوقت نفسه قيام طائرات أميركية بهذا القصف، ولكنه اعترض على اتهام إيران بالقيام بعمليات قصف داخل العراق، مؤكدا قيام العديد من القبائل بالاستعداد لدعم الجيش العراقي.

ورفض الجواهري تصوير ما يحدث على أنه صراع طائفي، مؤكدا أن المعركة في العراق ليست حربا طائفية، محذرا من مؤامرة تشترك في تنفيذها إسرائيل بالتعاون مع العديد من الدول العربية، على حد تعبيره.