ماوراء الخبر - إشتباكات أم درمان بين حركة العدل والمساواة وقوات الأمن السودانية - صورة عامة
ما وراء الخبر

هجوم المتمردين على أم درمان وانعكاساته

تتناول الحلقة اشتباكات قوات الأمن السودانية وعناصر من حركة العدل والمساواة المتمردة بدارفور في أم درمان، كيف تمكن المتمردون من الوصول إلى داخل العاصمة؟


– كيفية وصول المتمردين ونتائج الهجوم
– أهداف الهجوم وانعكاساته المحتملة

جمانة نمور
جمانة نمور
 مصطفى عثمان
 مصطفى عثمان
 أحمد محمد
 أحمد محمد


جمانة نمور: أهلا بكم. نحاول في هذه الحلقة التعرف على ما وراء الاشتباكات التي اندلعت مساء اليوم بمدينة أم درمان بين قوات الأمن السودانية وعناصر من حركة العدل والمساواة المتمردة بدارفور. نطرح في الحلقة تساؤلين رئيسين، كيف تمكن المتمردون من الوصول إلى داخل العاصمة؟ وكيف يمكن قراءة ذلك أمنيا وسياسيا؟ وهل يمكن أن يخلف هذا الهجوم أي تأثيرات على المشهدين السياسي والعسكري في السودان؟… أكدت الحكومة السودانية أنها أسرت عددا من مقاتلي حركة العدل والمساواة المعارضة برئاسة خليل إبراهيم التي دخلت مدينة أم درمان اليوم مضيفة أنها قتلت أعدادا كبيرة من المهاجمين على رأسهم قائد القوة ورئيس استخباراتها، وفيما وصفت الخرطوم الهجوم بأنه فرقعة إعلامية أكد منفذوه بأن سيطرتهم على العاصمة مسألة وقت.

[تقرير مسجل]

المعلق: مدينة أم درمان أحد أضلاع المثلث الذي يكوّن العاصمة السودانية تتعرض لهجوم المتمردين القادمين من بعيد، من دارفور على بعد نحو ألف كيلو متر إلى الغرب من العاصمة. عشرات السيارات حملت القوات المهاجمة إلى داخل أم درمان قبل أن تصطدم هذه القوات بقوات الأمن السودانية التي تقول إنها دمرت نحو أربعين عربة تابعة للتمرد واستولت على 17 عربة أخرى، فيما فرضت السلطات حظر التجول في الخرطوم حتى السادسة من صباح الأحد. المتمردون من جانبهم قالوا إنهم تمكنوا من السيطرة على أم درمان وإنهم سيطروا على نحو 80% مما وصفها بالمناطق الحيوية في المدينة، وهو أمر يبدو مستبعدا بالنظر إلى ما تورده إفادات شهود العيان من موقع الاشتباكات من ناحية وإلى حقيقة أن التلفزيون والإذاعة ومبنى البرلمان هي أكثر المناطق حيوية في أم درمان وهي مناطق تأكد أن الحكومة هي التي تسيطر عليها بل إن الصور التي دعمت بها الحكومة خبر الهجوم جاءت حصرية من تلفزيون السودان الواقع في أم درمان. وكانت معارك عنيفة قد اندلعت بين الجانبين في ولاية شمال كردفان يقول كلا الطرفين إنه هو من كسبها. ويتهم متمردو الحركة حكومة الخرطوم بتهميش إقليم دارفور وعدم السعي إلى تنميته وعدم العدالة في توزيع ثرواته.

[نهاية التقرير المسجل]

كيفية وصول المتمردين ونتائج الهجوم

جمانة نمور: ومعنا في هذه الحلقة من الخرطوم الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني، ومن القاهرة أحمد محمد تقد الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة، أهلا بكما. دكتور مصطفى عثمان إسماعيل، كيف وصلوا إلى أم درمان؟

مصطفى عثمان: يعني هم مجموعات متمردة جاءت في شكل عربات صغيرة العدد من محاور مختلفة ولتصحيح المعلومة هم لم يسيطروا على أم درمان ولم يدخلوا أم درمان وإنما قاموا ببعض التخريبات في أطراف أم درمان.


جمانة نمور: لم يدخلوا.. الأطراف أين؟ يعني عندما نتحدث عن أطراف أم درمان، هذه أم درمان أليس كذلك؟

مصطفى عثمان: أم درمان فيها وسط أم درمان وفيها أطراف أم درمان يعني هم الحديث عن أنهم سيطروا على العاصمة هم لم يدخلوا أصلا الخرطوم وإنما انحصرت كل التخريبات التي قاموا بها في أم درمان ونجح المواطنون وكذلك القوات الأمنية في ضربهم وقتلهم وتشريدهم وهم الآن يولون الأدبار.


جمانة نمور: على كل سوف نأخذ رأي السيد أحمد لكن قبل ذلك استفسار دكتور مصطفى تقولون وصلوا فقط أطراف أم درمان، هم وصلوا من دارفور إلى أم درمان وهناك مسافة كبيرة جدا أليس كذلك؟

المجموعات المتمردة جاءت من دارفور عبر مناطق مختلفة في كردفان وكانت الأجهزة الأمنية تتابعهم، وصولوا إلى أطراف أم درمان واستطاعت القوات المسلحة بالتعاون مع المواطنين ضربهم

مصطفى عثمان: نعم هم وصلوا من دارفور عبر مناطق مختلفة في كردفان وكنا الأجهزة الأمنية كانت تتابع ذلك ثم حاولوا التسلل إلى وسط العاصمة وعندما وصولوا إلى أطراف أم درمان ضربوا محطة الكهرباء وعملوا بعض التخريبات واستطاعت القوات المسلحة في وقت وجيز أن تستنفر أيضا المواطنين وأن تقوم بضربهم.


جمانة نمور: سيد أحمد، إذاً لماذا أم درمان تحديدا وما تعليقكم على ما ذكره الدكتور مصطفى؟

أحمد محمد:  بسم الله الرحمن الرحيم. في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ السودان أود باسم حركة العدل والمساواة السودانية أن أوجه النداء لكل شعب السودان للالتفاف حول هذه الحركة الشعبية الجماهيرية الممتدة عبر أقاليم السودان المختلفة، اليوم تمكنت قوات حركة العدل والمساواة السودانية من الدخول في معارك متعددة ابتداء من معسكر وادي سيدنا ومطار وادي سيدنا وكرري وفتاشة وكل أطراف أم درمان وتمكنت قوات حركة العدل والمساواة السودانية من تحقيق انتصار ساحق على قوات الحكومة السودانية وزحفت بعد ذلك طلائع الحركة إلى مدينة أم درمان حيث تمت السيطرة على هذه المدينة تماما كما تمت السيطرة على سلاح المهندسين والسلاح الطبي وكل المواقع العسكرية الموجودة في داخل مدينة أم درمان ما عدا منطقة الإذاعة وهنالك جيوب مقاومة بسيطة ولكن ستتمكن قوات حركة العدل والمساواة السودانية هذه الليلة من السيطرة على الإذاعة والتلفزيون، كما تمكنت قوات حركة العدل والمساواة السودانية من السيطرة على كوبري أم درمان كوبري النيل الأبيض والآن تحت سيطرة الحركة، لذا أود أن أوجه نداء للشعب السوداني وللجيش السوداني بأن نهاية العصابة الحاكمة في الخرطوم قد دنت ونحن نقول لهذا الشعب الأبي أن يلتف حول هذه الثورة الشعبية الممتدة..


جمانة نمور(مقاطعة): ولكن يعني سيد أحمد، كلام الدكتور مصطفى ربما كما أنت أيضا ذكرت التلفزيون ما زال لم تستطيعوا الوصول إليه ونحن نتابع القصة رواية الحكومة السودانية عبر التلفزيون السوداني أنت هذه الرواية التي تتحدث بها وعكس ما قال به الدكتور مصطفى أنكم وصلتم إلى قلب العاصمة وسوف تتمكنون من السيطرة عليها خلال ساعات، ما الذي تملكونه دليلا أمام المشاهدين لكي يصدقوا مثلا رواية أحدكم؟

أحمد محمد:  يا أختي الكريمة هذه الصور التي تعرض على قناة السودان اليوم صور أخذت لحظة الهجوم ولم تكن هي صور مأخوذة الآن من الساحة في الميدان في ميدان المعركة في مدينة أم درمان، نحن نؤكد لك ولكل الشعب السوداني ولكل المستمعين بأننا تمكنا من السيطرة على مدينة أم درمان سيطرة تامة وتمكنا من السيطرة على الطرق المؤدية إلى مدينة الخرطوم وسوف تزحف جحافل حركة العدل والمساواة إلى مدينة الخرطوم بنهاية هذه الليلة.


جمانة نمور: إذاً، إذا صح ذلك دكتور مصطفى، هو اختراق أمني ضخم أليس كذلك؟

مصطفى عثمان: يعني أولا أرجو أن أؤكد لك أنني أتحدث الآن من قلب الخرطوم من موقع قناة الجزيرة وأؤكد لك بأن هذه الحركة أولا هي لم تستطع أن تسيطر، هذه عبارة عن فرقعة إعلامية قامت بها هذه الحركة المرتزقة، نحن نتابعها منذ أن تحركت من تشاد وإلى أن وصلت وأحب أن أؤكد لك أن قائد القوة واسمه محمد صالح جربو قد قتل، وأيضا قائد استخبارات القوة واسمه محمد أنور الدين قتل، ثم تم أسر عدد كبير جدا من هؤلاء المرتزقة جزء منهم الآن عرضه التلفزيون السوداني.


جمانة نمور: إذاً، سيد أحمد هؤلاء المتمردون أتوا من تشاد؟

مصطفى عثمان (مقاطعا): وأحب أن أؤكد..


جمانة نمور: عفوا نعود إليك دكتور مصطفى لكن ذكرت معلومة مهمة نود أن..

مصطفى عثمان (مقاطعا): أحب أن أؤكد لك بأن الحركة هذه الحركة ستدمر بالكامل هذه القوات التي دخلت والعربات التي دمرت حتى الآن أستطيع أن أقول إن هناك أكثر من مائة عربة ما بين عربة مدمرة وعربة استلمتها الأجهزة الأمنية، ولعل الشيء الجميل هو تلاحم المواطنين مع القوات قوات الشعب المسلحة ومع الأجهزة الأمنية وملاحقتها لهذه المجموعات في كل الطرقات وفي كل أطراف أم درمان والآن هي تواصل هذه المجموعات وتلاحقها.


جمانة نمور: إذاً سيد أحمد أنتم انطلق العناصر الذين وصلوا إلى أطراف أم درمان، كما يعود ويؤكد الدكتور مصطفى، هم انطلقوا من تشاد وكانوا مراقبين من الأجهزة الأمنية وتم احتواء كل ذلك وهناك أيضا احتضان شعبي للحكومة في مواجهتها لكم، ماذا تقول؟

أحمد محمد: أنا أعتقد ما يقوله الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل يعكس تماما مدى الإحباط الذي يصيب النظام وقيادات النظام. أولا أود أن أؤكد بأن ليس هنالك قائد لاستخبارات حركة العدل والمساواة يسمى محمد صالح جربو ولا محمد نور الدين، وأنا قائد ميداني أعلم ذلك تماما. الأمر الآخر أؤكد مرة ثانية بأننا الآن نسيطر على هذه المدينة، لم تكن هنالك أي قوة من قوات الحكومة السودانية داخل مدينة أم درمان وأؤكد أن هنالك التفاف شعبي كبير حول هذه الحركة ولذلك نحن ندعو بقية الشعب السوداني وبقية القوات المسلحة السودانية أن تلقي السلاح وأن تتجه بسلاحها إلى ظهر هذه العصابة الحاكمة. الأمر الآخر حركة العدل والمساواة السودانية إذا كان يعلم الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل والأجهزة الأمنية في السودان بأن هنالك تحركات فلماذا لا تستطيع القوات الجوية السودانية والآلاف المؤلفة من قوات الشعب المسلحة السودانية من إيقاف قوات هذه الحركة؟ هذه الحركة دخلت إلى العاصمة القومية بقوة السلاح بعد أن تمكنت من السيطرة سيطرة تامة ودحرت قوات حكومة الخرطوم دحرا بليغا في كل المواقع التي التحمت بها والآن تفتح الطريق لبقية العاصمة المثلثة، لذلك كل ما يدعيه مصطفى عثمان إسماعيل وما يقوله مجرد فرقعة إعلامية لا تمت إلى الواقع بصلة.


جمانة نمور: دكتور مصطفى، نقطة أثارها السيد أحمد..

مصطفى عثمان: أختي الكريمة أولا أنا أقول لك شيء..


جمانة نمور: عفوا فقط ملاحظة يعني أضيفها إلى ما قاله السيد أحمد، أنتم نفسكم تقولون بأنكم تابعتم حركة هؤلاء المتمردين من تشاد والمسافة طويلة، نعرف لا حاجز طبيعي بين تشاد وأم درمان لكن هناك مسافة طويلة وطويلة جدا ولكن أنتم حذرتم من إمكانية قيام، الحكومة نفسها حذرت من إمكان قيام الحركة بهجوم ما على الخرطوم، كيف تمكنوا من الوصول والقيام به؟

مصطفى عثمان: يعني أولا ردا على الأخ المتحدث من الطرف الآخر بأن الرد الطبيعي هو أن كاميرا الجزيرة سيتاح لها بعد قليل لكي تتحرك في الكباري وفي الطرقات وكي تتأكد بنفسها هل فعلا هناك أي وجود لهؤلاء المرتزقة أم لا. أؤكد لك بأن هذه اللحظة أنا موجود الآن في قلب الخرطوم وفي مقر قناة الجزيرة والمواطنون جميعا هم يتابعون هؤلاء المرتزقة ويتابعون فلولهم في الشوارع، والجثث تعرض الآن على التلفزيون السوداني وكذلك الأسرى بعد قليل ستقدمهم في التلفزيون السوداني، دليلنا نحن أيضا هو ما جاء على لسان الأسرى وما سيشرحه الأسرى وما أيضا ستشهده كاميرا الجزيرة عندما تتجول على أنحاء العاصمة المختلفة. بالنسبة للإجابة على سؤالك أختي الكريمة لعلك إذا تابعتم زيارة مندوب الأمم المتحدة ومندوب الاتحاد الأفريقي والتقى بالمتمرد خليل، المتمرد خليل أبلغه أنه ليس حريصا على السلام بل استقبله بعرض عسكري لقواته على الحدود السودانية التشادية، القوات المسلحة تابعت هذه القوات وكانت تنتشر نهارا وتتجمع ليلا وأرادت القوات المسلحة أن تأخذ هذه المجموعة بكاملها وأن تستدرجها إلى أقصى مكان حتى ينقطع عنها المدد وعندئذ تنقض عليها وتقضي عليها نهائيا، وأؤكد لك بأن هذه الحركة هذا الهجوم سيكون هو عبارة عن كسر ظهر هذه الحركة التي أبت السلام وأذاقت أهل دارفور.


جمانة نمور: ولكن لماذا انتظرتم إلى أن وصلت إلى داخل أحياء سكنية لتواجهوها هناك؟

مصطفى عثمان: الحركة استغلت المواطنين واستغلت أن تنتشر بين المواطنين في مجموعات صغيرة ثم هي عملية انتحارية كما ذكر الجميع، عملية إرهابية، عملية انتحارية، عملية فرقعة إعلامية ليس إلا.


جمانة نمور: على كل سوف نتساءل عن الأهداف منها، من التوجه إلى أم درمان بالذات وسوف نتساءل عن انعكاسات هذه الأحداث على المشهد في السودان. نتابع المسألة بعد وقفة قصيرة نتوقف قبلها مع بعض المعلومات عن حركة العدل والمساواة، ابقوا معنا.

حركة العدل والمساواة السودانية

حركة مسلحة تنشط في إقليم دارفور
ثاني أكبر الحركات المتمردة في الإقليم
بدأت العمل سرا عام 1993
أعلنت الحركة عن نفسها في 2001
ينشط في صفوفها عدة آلاف من المقاتلين

أهداف الحركة

إقامة نظام حكم لا مركزي في السودان عبر نظام فدرالي أو كونفدرالي
فصل الدين عن الدولة وتحرير الدولة من هيمنة دين معين أو قبيلة أو عرق
القسمة العادلة للثروة بين أقاليم السودان المختلفة
إعادة بناء وتشكيل المؤسسات العسكرية والسياسية والاقتصادية

[فاصل إعلاني]

أهداف الهجوم وانعكاساته المحتملة

جمانة نمور: أهلا بكم من جديد، وحلقتنا تناقش دلالات هجوم المتمردين على مدينة أم درمان وانعكاساته المحتملة. سيد أحمد، ما الذي تريدونه؟ لماذا هاجمتم أم درمان؟ أهدافكم؟

حركة العدل والمساواة حركة قومية سياسية ممتدة عبر أقاليم السودان، خاطبت الحكومة بضرورة حل قضايا السودان ولرفض الأولى الاستجابة اتخذت الحركة العمل العسكري المسلح خيارا إستراتيجيا لتحقيق أهدافها

أحمد محمد: يا أختي كما ذكرت وكما ورد في هذه النشرة أن حركة العدل والمساواة هي حركة سودانية قومية سياسية ممتدة عبر أقاليم السودان المختلفة، هذه الحركة شخصت أزمة السودان منذ وقت مبكر وخاطبت الحكومة السودانية بضرورة حل قضايا السودان ولكن لتمادي هذه الحكومة ورفضها للاستجابة لمطالب أهل الهامش والشعب المغلوب على أمره اتخذت حركة العدل والمساواة من العمل العسكري المسلح خيارا إستراتيجيا لتحقيق أهداف سامية لمصلحة هذا البلد ولمصلحة الشعب السوداني، لذلك أولا إنني أود أن أؤكد لأهلنا في كل السودان ولأهلنا في الحركة الشعبية بأن هذه الحركة لا تود إقصاء أحد وأن هذه الحركة تسعى إلى تنفيذ اتفاق نيفاشا تنفيذا كاملا..


جمانة نمور (مقاطعة): تقول لا تريدون إقصاء أحد إذاً الهدف، يعني نحن لسنا أمام محاولة لتغيير النظام؟

أحمد محمد: حقيقة نحن الآن أمام محاولة جادة لتغيير هذا النظام والسبب المباشر في ذلك نحن لا نثق بهذه الحكومة..


جمانة نمور (مقاطعة): إذاً كيف تتحدث عن عدم إقصاء؟

أحمد محمد: لو سمحت، إننا نود أن نحسم هذه الحكومة ونأتي بحكومة وطنية انتقالية تتمكن من تنفيذ اتفاق نيفاشا وتقوم بتحول ديموغرافي شامل في البلاد، تحول حقيقي يمكن الشعب السوداني من التعبير عن إرادته عبر صناديق حرة ونزيهة. في ظل وجود هذا النظام لا نعتقد أن الأزمة السودانية سوف تنتهي وسوف تصل إلى نهايات منطقية بتحقيق السلام في كل أطراف السودان وتحقيق العدل والمساواة والحرية في هذا البلد الواسع والشاسع الأطراف، لذلك نحن في حركة العدل والمساواة اليوم قررنا الإطاحة بهذا النظام والإتيان بحكومة قومية من أولوياتها أن تسعى وبجدية إلى تحول ديموغرافي شامل وتنفيذ وتأمين تنفيذ اتفاقية نيفاشا مع الأخوة في الحركة الشعبية وكذلك إتاحة الفرصة لكل القوى السياسية السودانية من المساهمة بحرية وبشفافية وبوضوح في التحول الديموغرافي وعبر تراضي وطني وتعاقد سياسي يشارك فيه كل أهل السودان في أقاليمهم المختلفة من أجل تحول حقيقي، لذلك نحن لا نثق بهذه الحكومة، إذا ظلت هذه الحكومة موجودة في السلطة..


جمانة نمور (مقاطعة): دعني أتحول إلى الدكتور مصطفى، إذاً هم يريدون قسمة جديدة للسلطة دكتور، معروف ومشروع الحركة واضح ومعروف منذ زمن وهو قسمة جديدة للسلطة، رئاسة متداولة للأقاليم، ولكن هل سيكون لهم ذلك دكتور مصطفى إذا ما استمروا على هذا الخيار الخيار العسكري وهم يقولون إنهم سيتمكنون من تحقيق ذلك وسوف يقومون بإسقاط هذه الحكومة ووضع حكومة انتقالية مكانها؟

مصطفى عثمان: أولا أحب أن أؤكد لك بأن هذه الحركة حركة معزولة وحركة مرفوضة، الشعب السوداني الذي خرج اليوم في الشوارع هو عبر عن ذلك، النائب الأول الفريق سلفكير هو أدان هذه العملية واستنكرها والسيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة وهو حزب معارض أيضا اتصل بنا وهو ربما بعد قليل يظهر في الإعلام في التلفزيون مستنكرا هذه الحركة وهذا العمل الإجرامي، أحزاب حكومة الوحدة الوطنية كلها استنكرت هذا العمل، فإذاً أبناء دارفور الآن طلاب دارفور وغيرهم كلهم الآن في الشارع يستنكرون هذا العمل الجبان. وأقول لك منذ اليوم نحن حرصنا جدا على أن نتعامل مع الحركة..


جمانة نمور (مقاطعة): عفوا دكتور مصطفى، لو سمحت لي، تقول..

مصطفى عثمان (مقاطعا): دعيني أكمل، دعيني أكمل..


جمانة نمور (متابعة): فقط نقطة قبل أن، يعني أرجو أن..

مصطفى عثمان (مقاطعا): دعيني أكمل يعني أنت خليك متساوية في الفرص.


جمانة نمور: هناك نقطة فقط قبل أن أنساها اسمح لي، ربما نعتب على الذاكرة، تقول كل الطلاب وجميعهم جميع السودانيين في الشارع يرفضون وينددون. ونحن قرأنا عن حالة طوارئ وفرض حالة طوارئ، كيف يكون هناك حظر تجول، عفوا، يعني هناك حظر تجول في الشوارع وتقول هم في الشوارع؟ فقط لنفهم صورة ما يجري.

مصطفى عثمان: حظر تجول يا أختي العزيزة لأن هؤلاء عندما هوجموا تركوا العربات ودخلوا المساجد ودخلوا البيوت وأخذوا ملابس النساء وملابس الرجال والآن يريدون أن يفروا بجلدهم ولذلك طلبنا من المواطنين أن يبلغوا بأي أشخاص غرباء موجودين وكذلك بأن يبقوا في بيوتهم حتى نستطيع أن نطاردهم بالرغم من ذلك المواطنون الآن كلما اعتقل شخص أو أسر أو ضرب أو قتل أو أحرقت عربة من عرباتهم يخرج المواطنون مهللين مكبرين، ولكن هذا هو السبب الذي من أجله فرض حظر التجول حتى نستطيع أن نتابع هؤلاء المرتزقة الذين كل الذي فعلوه الآن دمروا مؤسسات مدنية مثل محطة الكهرباء وغيرها. ثم أقول لك إننا حرصنا جدا في أن نتحاور مع حركة العدل والمساواة ابتداء من أبوجا ولكنها رفضت أن توقع الاتفاق ثم بعد ذلك جاءت مباحثات سرت ورفضت أن تأتي إلى سرت بالرغم من أن الحكومة ذهبت وبوفد رفيع حتى توقع اتفاق سلام، المفاوضون الدوليون التقوا بقيادة هذه الحركة وجاؤوا مقتنعين بأن قيادة هذه الحركة إنما هي قيادة متمردة، إنما هي قيادة تريد العنف والإرهاب وبالتالي لا أمل من أن نصل معها إلى سلام، وعليه هذا التحرك الجبان الذي استهدف المواطنين الأبرياء كان تحركا فعلا يشبه هذه الحركة التي لن نتعامل معها بعد اليوم إلا بذات الطريقة التي تشبهها وبذات الطريقة التي يمكن أن تحسم بها.


جمانة نمور: لكن دكتور مصطفى، ما هي إمكانية استغلال ما يجري لفرض إجراءات قد تحد من حريات التنقل وحركة المواطنين السودانيين؟ نحن نعرف بأنه كان هناك حظر تجوال شهدته الخرطوم على مدى سنوات طويلة، هل سنشهد عودة لحظر من هذا النوع؟

مصطفى عثمان: يعني حظر التجوال لن يطول، الغرض من حظر التجوال ونحن أعلناه في وقت مبكر حتى يعرف المواطن لماذا حظر التجوال ولماذا هذه التضييقات الأمنية من تفتيش وغيره والمواطن مرحب جدا بهذه الأعمال، ولكن حظر التجوال لن يطول نحن نتوقع لحظر التجوال أن لا يستمر أكثر من يوم أو يومين وتعود الأمور إلى طبيعتها، لأنها هي فرقعة إعلامية أرادت هذه الحركة بهذه العملية الانتحارية أن تحدث فرقعة إعلامية لتريد أن تثبت أنها الوحيدة الموجودة في الساحة لأن المتمرد خليل رفض ان يعترف بالحركات الأخرى، رفض أن يجلس معهم على طاولة المباحثات، إذاً هو لا يفهم إلا لغة السلاح ولا يفهم إلا لغة القتال، ونحن كنا نريد أن نجنب هذه الحركة، منسوبيها المغرر بهم والمدعومين من الخارج، المرتزقة، أن نجنبهم كل ذلك وأن نجلس معهم وأن نتحاور معهم ولكن يبدو أنهم فسروا هذا الموقف ضعفا وبالتالي جاؤوا وانتحروا في أطراف أم درمان.


جمانة نمور: الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني من الخرطوم شكرا لك، ونشكر من القاهرة الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة السيد أحمد محمد تقد ونشكركم مشاهدينا على متابعة هذه الحلقة من ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم، بإمكانكم المساهمة في اختيار مواضيع الحلقات المقبلة من خلال إرسالها على موقعنا الإلكتروني indepth@aljazeera.net غدا إن شاء الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، فإلى اللقاء.