ما وراء الخبر

النظام السوري وتغيير ديمغرافية السكان

ترددت أنباء وتصريحات مؤخرا حول محاولة النظام في سوريا تغيير التركيبة الديمغرافية في مناطق مختلفة من البلاد، عبر منح الجنسية لعراقيين وإيرانيين ولبنانيين ويمنيين، بينما وصل عدد اللاجئين السوريين في الخارج إلى الملايين.

ترددت أنباء وتصريحات مؤخرا حول محاولة النظام في سوريا تغيير التركيبة الديمغرافية في مناطق مختلفة من البلاد، عبر منح الجنسية لعراقيين وإيرانيين ولبنانيين ويمنيين، في الوقت الذي وصل فيه عدد اللاجئين السوريين في الخارج إلى الملايين.

وتناقش حلقة "ما وراء الخبر" هذه القضية من خلال لقاء مع عضو الائتلاف الوطني السوري زياد أبو حمدان والكاتب والمحلل السياسي المقرب من قوى الثامن من آذار وسام حمادة، خاصة مع التصريحات التي خرجت على لسان الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط التي قال فيها إن تدمير السجل العقاري في حمص يساهم في مخطط لتحويل الأكثرية السنية في سوريا إلى أقلية.

ويرى أبو حمدان أن مخطط تغيير البنية السكانية في سوريا بدأ قبل عامين وفق المعارضة السورية التي تقول إن النظام منح الجنسية السورية لنحو 750 ألفا من دول كلبنان واليمن والعراق وإيران، في محاولة للسيطرة على حمص وحماة ودمشق ووصفها بمعاقل النظام.

ويضيف أبو حمدان أن هناك لغطا حول التجنيس في السويداء ذات الأغلبية الدرزية، حتى قبل اشتراك حزب الله اللبناني مع النظام في معارك ضد المعارضة السورية في القصير وحمص، معتبرا أن ما يدل على نوايا النظام هو التهجير الحاصل لسكان الجنوب في درعا وفي محيط المدينة، فلا أحد يعرف متى يعود هؤلاء.

وكشف أبو حمدان عن وجود معسكرات للتدريب يقوم عليها النظام لتركيز القوى في الجنوب، فضلا عن توزيع الأسلحة والتحركات المغطاة لنشر الفكر الشيعي في الجنوب.

في المقابل يقول وسام حمادة إن أهل السويداء والدروز عموما في جبل العرب كانوا دائما على طرفي نقيض مع أي حكومة غير وطنية في دمشق، ولن يقبلوا بأي محاولة للتجنيس وتغيير التركيبة السكانية.

ويعتبر حمادة أن الحديث عن تجنيس غير السوريين أمر غير منطقي، لأن النظام لا يحتاج إليه في دولة كبرى تملك ملايين من المواطنين يتميزون بكمٍّ كبير من الحس الوطني والعروبي، خاصة في جبل العرب عند الدروز الذين يتمتعون بحساسية كبيرة تجاه أي تغيير ديمغرافي، على حد قوله، مؤكدا أن مثل هذا المخطط لن يبصر النور في سوريا.

واعتبر حمادة أن الأقليات في سوريا محفوظة تاريخيا لدى الأكثرية السنية، ولا يوجد عاقل يصدق أن عددا قليلا يمكنه أن ينشر التشيع في سوريا، فضلا عن أنه لا توجد أي أدلة تؤكد مثل هذه المخططات.

لكن أبو حمدان يؤكد أن الموضوع لا يتعلق بعام أو عامين بل له جذور منذ زمن طويل يبلغ عشر سنوات، وهذا النشاط بدأ قديما في الجانبين السياسي والاجتماعي لتغيير الانتماءات الدينية والمذهبية، على حد قوله.

ويتساءل أبو حمدان "ألا يثير تهجير مدن وقرى بأكملها في محيط محافظة حمص التي أصبحت فارغة من سكانها تماما أي شكوك بشأن تغيير الديمغرافيا السكانية"، معتبرا أن هذه مؤشرات خطيرة بأن هذه الأماكن ستملأ بعناصر أخرى، ويُستقدم إليها قوى ومليشيات داعمة للنظام من خارج سوريا.

بدوره ينفي المحلل السياسي اللبناني وجود خطط لتغيير طبيعة السكان، مبررا ذلك بأنه عندما يعلن الجيش النظامي تحرير أي منطقة في سوريا فإن أهلها يعودون إليها.