ما وراء الخبر

دعوات سنية لبنانية للجهاد في سوريا

تسلط الحلقة الضوء على دعوة الشيخ سالم الرافعي للشباب من سنة لبنان للجهوزية التامة استعداداً لإرسالهم إلى سوريا دفاعاً عن أبناء طائفتهم في منطقة القصير السورية.
‪محمود مراد‬ محمود مراد
‪محمود مراد‬ محمود مراد
‪سالم الرافعي‬ سالم الرافعي
‪سالم الرافعي‬ سالم الرافعي
‪فيصل عبد الساتر‬ فيصل عبد الساتر
‪فيصل عبد الساتر‬ فيصل عبد الساتر

محمود مراد: السلام عليكم، دعا الشيخ سالم الرافعي الشباب من سنة لبنان للجهوزية التامة استعداداً لإرسالهم إلى سوريا دفاعاً عن أبناء طائفتهم في منطقة القصير السورية، دعوة الرافعي جاءت فيما قال رداً بالمثل على تدخل حزب الله في القتال الدائر هناك.

نتوقف مع هذا الخبر لنقاشه في محورين: خلفيات وحجم التدخل الميداني لحزب الله في القتال داخل سوريا، وفرص لبنان في تلافي مزيد من التورط في الأزمة السورية على ضوء هذا التدخل.

تدّخل حزب الله في القتال الدائر في منطقة القصير السورية فجاءت ردود الفعل سريعة من قيادات سنية لبنانية قائلين: "مثلاً بمثل كما أرسل حزب الله مقاتليه لنصرة الشيعة في سوريا يحق لنا أن نرسل مَن يحمي السنة هناك"، موقف تجاوز الكلام إلى الفعل بالشروع في إعداد المقاتلين لإرسالهم إلى سوريا منذراً باندلاع ما بات يعرف في بلاد الأرز بحروب سوريا في لبنان.

[تقرير مسجل]

مريم أوباييش: هل ولى زمن سياسة النأي بالنفس في لبنان بشأن الأزمة السورية؟ جبهة الحدود بين البلدين مشتعلة رسمياً منذ نحو أسبوعين، صواريخ تسقط وقصف من مسلحي المعارضة السورية على بلدات وقرى على التراب اللبناني في الهرمل والقصر ومن قبل عكار وعرسال، يُحمل كل طرف الآخر مسؤولية التصعيد الأخير في بلد لم يتعافَ من حرب أهلية انتهت منذ سنوات طويلة، يعتبر حزب الله اللبناني الذي بات طرفاً في الصراع الدامي دوره في معارك حمص إلى جانب الجيش النظامي في سوريا واجباً وطنياً لحماية اللبنانيين في القرى الحدودية، يبرر المسلحون في سوريا قصفهم لمناطق لبنانية ومنها أهداف سكنية بأنه رد على مشاركات عناصر حزب الله في المعارك التي يخوضها الجيش النظامي لاستعادة السيطرة على القصير ومناطق أخرى في حمص، وبغض الطرف عن وجهة نظر كل طرف فإن تصدير الصراع إلى لبنان سيكون كارثياً على المنطقة برمتها، التطورات الأخيرة لا تبشر بخير، شيخان لبنانيان سلفيان هما أحمد الأسير وسالم الرافعي يصدران فتاوى إن وجدت لها أصداء فسيتعقد الوضع أكثر مما هو عليه الآن، يعلن أحمد الأسير تأسيس ما يسميها كتائب المقاومة الحرة للجهاد في سوريا ومجموعات سرية صغيرة للدفاع عن النفس، أما سالم الرافعي فقد أفتى بالتعبئة العامة في صفوف أهل السنة لنصرة اللبنانيين السنة في القصير وكأنه يراد للحرب السورية في حال تصديرها إلى لبنان أن تكون حرباً طائفية سنية شيعية، تستغل أكثر من جهة داخلية وخارجية في لبنان الخلافات المستمرة بين السياسيين والوضع الأمني الهش والاحتقان الطائفي الذي يتصاعد تارة ويخفت تارة أخرى لتنفيذ أجندتها، الشعب اللبناني أمام امتحان صعب إما الانزلاق في عنف سيكون أقسى من سنوات الحرب الأهلية أم مواجهة جميع مَن يسعون إلى جعله ساحة لتصفية حسابات دول أخرى، لبنان بحاجة إلى مصالحة حقيقية بين جميع أبنائه وليس إلى فتنة أخرى ستضر بكل اللبنانيين دون استثناء.

[نهاية التقرير]

الغاية المرجوة من إعلان الجهاد

محمود مراد: موضوع الحلقة نناقشه مع ضيفينا من طرابلس الشيخ سالم الرافعي نائب رئيس هيئة العلماء المسلمين في لبنان ومن بيروت الكاتب والمحلل السياسي السيد فيصل عبد الساتر مرحباً بكما، الشيخ سالم الرفاعي ما المعلومات أو السيد الشيخ سالم الرافعي عفواً ما المعلومات التي توفرت لديكم على أساسها اتخذتم هذا القرار ودعوتم هذه الدعوة؟

سالم الرافعي: نعم، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أخي الكريم الحكومة اللبنانية اتخذت سياسة النأي بالنفس ونحن نعلم أنه من فترة بعيدة حزب الله يرسل مقاتليه إلى سوريا للدفاع عن نظام المجرم بشار الأسد لكن هذا الأمر لم يتجل أو لم يظهر علناً للناس، حتى أعلن حزب الله أنه يرسل جنوده وآلياته إلى هناك للدفاع عن اللبنانيين الشيعة في سوريا وعن المقامات الدينية هناك وصار يشيع جنازات مقاتليه علناً أمام كل الناس وحتى المسؤولين السياسيين يشيعون هذه الجنازات، وحتى وصل الأمر إلى أن الآن ما يجري في القصير من معارك نستطيع أن نقول أن الجيش النظامي السوري لا دخل له فيها إنما يتولاها حزب الله قيادة وتخطيطاً وجنوداً وتنفيذاً فالأمر وصل إلى حد خطير، اليوم يقتل الآلاف من إخواننا السوريين وأخواتنا تغتصب نسمع كيف تذبح الأطفال وأنات النساء لذلك هذا الأمر وصل إلى حد خطير والدولة لم تستطع أن تفعل شيئاً ترى حزب الله وهو يرسل آلياته وينصب بطاريات صواريخه في الهرمل وفي البقاع ويقصف أهلنا في القصير والدولة لم تفعل شيئاً.

محمود مراد: لكن عفواً شيخ سالم هل أجريتم تقييماً للمكاسب والخسائر التي يمكن أن تترتب على قرار أو دعوة كهذه يعني هل سوريا تعاني من نقص في المقاتلين الذين يحملون الجنسية السورية حتى تدعو إلى إرسال مقاتلين أجانب لها؟

سالم الرافعي: يا أخي الكريم أخواتنا وإخواننا في سوريا طلبوا منا النصرة، النساء والأطفال والشيوخ طلبوا منا نصرتهم، فهذا واجب ديني شرعي إنساني أخلاقي لا يجوز لنا أن نتخلف عنه، الأمر الثاني حزب الله لا ينتظر في قضية أو نقل الفتنة إلى لبنان حزب الله لا ينتظر سبباً إذ مَن يدعي أن هذا هو السبب أو أنه قد يكون سبباً لنقل الفتنة إلى لبنان حزب الله لا ينتظر سبباً فلما اجتاحوا بيروت سنة 2008 في 7 أيار لم يكن هناك سبب وجيه، الأمر الثاني إذا كان حزب الله بالعلن يقاتل إخواننا سواء اللبنانيين ولا السوريين السنة في سوريا هذا أيضاً سيجر لبنان إلى مشاكل كثيرة قد يقوم الجيش الحر وهو يقوم بقصف القرى اللبنانية وتشريد الناس ويقوم أيضاً بتشريد الآمنين من الشيعة الذين لا يهتمون بسياسة حزب الله وقد لا يؤيدونها،  فإذا شعر إخواننا السوريين بأن أهل السنة في لبنان لم ينصروهم كما يفعل حزب الله ينصر شيعته وجماعته فسوف يقصفون القرى كلها يعني نحن بخروجنا إلى نصرة إخواننا..

حزب الله وتوريط لبنان بالأزمة السورية

محمود مراد: سيد فيصل، سيد فيصل عبد الساتر، دائماً ما كان يردد حزب الله أن البندقية لا توجه إلا للمحتل الصهيوني وذلك في معرض دفاعه عن احتفاظه بسلاحه وبالتالي باحتفاظه بوضعية مميزة داخل الدولة اللبنانية ذات الهياكل والمؤسسات والجيش والحكومة وغيرها حتى إنه بدا وكأنه يتصرف كدولة داخل دولة في كثير من المناسبات، ما بال هذه البندقية تم التساهل في الهدف الذي توجه إليه فأصبحت توجه إلى صدور السوريين في القتال الدائر على الأراضي السورية ثم ها هي بعد دعوة كهذه يمكن أن توجه إلى لبنانيين، هل يعي حزب الله المخاطر التي يمكن أن تترتب على الداخل اللبناني من جراء خطوات كهذه؟

فيصل عبد الساتر: أولاً لنعد إلى يعني الأسباب الموضوعية والرئيسية للأزمة التي تحدث حالياً بسبب ما يقولون أنه تدخل لحزب الله في بعض الأراضي اللبنانية السورية في الأزمة السورية أولاً دعنا نتحدث أولاً هي لم تكن الأسباب الأولى لاستجرار الأزمة السورية إلى الداخل اللبناني لقد فعلت المعارضة السورية المسلحة الكثير من الاعتداءات على الداخل اللبناني وعلى كثير من الأفرقاء في الداخل اللبناني ولم يتحدث أحد عن هذا الموضوع لا بالإعلام ولا بأي وسيلة من الوسائل ثم الحكومة اللبنانية كانت دائماً تقول أنها ترفع شعار النأي بالنفس وبالتالي كان هناك معسكرات تدريب ترسل المقاتلين من الشمال ومن جرود عرسال إلى داخل الأراضي السورية ولم يتحرك أحد في الداخل اللبناني ويقول ونصرة الشعب السوري أو لنصرة الشعب السوري، الآن عندما بدأت الأزمة تقترب من داخل الأراضي اللبنانية وتحديداً من مدينة الهرمل التي تشكل خزانة إستراتيجية للمقاومة وعندما بدأ بالاعتداء الممنهج لتهجير الأهالي اللبنانيين والذين هم يعني ينتمون إلى مختلف الطوائف يعني ليس الموضوع موضوع شيعة لم يقل حزب الله أنه يدافع عن الشيعة قال حزب الله أنه يدافع عن أهلنا اللبنانيين في تلك المناطق، وهذه المناطق موجود فيها علويين ومرشدين وسنة وشيعة ومسيحيين يعني لم يقل أنه يدافع عن القرية الشيعية دون القرية السنية في هذا اللسان الذي يسمى لسان غرب نهر العاصي في تلك المنطقة والذي يمتد إلى منطقة القصير لكن عندما أصبح الخطر داهم وعندما أصبح العدد يعني عدد المهجرين وعدد الذين يقتلون في هذه البلدات عدد لا يحتمل وبالتالي لا يمكن يعني الوقوف مكتوفي الأيدي أمام هذا الموضوع، السؤال لسماحة الشيخ سالم عندما يقول أنه هبّ لنصرة إخوانه من السنة في القصير هل المطلوب مذهبة الصراع في سوريا؟ هل المطلوب تطييف الصراع في سوريا؟ هل المطلوب تديين الصراع في المنطقة؟ هناك صراع على خلفية الأزمة..

محمود مراد: طيب قبل طرح هذه الأسئلة سيد فيصل.

فيصل عبد الساتر: اسمح لي أن أكمل الفكرة.

محمود مراد: قبل طرح هذه الأسئلة يعني أنا فقط أريد أن أستوضح شيئاً أنت تريد أن تقول لحظة..

فيصل عبد الساتر: تفضل.

فرص لبنان للخروج من عنق الأزمة

محمود مراد: أنت تريد أن تقول أن تدخل حزب الله في هذا الصرع جاء تالياً لاعتداءات قامت بها عناصر مسلحة من الداخل السوري على الأراضي اللبنانية لأحدهم أن يسأل أين الدولة اللبنانية من هذا؟ وألا يحق للدولة اللبنانية أن تتدخل هي لدرء المفاسد التي يمكن أن تقع على طائفة من أبنائها بدلاً من أن يتدخل في ذلك فصيل سياسي في الداخل اللبناني؟ 

فيصل عبد الساتر: هذا السؤال برسم الدولة اللبنانية لكن دعني أتحدث عن الجغرافيا وهنا الجغرافيا تلعب دوراً خطيراً في هذا الموضوع، نحن نتحدث عن أكثر من 20 قرية هي داخل الأراضي السورية جغرافياً وقضائياً هي تتبع لريف القصير أو لقضاء القصير بحسب السجلات الموجودة لدى الدوائر القضائية أو الدوائر العدلية في منطقة القصير يقولون أن هناك 20 ألف نسمة تسكن في هذه القرى والبلدات وهي قرى وبلدات معظمها الكاسح والغالب من اللبنانيين من جميع الطوائف، لا تستطيع الدولة اللبنانية أن تخرق الحدود المتعارف عليها بين لبنان وسوريا لأن هناك اتفاقيات وأن هناك يعني أموراً صعبة على المستوى الميداني وعلى المستوى العسكري لذلك قام الأهالي الذين ينتمون إلى تنظيمات لبنانية بطبيعة الحال منهم  حزب الله ومنهم حركة أمل منهم مَن هو في الحزب القومي السوري منهم مَن هو في حزب البعث منهم مَن لديه جنسية سورية فقاموا بتشكيل لجان شعبية، وهذه اللجان الشعبية كانت مهمتها الحفاظ على هذه القرى والبلدات منذ أكثر من ستة أشهر عندما لم تستطع هذه اللجان الشعبية أرسل إليها عدد من المقاتلين الذين ينتمون إلى هذه العائلات وبالتالي هم منتمون إلى الأحزاب المدربة عسكرياً لكن هم من أبناء هذه المنطقة ويمتون بصلة القرابة لهذه المنطقة قاموا بالدفاع عن هذه القرى والبلدات ليس هناك دفاع عن نظام.

محمود مراد: طيب يعني مرة أخرى مرة أخرى سيد فيصل ما فهمناه من هذه المداخلة أن تدخل حزب الله جاء تالياً على اعتداءات نفذها عناصر مسلحة من الأراضي السورية، كيف تردون على هذا الكلام الشيخ سالم الرافعي؟ يعني فكرتك واضحة سيد فيصل.

فيصل عبد الساتر: دعني أوضح دعني أوضح ليس هناك تدخل لحزب الله هناك تدخل للجان شعبية وأفراد ينتمون إلى أحزاب لبنانية منهم حزب الله.

محمود مراد: طيب سيد سالم.

سالم الرافعي: أخي الكريم الكل يعلم بأن التدخل السوري أو قصف المجاهدين السوريين للقرى اللبنانية جاء بعد تدخل حزب الله في الداخل السوري، أقول أيضاً للناس لا يجوز أن يخدع بعضنا بعضاً كلنا نعلم ما يجري في سوريا أن حزب الله ينفذ أجندة إيران في المنطقة وهو أن يسيطروا على تلك البلاد وتكون هناك دولة طائفية هذا أيضاً مشروع يخدم إسرائيل إذا أردنا أن نخدع الناس نقول نحن ندافع أو حزب الله يدافع عن لبنانيين على الحدود نحن أيضاً نقول لكم أرسلنا شبابنا ليدافعوا عن لبنانيين آخرين أيضاً يقتلون في القصير وريفها وفي تلكلخ وندافع عن أعراضهم ونسائهم، الأصل أن يترك هذا الدفاع للدولة اللبنانية هي الدولة المسؤولة في الدفاع عن اللبنانيين سواء من هذا الطرف أو من ذاك الطرف لا أن يقوم أحد وأن يتولى هذه المسؤولية هذا طعن بسيادة الدولة.

محمود مراد: طيب شيخ سالم شيخ سالم، السيد فيصل عبد الساتر أثار نقطة بالغة الأهمية هل ترون أن من الحكمة مذهبة الصراع على هذا النحو؟ أنتم ترفعون شعار الدفاع عن سنة سوريا من الأشقاء الموجودين على الأراضي السورية يعني حتى حزب الله عندما تدخل في هذا الأمر لم يذكر الطوائف ولم يذكر الشيعة ولا غيره.

سالم الرافعي: أخي أنا على ما أذكر ورد في كلام السياسيين أو بعض السياسيين من حزب الله أنهم يدافعون عن اللبنانيين الشيعة هذه المسألة الأولى، المسألة الثانية لا نريد أن نختبئ وراء أصابعنا هناك صراع مذهبي قائم في المنطقة كلها، إيران تؤجج هذا الصراع لا مصلحة لنا في هذا الصراع، نحن لا نحارب الشيعة كشيعة نحن نحارب مشروع إيران في المنطقة، نحارب حزب الله الذي يريد أن يعتدي على أهلنا سواء في بيروت ولا في سوريا سواء كانوا لبنانيين أم سوريين، نحن لا ننظر أخي الكريم إلى كثير من هذه الحسابات، حسابات السياسيين واعتباراتهم، نسمع أنات النساء وهي تغتصب نسمع صراخ الأطفال وهم يذبحون لا يهمنا مَن هو الذابح إن كان من شبيحة الأسد أم من حزب الله أم من القوميين السوريين سواء كانوا لبنانيين أم غير لبنانيين يجب أن ندافع عنهم.

محمود مراد: طيب عندما تقول، شيخ سالم عندما تقول نحارب حزب الله وكيل المشروع الإيراني أو هكذا حول هذا المعنى طوفت في كلامك، ألا تخشى من انتقال هذه الحرب من الأراضي السورية إلى الأراضي اللبنانية، هل لبنان تنقصه إثارة إلى هذه النعرات في هذه اللحظة التاريخية الحساسة التي يمر بها؟

سالم الرافعي: يا أخي الكريم النظام السوري من أول الأحداث الجارية في سوريا حاول نقل الصراع إلى لبنان من خلال مشروع ميشيل سماحة المعروف وأيضاً من خلال قتل الناشطين اللبنانيين في الثورة السورية كالشيخين في عكار وخالد حميد في عرسال وأيضاً من خلال مشاريع كثيرة حاول النظام السوري نقل الفتنة إلى لبنان من خلال ضرب جبل محسن مراراً وتكراراً لأهلنا في التبانة، حاولنا إطفاء هذه الفتنة قدر الإمكان، ولكن أنت اليوم لا تستطيع أن توقف لما الناس تسمع هذه المجازر التي ترتكب في القصير وسيكتشف الناس أن الذين يقومون بها جماعة من حزب الله وحتى من القوميين السوريين وموجود قوميون سوريون عندنا في الشمال لا نستطيع بعد ذلك أن نضبط الناس أن تكون هناك فتنة طائفية أو مذهبية أو شو ما بدك تسميها، لذلك نحن وجهنا الناس أن يكون واجبنا هو الدفاع عن المظلومين عن المذبوحين عن المستضعفين بغض النظر عمَن يذبحهم سواء كان من شبيحة الأسد أو من حزب الله أو من القوميين السوريين لا نريد أن ننتقم أو نحارب الحزب لأنه من حزب الله نريد أن ندافع عن هؤلاء المذبوحين الذين سكت العالم العربي والغربي والكل عن صرخاتهم وصيحاتهم.

 محمود مراد: سيد فيصل ربما يتباهى حزب الله في أكثر أو تباهى في أكثر من مناسبة تاريخية في لبنان بأنه يمارس أقصى درجات ضبط النفس تجاه الفرقاء اللبنانيين، هل تعتقد أن حزب الله سيظل يتحلى بهذه الممارسة إزاء تطورات الأوضاع ودعوات من قبيل هذه الدعوة التي نناقشها اليوم؟

فيصل عبد الساتر: أستاذ محمود دعني أذكر سماحة الشيخ وهو مفترض يعني أن يتحلى بالحكمة والعقل ويعني والإدراك الكافي أكثر مني وأكثر من غيري عندما يحاول يعني تلبيس القضية هذا اللبوس الطائفي والمذهبي على اعتبار أنه هبّ لنصرة إخوانه السنة وأن دعوات الجهاد لديها مستدركات شرعية، أنا أريد أن أسأل سماحة الشيخ أي المدارك الشرعية هو دخل إليها ويعني أصدر مثل هذه الفتاوى؟ ولماذا لم تكن هذه الفتاوى تقوم عندما كان أهلنا الفلسطينيون في غزة يقتلون بوابل من الطائرات الأميركية والإسرائيلية؟ أين كان كل هذا العالم العربي الذي يقول أنه انتفض لمواجهة المشروع الإيراني والأجندة الإيرانية التي يحاول حزب الله تنفيذها في المنطقة؟ نعم حاول حزب الله تنفيذها، اسمح لي اسمح لي أن أكمل الفكرة.

محمود مراد: طبعاً له أيضاً أن يسأل أيضاً عفواً سيد فيصل اسمح لي أن أطرح هذا السؤال استدراك بسيط فقط على هذه الفكرة هل يحق ما دام حزب الله يعني كان يدافع أو كما تريد أن توحي كان يدافع عن الأطفال والنساء الذين يقتلون في الأراضي الفلسطينية هل يحق له الدفاع في هذه المنطقة أو يحرم على إسرائيل أن تقتل الأطفال والنساء الفلسطينيين ويحل للنظام السوري أن يقتل الأطفال والنساء السوريين ويحل لمَن عاونوه سواء من حزب الله أو من غيره أقصد النظام السوري أن يقتلوا الأطفال والنساء السوريين؟

فيصل عبد الساتر: لا أحد يستطيع أن يحلل قتل الأطفال والمدنيين ابتداء سواء كان المعتدي من الجيش السوري أو من المعارضة السورية أو من السعودي أو من الإيراني أو من حزب الله هذا كلام معروف على المستوى الشرعي لا يستطيع أحد أن يحلل ابتداء من سفك الدماء، نحن نتحدث عن صراع مفتوح أستاذ محمود ليس له علاقة بالمنطوق المذهبي إلا إذا كان البعض يحاول أن يستثير الشعوب العربية على قاعدة مذهبة الصراع، نحن نقول أن الصراع في سوريا هو صراع سياسي وأن الجيش العربي السوري فيه من العلويين وفيه من السنة وفيه من المسيحيين وفيه من الدروز وفيه من المرشدين وفيه من الشيعة هل أصبح الجيش العربي السوري اسمح لي..

محمود مراد: طيب سنواصل مع فكرتك ولكن بعد فاصل قصير سأعود إليك مجدداً ولكن بعد فاصل قصير نناقش بعده فرص لبنان في تلافي الانجرار أكثر للصراع في سوريا على ضوء التدخل الميداني لمقاتلي حزب الله في سوريا فنرجو أن تبقوا معنا مشاهدينا الأعزاء.

[فاصل إعلاني]

محمود مراد: أهلاً بكم مجدداً مشاهدينا الأعزاء في هذه الحلقة من ما وراء الخبر التي تناقش مآلات التدخل الميداني لحزب الله اللبناني في القتال الدائر في سوريا، أعود إلى ضيفي من بيروت السيد فيصل عبد الساتر سيد فيصل ابتداء هل تقر أو هل يقر الفرقاء في لبنان بأن لحزب الله وجوداً داخل الأراضي السورية أم لا، أياً كانت مبررات ودواعي هذا التدخل أو هذا الوجود؟

فيصل عبد الساتر: أعود وأكرر ليس هناك من وجود لحزب الله بالمعنى التنظيمي والرسمي داخل سوريا سوى في القرى والبلدات التي يعني يسكنها لبنانيون من مختلف الطوائف وهي تشكل امتداداً حيوياً واستراتيجياً لخزان المقاومة الإستراتيجي في منطقة البقاع الشمالي مدينة الهرمل ولذلك الآن الاعتداءات التي طاولت المدنيين في مدينة الهرمل وبعض القرى المجاورة لها إنما جاءت لكي تنقل الأزمة إلى الداخل اللبناني ولكي تغطي على الوقائع الميدانية ويقال أن حزب الله هو سبب الانتصارات في الداخل السوري لأن الجيش العربي السوري استطاع أن يستعيد الكثير من القرى والبلدات.

محمود مراد: لكن هذا يسقط، هذا يسقط، يسقط دعاوي كثيرة جاءت في ثنايا خطابات متعددة للسيد حسن نصر الله أشار فيها إلى أن سوريا المتماسكة بجيشها قادرة على تحقيق النصر في معركتها ضد خصومها.

 فيصل عبد الساتر: بطبيعة الحال ليس هناك من جيش يستطيع أن يفرض سيطرة كاملة عندما تكون كل الدنيا تحارب في داخل سوريا تحت عنوان الجهاد وتحت عنوان نصرة أهلنا في الشام ونصرة أهلنا في العراق، وهذه الدعوات الجهادية التي يستجيب لها البلجيكي والهولندي والفرنسي والقطري والسعودي والإماراتي والليبي والتونسي في حين أنه لم نسمع أية دعوة للجهاد تنصر أهلنا في غزة حتى يستطيعوا أن يفتحوا معبر غزة حتى بوجود الإخوان المسلمين الذين وصلوا إلى الحكم في مصر لم يستطيعوا فتح معبر رفح حتى الآن، فكيف تستوي هنا دعوة للجهاد والنصرة وهناك لا تستوي..

محمود مراد: يا سيدي المعبر مفتوح بين غزة ومصر عفواً يعني هذه المعلومة مغلوطة المعبر مفتوح بين غزة ومصر بشروط وضوابط كثيرة ولم يعد الحال كما هو في السابق دعني..

فيصل عبد الساتر: أبداً أنت مشتبه أستاذ محمود أنت مشتبه أستاذ محمود أنت مشتبه.

محمود مراد: دعني أطرح السؤال على السيد أو الشيخ سالم الرافعي، شيخ سالم هل هناك حاجة فعلية يعني نعيد السؤال مرة أخرى هل هناك من حاجة فعلية لإرسال مقاتلين سنة من لبنان لنصرة إخوانهم داخل سوريا أم إن هذه رسالة موجهة إلى الداخل اللبناني؟ تريدون أن تقولوا باختصار نحن نريد وضعية مميزة في لبنان كوضعية حزب الله داخل الدولة اللبنانية.

سالم الرافعي: أخي الكريم أحب بس أن أجيب أخي فيصل قليلاً أخ فيصل أريد أن أقول لك أولاً كونكم لم تسمعوا عن دعوة منا لنصرة أهلنا في غزة لا يعني أنها لم تقع إذا راجعتم خطبنا في تلك الحقبة ستسمعون تلك الدعوة وكانت دعوة واضحة وقوية الأمر الأول، الأمر الثاني إذا كان حزب الله دافع في فترة من الفترات عن إخواننا الفلسطينيين مشكوراً لكن هذا لا يبرر أن يوغل في دم ويولغ في دم إخواننا السوريين الأمر الثالث إذا كانت الدولة السورية والجيش السوري كما تقول ليس طائفياً لا يهمنا، نحن الآن كل الناس ترى مجازر الجيش السوري في الناس في قتل النساء واغتصابهن وقتل الأطفال والشيوخ وسلخ الجلود، نحن ندافع عن هؤلاء المظلومين سواء كانوا سنة أم شيعة لبنانيين أم سوريين أو كانوا مسيحيين، الإسلام إذا سألتم عن الدليل الشرعي تعرضون بالدليل الشرعي الإسلام أمرنا أن ندافع عن المظلومين من أية فئة كانوا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ الحق فيها لضعيفها من قويها  وهو غير متعتع".

محمود مراد: طيب السؤال فقط، السؤال فقط، السؤال فقط يعني الجيش الحر السوري صاحب المكونات السورية بين ثناياه يحقق انتصارات وإنجازات على الأرض داخل سوريا، لماذا هذه الدعوة؟ هل هي موجهة إلى الداخل اللبناني أم هي فعلاً لنصرة السوريين؟ والإجابة باختصار لو تكرمت.

سالم الرافعي: أخي الحقيقة جاءتنا استغاثات من نساء من أخواتنا في القصير من أطفالهم من شيوخهم من نسائهم هذا الأمر سكت عن سمائه العالم وسكت عن سمائه للأسف الحكام العرب لا نستطيع نحن أن نصم آذاننا سنسأل عن ذلك يوم القيامة وأتمنى من الأخ فيصل ألا يقف أمام الله يوم القيامة وهو يدافع عن المجرم الذين قتل هؤلاء واغتصب النساء وسفك دم الأطفال.

محمود مراد: شكراً الشيخ سالم الرافعي نائب رئيس هيئة العلماء المسلمين في لبنان وأشكر ضيفي من بيروت الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر..

فيصل عبد الساتر: اسمح لي اسمح لي أستاذ محمود مداخلة صغيرة.

محمود مراد: للأسف سيد فيصل لم يعد هناك متسع من الوقت مشاهدينا الأعزاء بهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر نلتقي بإذن الله تعالى في قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد إلى اللقاء.