ما وراء الخبر

خيارات العراقيين في مواجهة تكتيكات الحكومة

تتناول الحلقة استنكار خطباء ساحة الاعتصام بالرمادي ما سموها المضايقات التي تمارسها حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي ضدهم، ومنع السلطات وسائل الإعلام من الدخول إلى ساحة الاعتصام.

– تصاعد الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية
– المظاهرات والشعارات المستهلكة

– إبعاد السياسيين عن منصة المظاهرات

– أوراق الضغط على الحكومة

 

‪ليلى الشيخلي‬ ليلى الشيخلي
‪ليلى الشيخلي‬ ليلى الشيخلي
‪على الحاتم‬ على الحاتم
‪على الحاتم‬ على الحاتم
‪وليد الزبيدي‬ وليد الزبيدي
‪وليد الزبيدي‬ وليد الزبيدي

ليلى الشيخلي: حيّاكم الله، استنكر خطباء ساحة الاعتصام في الرمادي ما سموها المضايقات التي تمارسها حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي ضدهم آخرها منع السلطات العراقية وسائل الإعلام من الدخول إلى ساحة الاعتصام في مدينتهم.

نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في محورين: كيف جاء تعامل المحتجين مع التكتيكات التي اعتمدتها حكومة المالكي في مواجهتهم؟ وما الجهة أو الوجهة التي يمكن أن تأخذها هذه الاحتجاجات بالنظر إلى واقعها الحالي وفي ضوء مواقف الحكومة منها؟

بعد أسبوعين من جمعة حرق المطالب التي حملت مطالب المحتجين العراقيين ضد سياسة الحكومة إلى أقصى درجاتها تراجع الشعار هذه الجمعة حتى انتهى إلى خيارنا حفظ الكرامة، هذا التراجع تزامن للمفارقة مع تصعيد حكومي مستمر ضد المعتصمين جديده هذه المرة منع السلطات البث المباشر للاحتجاجات من ساحة الرمادي بل منع الصحفيين من الدخول بمعداتهم أساساً إلى تلك الساحة.

[تقرير مسجل]

فاطمة التريكي: مبكراً جداً ربط نوري المالكي الاحتجاجات العارمة التي تقوم في وجهه بالمتغيرات الإقليمية المحيطة بالعراق فوصف الاعتصامات بأنها طائفية قبل أن يسخر منها لاحقاً ويصفها بعبارات تقارب السُّباب مثل فقاعات نتنه وهدد بإنهائها إن لم تنته، لكن الاعتصامات استمرت بل توسعت وكانت الأنبار التي تمثل ثلث مساحة العراق وفيها واحد من أكبر تجمعات العرب السنة حاضنتها الكبرى واستعاد اسم الرمادي واجهه المستمد من زمن مقاومة المدينة للاحتلال الأميركي وسرعان ما انضمت الموصل وسامراء والفلوجة ومدن أخرى إلى التحرك حتى عمّ ست محافظات عراقية، تحمل المعتصمون برد الشتاء القارص وها هم يقبلون على الصيف بينما يواصل رئيس الحكومة لعبة الوقت معهم التضييق التدريجي وشل حركة المدن الكبرى خاصة بغداد بالحواجز كل جمعة، ويقول متابعون للحراك العراقي إن الحكومة تحاول بشتى الوسائل شق صف المعتصمين ببث الفرقة فيما بينهم ترغيباً أو ترهيباً بالمال والسلطة، مثّل الثالث والعشرون من الشهر الفائت منعطفاً خطيراً في مسار الأحداث حينما اقتحمت قوات حكومية عراقية اعتصام الحويجة القريبة من كركوك وقتلت عشرات المعتصمين مما دفع الاعتداء المزاج الشعبي إلى أعلى درجات الاحتقان وبلغ التحشييد حد الإعلان عن تشكيلات مسلحة للدفاع عن المعتصمين فكانت جمعة حرق المطالب وصار رحيل المالكي عن الحكم مطلبا أول، الجمعة التالية حملت اسم جمعة الخيارات المفتوحة وفيها طرحت خيارات من بينها رفع شعار الإقليم أي الحكم الذاتي ضمن النظام الاتحادي فيما خرج رأي آخر يقول إن المواجهة العسكرية مع مَن تجرأ على المحتجين وقبلهم عراقيين أبرياء في السجون هو السبيل لأخذ الحقوق لم يصل المحتجون إلى رأي بشأن المطالب فولد اسم الجمعة الحالية "خيارنا حفظ كرامتنا"، كيف؟ ذلك هو السؤال.

[نهاية التقرير]

تصاعد الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية

ليلى الشيخلي: لمناقشة هذا الموضوع ينضم إلينا من الرمادي الشيخ علي الحاتم أحد شيوخ الأنبار والقيادي في ساحة الاعتصام بالرمادي، من عمّان معنا وليد الزبيدي الكاتب والباحث السياسي، أبدأ معك شيخ علي الحاتم، في الواقع من البداية وهي المنع الذي حصل للبث المباشر ومنع دخول الصحفيين إلى ساحة الاعتصام ماذا يعني بالنسبة لكم وكيف سيكون ردكم؟

علي الحاتم: السؤال لي عفواً ما أسمع.

ليلى الشيخلي: الشيخ علي تفضل السؤال إلك.

علي الحاتم: نعم السؤال بلا العفو تعيدينه الآن.

ليلى الشيخلي: يعني الآن يعد أن لجأت الحكومة إلى هذا القرار، قرار منع البث المباشر ودخول الصحفيين إلى ساحات الاعتصام هذا القرار ماذا يعني بالنسبة لكم وكيف سيكون ردكم؟

علي الحاتم: بسم الله الرحمن الرحيم أولاً إحنا تفاجئنا بهذا القرار ما كنا حاسبين حساب إنه يعني تصل بهم المواصِل إنه يمنعون الإعلام من تغطية هذه الجمعة، تفاجئنا لما كنا على المنصة وأبلغونا الصحفيين إنه قيادة عمليات الأنبار أبلغتهم بأن لا دخول إلى SNG وهناك اعتقال لبعض الإعلاميين من قناة بغداد وما أعرف أي قناة وبالتالي لو كان عنا علم بهذا الأمر  لكان أخذناهم بسياراتنا إحنا طبعاً هذه القضية عُرفت كلش زين تضييق الخناق على الساحات يعني بدأ الجيش الآن اللي حذرنا مراراً وتكراراً إنه يبتعد عن قضية السياسة ولكن دون جدوى جاي ننادي يا أختي العزيزة نريد قدر المستطاع أن ندفع بالأمور باتجاه السلمية ولكن ماكو فائدة يعني الحكومة مصرة يعني إنها تخلي الجيش هو أداة للتمشكل مع المجتمع العراقي وبالذات قضية الاعتصامات والساحات اللي شفتم أنتم المجازر إلي ارتكبتها القوات الأمنية وبالتالي ما أعرف الغاية منها مو فقط إنها المنع من ساحات الاعتصام ولكن هناك عشر أو أكثر من عشر قنوات منعتها حكومة المالكي أو سحبت الرخص منها، هي بالنتيجة إذا كان هناك إعلام تغطية مباشر أو غير مباشر إحنا مسيرتنا يعني إن شاء الله ماشية على وجهها ولا نكترث لهذه الأمور، وبالمناسبة أيضاً القضية الإعلامية هي قضية أساسية ولكن رسالتنا وصلت أعتقد للعالم وما ضل شي مخبأ وهناك سيطرات اللي هي سيطرة الصقور وسيطرة أبو غريب اللي تابعة للواء المثنى ما عاد لهم شغل وعمل ليس سيطرات جيش ولكن هي فقط سيطرات على الصحفيين وقبل فترة احتجزوا اثنين من الصحفيين الأميركان يومين وإياهم  مترجم عراقي وهم شغلتهم فقط على الإعلاميين وللأسف هذه ديمقراطية أميركا اللي وضعتها وكانت يعني ملامحها واضحة للعالم كله.

ليلى الشيخلي: ولكن يعني في المقابل ربما أنتقل لوليد الزبيدي بهذا السؤال يعني الشعارات اختلفت في البداية كان هناك جمعة حرق المطالب بعدها تغيرت الأمور إلى أن وصلنا إلى جمعة خيارنا هو حفظ الكرامة يعني في هذا ما يدل على شيء من التراجع في المقابل الحكومة تصعد المعتصمون يبدون أنهم لنسمع تعليق من وليد الزبيدي على هذا.

وليد الزبيدي: يعني علينا أن بعد يعني أكثر من أربعة أشهر أن نبحث في البنية التشكيلية للمظاهرات ويمكن أن أقسمها إلى قسمين يعني القسم الأول هو المتظاهرين وهم بالملايين وحقيقة يقف العالم إجلالاً لهم لصبرهم ولمطاولتهم وصمودهم وثباتهم فهم كانوا في الشتاء القارص وهم دخلوا بالربيع الآن الملتبس بالعراق القصير والآن في الصيف وهم مصرون على ذلك لهذا هم يواصلون مرابطتهم وإصرارهم على تنفيذ مطالبهم، الجانب الآخر القائمين على المظاهرات وأرجو أن يتقبلوا الانتقادات ابتداء من سؤال حضرتك عن شعار أو شعارات الجمع هناك ارتباك في هذه الشعارات وبالتأكيد هناك مَن يقف وراء هذه الشعارات التي بدأت في ثبات وقبل أسبوعين جمعتين جمعة حرق المطالب وجمعة حفظ الكرامة وهو تراجع كبير في الواقع يعني من الإشكاليات الكبيرة لماذا تكون هناك جمع لكل جمعة تسمية خاصة أن هناك أكثر من جهة تريد أن تجير هذه الجمعة لها وتلك، الجانب الآخر يعني الشيء الغريب أن مَن يعمل أو يشترك في العملية السياسية ولديه قوائم في الانتخابات المحلية هم يدركون تماما أن المتظاهرين خرجوا ضد العملية السياسية برمتها يخرجون من العملية السياسية ومن ثم يظهرون على المنصات ويروجون لانتخابات أنتم إما أن تكونوا مع المتظاهرين وضد العملية السياسية أو مع العملية السياسية التي هي الآن ثبت أنها ضد المتظاهرين، الأمر الثالث هناك تصريحات وتهديدات أطلقت منذ أن قتل جيش المالكي المتظاهرين في الفلوجة وبعد ذلك في الموصل وفي الحويجة الذي يطلق تهديدات يفترض أن يكون هناك خلية أزمة تبحث هذه التهديدات هل تنفذ أم لا؟ عدم تنفيذ التهديدات وعدم تسليم المطلوبين لأبناء الفلوجة والرمادي والموصل والحويجة من قبل الحكومة يعني استهانة بمطالبهم مما يفضي إلى عدم الأخذ بما يقولوه من شعارات وما يرددوه بالمجمل أعتقد بأن التنظيم..

المظاهرات والشعارات المستهلكة

ليلى الشيخلي: طيب هذه النقاط وجيهة أود فعلاً أن أسمع رأي الشيخ علي الحاتم فيها يعني أولاً اختيار تسمية الجمعة إلى إعطاء المهل مرة 24 ساعة وأخرى 48 ساعة وتهديد بعصيان مدني ولم يتحقق منها شيء ألا يفقد الاحتجاجات مصداقيتها شيئاً ما؟

علي الحاتم: أنا أولاً مع احترامي لرأي أخي العزيز إحنا قضية تسمية الجمعة هذه قضية تابعة إلى اللجان التابعة إلى هيئة العلماء الموجودة عنا المرتبطة بالمحافظات الستة المنتفضة بس أريد أن أعقب على كلام بسيط إحنا قضية التنفيذ نعم كان هناك تنفيذ لبعض ما هددنا به نفذنا إيش هو ما إحنا بصدده ولكن مو المسألة نعطي 48 ساعة وما نفذ شي لأ نفذنا إحنا ولكن هناك مرجعية دينية هناك فتوى الشيخ عبد الملك عندما قال فقط للدفاع لا ترتكبون أي هجوم ضد القوات الحكومية هناك علماء اجتمعوا، أما قضية خلية أزمة إحنا ما ننتظر الجيش يضرب حتى نقعد ننتظر فتوى من المراجع الدينية حتى لا بل بالعكس إحنا ما زلنا على موقفنا، أما قضية التراجع بالتسميات إحنا ما تراجعنا عن شي لا مطالب ولا ما هم يحزنون ولكن خلينا الشارع العراقي على دراية على كل ما يحصل، أولاً أصبحنا أمام خيارين إما القتال وإما الانفصال وكلاهما خيار مُرّ لا نريد أن نصله، ولكن ناشدنا الإخوان في الائتلاف اللي هم الأخ عمار الحكيم ومقتدى الصدر وباقي مَن بقى من العقلاء في هذا الائتلاف أن ينتبهون للآتي إذا أردنا أن نبتعد عن الخيارين فعليهم أن يزيحون هذه الحكومة وغيره حتى نخلص ليش إحنا نظل في معمعة ودوامة السياسيين ووعود ونسلم القتلة وما يسلمون القتلة؛ ما راح يسلمون قتلة وما راح نتراجع إحنا من مكاننا، اثنين هناك مَن كان في الساحة مع الأسف بعضهم من يريد أن يُجير وقفة الناس الفقراء والناس الأخيار ومثلما الأخ اللي يقول قوائم انتخابية وغيرها الناس مو غشيمة يا أخي الناس تعرف كل شي موجود ولكن إحنا مو بصدد أن نخلق مشكلة داخلية بيننا من أجل فلان أو علان، إحنا الآن حشدنا كل جهودنا لمواجهة حكومة ظالمة أما نيجي فلان على المنصة عنده حزب وفلان هذه غُربلت وصفيت الأمور وبينت كل شي على حقيقته، وأرادت حكومة المالكي أن ترتكب خطأ عبر فبركتها عندما قامت بدخول ساحة الحويجة، المشكلة اللي هي خلقتها أصلا اللي هي الأجهزة الأمنية وتم دخول الساحة، أرادوا إنهم يعيدون السيناريو في الأنبار وفي الرمادي ولكن كنا متحضرين لهذا الأمر، والمؤامرات علينا خليكم تكونون بالصورة حتى تكونون، مؤامرة، إحنا ما جايين  نواجه أخي المالكي إحنا جايين نواجه إيران ومو بالسهولة يعني إحنا كعشائر لازم نفهم بالسياسية ولازم نفهم بالعسكر ولازم نفهم بالأمور الباقية، إحنا جايين نواجه عدو خارجي عدو ملتزمة به أميركا وإيران وعليكم أن توعون على مستوى الخطر اللي نعيشه، الدول ما قدرت توقف بوجه هاتين الدولتين أو محور الشر العالمي الآن، كيف يعني بلاّ محافظة الأنبار إحنا تريدونا ما نخطأ أو ما نرتكب شيء من الأخطاء اللي هي ممكن معالجتها.

ليلى الشيخلي: يعني وليد الزبيدي سمعت ما قاله الشيخ علي الحاتم النقد سهل، أسهل شيء في الوجود أن ينتقد الإنسان الآخرين ولكن في ضوء المعطيات كيف يمكن وصف التكتيكات التي يتبعها المتظاهرون وقادتهم في وجه الحكومة حالياً، بشكل سريع؟

وليد الزبيدي: يسمى الربيع ربيع العراق الآن وهو امتداد لربيعات بالوطن العربي، سبقتنا مصر وليبيا والآن في سوريا وفي اليمن أنا أعتقد أقرب تجربة للشيخ علي الحاتم والإخوة القائمون على العمل يمكن أنهم يضعوا خططا تكتيكية لإستراتيجية بعيدة ممكن أن نحددها بالآتي: أنا اعتقد بأنه أقرب تجربة هي التجربة المصرية للتجربة العراقية لأنه في ليبيا دماء وفي سوريا دماء ونتحاشى ونتمنى أن لا يسيل الدم العراقي ولكن أن تكون هناك قوى مجتمعية قادرة على التغيير، في مصر خلال أيام تجمهر المصريون وحاصروا وزارة الداخلية والتلفزيون وغيروا، في العراق ربما أنها تختلف رغم أن المظاهرات بدأت أصلا في الناصرية والبصرة في 19/6/2010 وبعد ذلك في عموم العراق في 25/2/2011 ولكن الآن الإخوان أمام مشكلة الحكومات المحلية في صلاح الدين والموصل والأنبار وغير ذلك هم جاؤوا ويقولون نحن منتخبون الآن هذه الملايين ترفضهم لماذا لا يذهبون إلى مقراتهم الإدارية ويقولون لهم يا إخوان أديتم ما أديتم وأخطئتم وما حصل هو سيء في العراق فانزاحوا من هذا المكان، أعتقد أن هذا تكتيك إذا تسمحي لي يمكن أن يؤدي إلى إستراتيجية مهمة في العراق إذا نجحوا في تغيير سلمي في المحافظات وغيروا الحكام ومدراء الشرطة وغير ذلك ستتبعهم المحافظات الأخرى في عموم العراق ويتغير العراق ويكون أفضل من حرق المطالب الجمعة اللاحقة.

ليلى الشيخلي: على العموم ربما هذا يصب، واضح، على العموم ربما هذا يصب في صلب الجزء الثاني من هذا البرنامج الذي سنناقش فيه بعد الفاصل وجهة الاحتجاجات في ضوء المعطيات الراهنة أرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

إبعاد السياسيين عن منصة المظاهرات

ليلى الشيخلي: أهلا من جديد إلى هذه الحلقة التي نناقش فيها خيارات المحتجين العراقيين في مواجهة تكتيكات الحكومة آخرها منع دخول الإعلام إلى ساحة الاعتصام في الرمادي، شيخ علي الحاتم، قبل الفاصل طبعا سأترك لك الفرصة لتعلق على ما قاله وليد الزبيدي ولكن أريد أن أعود إليك إلى ما قلته عن قلة الخبرة في التعامل مع ما يجري، في غياب قيادة موحدة كما هو واضح على الأرض من هنا يأتي السؤال يعني لماذا إصرار المحتجين على أن قيادات سياسية معينة لا تمثلهم ألا يعد هذا خطأ سياسي يعني بدل احتوائهم إبعادهم وعزلهم؟

علي الحاتم: نعم، بالنسبة ما قاله الأخ صحيح القضية هي أيضا مجالس المحافظات أو المحافظين الموجودين الآن ضمن هذه المحافظات المنتفضة هم جزء من مشكلتنا إحنا  في قضية الاعتصامات ومطالبنا، أولا: إحنا قبل سنتين كلكم على علم قمنا بمظاهرة بوسط الرمادي وقمنا ضد رئيس المجلس والمحافظ ضد الفساد وقضية الخدمات ولكن مع الأسف أيضا تدخلت بها حكومة المالكي وأرسلت الجيش إلى الرمادي وبدت بإطلاق النار والقنابل الصوتية والدخانية وغيرها وتمت عصابات المالكي بهذه الطريقة، هو هذا كان خلافنا مع نوري المالكي  في بداية الأمر لأنه تدخل بشيء ما المفروض أنه يتدخل به، أولا يعني ما شايفين سلطة مركزية تحمي السلطات المحلية الفاسدة ولحد الآن 44 قضية على المحافظ والمفسدين في المحافظات ما حد يقدر يحاكيهم، ثانيا النزاهة في محافظة الأنبار لحد الآن ما قدرت تفتح ملفات محافظة الأنبار وتقول له تعال شنو سويتوه، المال اللي أنهدر، عندنا كثير من المشاريع اللي بها حالات هذه من جانب.

ليلى الشيخلي: طيب هذه نقطة،  إذا سمحت لي سامحني فقط لأن وقتنا قصير أريد أن انتقل للنقطة الأخرى مثل تعامل مثلا مع سياسيين من أمثال المطلك وكلنا نذكر ما تم ضربه وطرده ومن ثم الآن يتم التفاوض معه، ألم يكن الأجدر ربما كسب هؤلاء السياسيين بدل من عزلهم وبالنهاية إعطائهم على طبق من فضة؟

علي الحاتم: لا أنا أريد أن أصلح النقطة هذه.

ليلى الشيخلي: تفضل.

علي الحاتم: هذا الكلام غير صحيح، لا نفاوض احد ولا نسمح للسياسيين وهمّ أنا أقولك نيابة عن المعتصمين؛ السياسيون اللي يمثلون المناطق الغربية ما نتعامل وإياهم خلاص إلا ما قل وندر منهم اللي يريد أن يثبت ويقول اقدر أسوي شي فعليه أن يأخذ ضمانات من حكومته وييجي يتكلم معنا، ما حد يقدر يضمن هذه الحكومة أختي العزيزة ما ممكن نتعامل معهم.

ليلى الشيخلي: طيب هذه النقطة بالذات هذه ما أريد أنا أسأل وليد الزبيدي عنها يعني أنتم اختار المعتصمون اختاروا تحييد هؤلاء، ألم يكن الأجدر ربما محاولة احتوائهم لأن الحكومة ليس فقط حيّدتهم ولكنها أيضا وظفت هذا الموضوع لصالحها؟ وربما انعكس هذا سلبا على المحتجين، تُوافق؟!

وليد الزبيدي: هو صار خلط حقيقة ظهور برلمانيين وسياسيين لهم علاقة مع الحكومة ودخلوا في العملية السياسية وما زالت العملية السياسية مستمرة على المنصات غير صحيح، أنا أعتقد بأن المتظاهرين ومن يريد أن يكون قائم عليهم أولا أن ينهوا تسميات الجمعة، الأمر الثاني أن يتحركوا على المجالس المحلية وبشكل سلمي ويغيروا القائمين عليها وفق دستورهم أيضا ومن ثم تكون هذه التجربة مثالية الخ..

ليلى الشيخلي: ولكن استمعنا إلى الشيخ علي الحاتم يقول أنهم لم يبلوروا أي بدائل يعني ليس لديهم أي خيارات أخرى إذن أليس هذا صلب المشكلة؟

وليد الزبيدي: يعني هي المشكلة ليست كبيرة طالما أكو إرادة مجتمعية وشعبية بهذا الشكل؛ قيادات وشيوخ عشائر وعلماء دين ومثقفين وأكاديميين وإن غابوا عن الواجهة للأسف بصورة كبيرة جدا المظاهرات كبيرة الحشود مليونية والقرار بسيط، إذا أرادوه ضمن الدستور هم الذين جاءوا بمجالس المحافظات والمحافظ ومدير الشرطة حسب الانتخابات هم رافضون لذلك وإذا ضمن الدستور هذه المحافظات أيضا رافضة للدستور برمته يعني رفض العملية السياسية، أنا اعتقد نجاح المظاهرات في تغيير الأوضاع السيئة جدا ستكون مثالا يحتذي به في محافظات العراق الأخرى وسيكون وحدة مجتمعية عراقية بعيدا عن التقسيم وغير ذلك.

أوراق الضغط على الحكومة

ليلى الشيخلي: شيخ علي الحاتم يعني الحكومة الآن اختارت معكم لعبة الزمن كما هو واضح، ما هي الأوراق التي تملكونها الآن؟ ما هي الأوراق التي بحوزتكم وتريدون أن تلعبوها؟

علي الحاتم: أولا أصحح بس لأخي العزيز إحنا ما جبنا محافظ الأنبار هو جاء عن طريق الشيخ أحمد أبو ريشة وجابوه من خارج العراق من الإمارات وهو أصلا خارج لا منتخب ولا حد يعرف به هو جاء فقط بالاتفاق مع مجلس المحافظة هذه نقطة، النقطة الثانية قائد الشرطة إحنا ما جبناه جابه المالكي وكالة خلاه وهو مشهور بالاجتثاث والمساءلة والعدالة وأيضا تابع إلى يعني إحنا ما ارتكبنا خطأ اللي ارتكبه من أتى بهؤلاء، أما الأوراق اللي نمتلكها إحنا بالمرحلة الجاية فأنا أحب أقول فد أمر مهم انه إحنا ما نحذو حذو إخوانا في سوريا إحنا الآن واقفين وداعمين لقضية إخواننا في سوريا ضد هذا النظام الطاغي ولكن وضعنا الآن يختلف في العراق أولا إحنا خضنا تجربة يعني الحرب الطائفية وما شابه ذلك، ولكن خلي ببالكم نقطة أنه أميركا لا يمكن أن تتنازل عن المالكي خلال هذه الفترة لأسباب هي ضغطت على إخواننا الأكراد في سبيل أن يجلسون مع حكومة المالكي ويلبي لهم المالكي كل مطالبهم حتى يلتفتون إلى القضية الثانية، اثنين ذهب الآن بعيدا شوي عن قضية الأكراد ذهب الآن ليرضِ المملكة العربية السعودية بعدما قدر أن يرتضي قادة الأردن ويلعب معهم هذه هي أوراق المالكي أما أوراقنا إحنا على الأرض تختلف عن سياسة الحكومة.

ليلى الشيخلي: ولكن في الواقع جوهر هذه الحلقة أو ما نريد أن نخرج به في هذه الحلقة نعم، ولكن نريد أن نسألكم أنتم عن تكتيكاتكم ما الذي ستفعلونه في وجه التكتيكات التي تستخدمها الحكومة حاليا.. هذا هو السؤال؟

علي الحاتم: أختي العزيزة تكتيكات الحكومة، الحكومة ما عندها مجال أوسع من أو أفعال أكثر من اللي سوته الحكومة، الحكومة ما عندها غير استخدام القوة، اللعب على تفكيك وحدة صف المحافظات، خلق الصحوات وغيرها، هذا أمر ثاني، أما إحنا الآن لا نحن بدينا نقف على الطريق الصحيح بعد تجربة 5 أشهر ترى مو وقت يعني فد وقت طويل جدا لعمر هذه الحركات داخل هذه المحافظات، الآن اتجهنا إلى قضية مهمة وهي رفع دعوة على رئيس الحكومة وعلى سعدون وعلى علي غيدان وعدنان أسدي على هذه المجازر اللي تمت بمحافظاتنا، يعني هذه القضية لازم تكون وتأخذ مجراها الدولي بعيدا عن الضغط الأميركي، في العراق ما نقدر نسوي شي، القضاء بيد الحكومة، السلطة بيد الحكومة، البرلمان بيد الحكومة وكل شي بيد الحكومة، ثانيا إحنا نقدر أن نذهب أبعد من هذا ولكن كلها تنادي بحرمة الدم العراقي بوحدة العراق يا أخي ما يخالف هسّا حرمة الدم ووحدة العراق القوا لنا حل بهذه الحكومة، لا السياسيين اللي هم حلفاء المالكي اللي جابوه وقادرين الآن أن يضعون حد لهذه المهزلة ولا الشعب العراقي متفق كله كشعب بالإجماع أنه يجب الذهاب بهذه الحكومة، وكلكم سمعتم ومع الأسف عندما طلعت وحدة من متحدثات دولة القانون تقول: "لا يمكن للسنة أن يقبلون بحكم شيعي"، بالله عليكم هو هذا العراق الجديد اللي يحكمون به، إحنا جاوبنا وما زلنا نقول وعبر قناة الجزيرة نقول جيبوا لنا شيعي آدمي وطني خليه يحكم يا إخوان، ولكن القضية أبعد من هذا أصبحت، أصبحت بأنهم يريدون المحافظات الغربية أن تركع وهذا أمر لن ولن يتم يا أختي، وكثير من الأوراق نمتلكها ولكن لحد الآن الاتهامات اللي وجهت لنا بدعم قطري بدعم سعودي بدعم إقليمي يعني قاعدين تشوفون التخبط الحكومي، فهذه ليست تكتيكات الحكومة ولكن الحكومة جاي يعني دائما نشوفها تتعثر بالأخطاء وجاي تتعثر بالكثير من الأمور اللي جاي ترتكبها وآخرها مجزرة الحويجة.

ليلى الشيخلي: وليد الزبيدي هل ترى أي دور للقائمة العراقية ربما في إحداث خرق في هذه الأزمة، أنت ترى يعني كيف ترى أن تتطور الأمور خصوصا المعطيات على الأرض واضحة، الحكومة تصعد، المعتصمون كما سمعنا لا يمتلكون الخبرة السياسية يعني اللازمة ربما في مواجهتها، ما المخرج؟

وليد الزبيدي: يعني أعتقد أن ما تفضل به الشيخ علي بخصوص التزام أميركا بالمالكي قد يكون مثار نقاش، المالكي مثله مثل أي مسؤول يمتلك القوة فقط والبطش وأضعف واحد يكون ولكن تقف أمام إرادة الناس، أما فيما يتعلق بالقائمة العراقية وكل الداخلين في العملية السياسية فهم حريصون على استمرار العملية السياسية لأنها ملاذهم للمكاسب وللمغانم دون النظر إلى وحدة العراق ومستقبل الأجيال والتنمية في هذا البلد يعني أنا ما أعول عليه حقيقة هذا الصمود الأسطوري للمتظاهرين والإصرار على التغيير رغم كل ما يحصل بحقهم من قتل واضطهاد واعتقالات وحتى تغييب بوسائل الإعلام لأنه الذي يغيب بوسائل الإعلام بالمناسبة هو المهزوم والمأزوم والأخطر من  ذلك عندما يتم تعليق قنوات ومنع المراسلين هناك تمهيد ربما لمجازر حتى يكون شاهد الإعلام بعيدا عن ذلك..

ليلى الشيخلي: ولكن وسط هذا كله لا تبدو الحكومة مكترثة بأيٍّ مما يجري في ساحات الاعتصام.

وليد الزبيدي: في الواقع الحكومة خائفة من هذا الوضع ومكترثة جدا، ولكن عندما يكون هناك ارتباك ربما غير مقصود في الشعارات وفي الهتافات وفي تسميات الجمعة هذا لا يعني أن الحكومة تشعر بضعف المظاهرات، على العكس من ذلك قوة المظاهرات بإرادة الملايين الذين يواصلون إصرارهم على تحقيق أهدافهم، وكلما حاولت الحكومة أن تشعر بأن المتظاهرين ضعفاء بالتأكيد هي تقع بخطأ كبير ونتمنى أن لا يستمر الوقوع بهذا الخطأ حتى لا تكون هناك تداعيات خطيرة للوضع في العراق.

ليلى الشيخلي: شكرا لك وليد الزبيدي الكاتب والباحث السياسي كنت معنا من عمّان، وشكرا للشيخ علي الحاتم أحد شيوخ الأنبار والقيادي في ساحة الاعتصام بالرمادي، وشكرا لكم مشاهدينا الكرام على متابعة هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر في آمان الله.