التمييز ضد المسلمين في أوروبا
ما وراء الخبر

مساع أوروبية للتصدي للتمييز العنصري ضد المسلمين

تناقش الحلقة المساعي الأوروبية للتصدي لمظاهر العداء والتمييز العنصري ضد المسلمين في القارة في ضوء المؤتمر الدولي الذي عقد برعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

– مظاهر العداء ضد المسلمين في أوروبا
سبل صياغة إستراتيجية لمحاصرة الإسلاموفوبيا

 


undefinedمحمد كريشان:
السلام عليكم نتوقف في هذه الحلقة عند المساعي الأوروبية للتصدي لمظاهر العداء والتمييز العنصري ضد المسلمين في القارة في ضوء المؤتمر الدولي الذي عقد في قرطبة الثلاثاء والأربعاء برعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ونطرح في هذه الحلقة تساؤلين رئيسيين: ما هي العوامل التي تغذي ظاهرة العداء المرضي للمسلمين في أوروبا خصوصا وفي الغرب عموما؟ وكيف يمكن صياغة استراتيجية جماعية قادرة على محاصرة ظاهرة الأسلاموفوبيا واحتواء آثارها؟

مظاهر العداء ضد المسلمين في أوروبا

محمد كريشان: مؤتمر قرطبة الأول من نوعه وهو مبادرة أوروبية صرفة نابعة من فهم أعمق لأبعاد ظاهرة ما يعرف بالأسلاموفوبيا أي الخوف المرضي من الإسلام يتجاوز البحث في سبل إنصاف الضحية انطلاقا من البعد الأخلاقي الذي تمليه شرعة حقوق الإنسان إلى الإقرار بأن محاربة التمييز ضرورة ملحة تمليها المصالح الوطنية والقومية للدول الأوروبية.

[تقرير مسجل]

أيمن زبير: مع ارتفاع خسائر قواتها في أفغانستان ولبنان تكثف السلطات الإسبانية جهودها لاحتواء الانتقادات الداخلية والارتقاء إلى دور عراب تحالف الحضارات عبر المطالبة بوقف النزعات العدائية ضد المسلمين والتأسيس لعلاقة جديدة خالية من الصور النمطية والأحكام المسبقة في هذا الإطار تستضيف مدينة قرطبة الأندلسية مؤتمرا دوليا برعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا حول ظاهرة عدم التسامح والتمييز ضد المسلمين.

ميغيل انخيل موراتينوس – وزير الخارجية الإسباني: بعض أشكال التمييز التي تمارس ضد المسلمين لها خصوصيات تحتاج إلى توحيد الجهود عبر تشديد المراقبة وجمع المعلومات لدعم القوانين وأساليب التربية دون إغفال دور الإعلام.

أيمن زبير: غير أن رغبة موراتينوس في اغتنام فرصة ترأس بلاده حاليا منظمة الأمن والتعاون الأوروبية لتفعيل التعارف المتبادل وتعزيز الثقة بين العالمين الغربي والإسلامي تصطدم بعوائق عدة حسب بعض الأطراف المشاركة التي ترفض عودة أسلوب الوعيد الذي طفا مؤخرا على خطابات بعض الدول الأوروبية كانت إلى غاية الأمس من أشد المعارضين للتدخل العسكري في الشرق الأوسط.

عمرو موسى- الأمين العام لجامعة الدول العربية: الأمر سياسي من أوله إلى آخره فإذا أبقيناه في إطار السياسة واستطعنا أن نحقق تقدم كان بها أم أنه هناك يكون في حرب أو اعتداء على أي دولة فالأمر كله سوف يختلف من جذوره يختلف 100%.

أيمن زبير: في شقه الإعلامي حاول المؤتمر فتح نقاش حول السلوكيات الصحفية والدور السلبي الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام في تكريس الصور النمطية وخطابات التمييز ضد الجاليات المسلمة في أوروبا مستغلة طفرة التكنولوجيات الحديثة التي تؤمن مرتعا خصبا لكل أشكال التحامل العرقي والتمييز العقائدي ترويج موضوعي لصورة الإسلام والمسلمين وتقليص حدة العداء والحملات الإعلامية الهوجاء تلك كانت أبرز التوصيات التي حث عليها المشاركون علها تجد آذانا صاغية لدى دول الاتحاد الأوروبي التي لم يعد لها مجال للتنكر لمواطنيها المسلمين الذين يعدون بالملايين أيمن زبير الجزيرة من أمام مسجد مدينة قرطبة.

محمد كريشان: ومعنا في هذه الحلقة من غرناطة عبد الحسيب كاستنيره مؤسس الجماعة الإسلامية في إسبانيا ومن لندن دوغلاس كارسويل وزير شؤون الأقليات في حكومة الظل في حزب المحافظين البريطاني عضو مجلس العموم عن حزب المحافظين أهلا بضيفينا سنعود لغرناطة تحديدا ولكن نبدأ من لندن مع السيد كارسويل ما أهمية مؤتمر بهذا الحجم في بلد كإسبانيا للنظر في ظاهرة هي ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا؟

"
يجب أن تكون عملية المصالحة بين الثقافات والأديان المختلفة عملية متبادلة بوجود التعددية والتحرر والتسامح ليس فقط في أوروبا ولكن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
"
      دوغلاس كارسويل

دوغلاس كارسويل – وزير شؤون الأقليات في حزب المحافظين: أنه ملائم جدا أن يكون في مجتمع تعددي مدني أننا نقمع ونمنع أي تمييز عنصري استنادا إلى العرق أو الدين ولكن علي أن أقول أنني لا أعتقد أن المشكلة الحقيقية هي بسبب الخوف من الإسلام لا أعتقد أن هناك مشكلة كبيرة بشأن الخوف من الإسلام في أوروبا وهذا يضلل المشاهدين أن يعتقدوا ويؤمنوا أن هناك مشكلة كبيرة هي الخوف من الإسلام أي محاولة من دول غربية أن تتصالح وتضمن أن هناك عملية مصالحة بين الثقافات والأديان المختلفة يجب أن تكون عملية متبادلة بوجود التعددية والتحرر والتسامح ليس فقط في أوروبا ولكن أيضا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

محمد كريشان: يتردد أن حتى المؤتمر الذي احتضنته قرطبة كان يفترض أن يكون تحت عنوان إسلاموفوبيا يعني نسأل ضيفنا من غرناطة السيد عبد الحسيب كاستنيرا عما إذا كان فعلا هذه الظاهرة تستحق أن يتوقف عندها اجتماع بهذا المستوى برغم أن ضيفنا من لندن يقول يجب أن لا نبالغ بهذا المعنى؟ سيد كاستنيرا واضح أن السيد كاستنيرا لا يستمع إلينا سنواصل حديثنا مع السيد كارسويل سيد كارسويل أنت اعتبرت بأن ربما من المبالغة الحديث عن الإسلاموفوبيا المؤتمر أصلا كان يفترض أن يكون تحت هذا العنوان بمعنى أن يفترض أن هناك إقرار واعتراف بأن الظاهرة موجودة؟

دوغلاس كارسويل: إن كان هناك الخوف من الإسلام وإن كان هناك من يتعصب هنا في دولتنا ضد شخص لأنه مسلم هذا لا يجب التسامح معه والحكومة عليها بالتالي عليها واجب أن تتعامل بقسوة مع كل من يتعامل بهجوم صارخ كهذا تعصبي لكنه مضلل أن نعتقد أن الخوف من الإسلام هي مشكلة كبيرة أنا قلق جدا بشأن الزيادة التي ظهرت مؤخرا ضد السامية وأعتقد أن المشكلة في الغرب التي علينا أن نعالجها وكل الناس من الأديان يجب أن يعالجوا هي مشكلة الأصولية وخاصة الأصولية الإسلامية هذه مشكلة يجب أن تحل وهي حساسة جدا من حيث خطورتها.

محمد كريشان: سيد عبد الحسيب كاستنيرا ضيفنا في لندن يشير إلى أن هناك ظاهرة تستحق التوقف عندها وهو ربما العنف أو الإرهاب الذي يمارس باسم الإسلام البعض الآخر توقف عند ما يسمى بظاهرة الإسلاموفوبيا التي خصص لها مؤتمر قرطبة هل نحن أمام مقاربتين مختلفتين تماما في أوروبا الشيء الذي جعل حتى هذا المؤتمر مؤتمر قرطبة لا يحضره مستوى كبير من المسؤولين في أوروبا على عكس إرادة إسبانيا؟

عبد الحسيب كاستنيرا – مؤسس الجماعة الإسلامية في إسبانيا: لا شك أن هناك حملة إعلامية وأن هذه الحملة تنتج الكراهية والحقد للإسلام أما إذا دل قلة الحضور إلى هذا المؤتمر إلى شيء فإنه يدل على أن الحملة ناجحة وأن الدفاع.. الحملة مسؤولية المسلمين وليس غيرنا كبار المفكرين والعلماء الإسلام مسؤولية كبيرة لأن يزرعوا مفاهيم إيجابية للمساهمة في المجتمع الأوروبي بأن من ينتجوا هذه الحملة أو من يزرعوا هذه الحملة ضد الإسلام هم أقلية أو نخبة صغيرة من جماعات الضغط ومعاهد الفكر وبعض الشخصيات أما الإعلام والشعوب الأوروبية متأثرون هم فقط ضحايا من هذه الحملة.

محمد كريشان: لا شك أن هناك مسؤولية للمسلمين ولكن المؤتمر الذي عقد في قرطبة حاول أن يسلط الضوء بالخصوص على المسؤولية الأوروبية يعني إذا أردنا أن نطلع على بعض ما ورد في مقال لموراتينوس نشر بصحيفة الحياة يقول بأن المسلمين أصبحوا بالملايين علينا أن نقدم صورة موضوعية عن الإسلام علينا أن نصغي إلى آرائهم علينا أن ننبذ التمييز في سوق العمل والسكن والتعليم هذا كلام جرئ جدا من وزير الخارجية الإسباني هل تعتقد بأنه يمكن أن يلقى صدى بعد هذا المؤتمر؟ سيد كاستنيرا هل تسمعني واضح جدا أن اليوم لا حظ لنا مع كاستنيرا ومع غرناطة أعود مرة أخرى لضيفنا في لندن السيد كارسويل أرجو أن تكون استمعت إلى نفس السؤال الذي وجهته للسيد كاستنيرا هل لديك تعليق؟

دوغلاس كارسويل: أعتقد أنه حيوي للغاية أننا كلنا نرى أنفسنا كمسؤولين كلنا بالتوصل إلى تفهم وتعايش سلمي بين الأديان المختلفة وأنا قلق بشكل خاص كمسيحي قلق بوجود علمانية قوية وأنا أقف جنبا إلى جنب مع الناس هنا من كل الأديان الذين يريدون حرية ممارسة معتقداتهم وربما أيضا أن يبعثوا أبنائهم إلى مدارس دينية ولكنني أقول بكل تأكيد أنه ليس هناك مشكلة كبيرة وهي الخوف من الإسلام في هذه الدولة أي المملكة المتحدة على الأقل من 1640 كنا مجتمعا تعددي ليس كما يجب أن نكون متسامحين ولكننا متسامحون بشكل عام القضية هي أن ننظر إلى تمديد الحريات والمفهوم الليبرالي هنا في لندن وأن نقدم ذلك على الناس بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا علينا أيضا أن ننظر إلى الوضع المتعلق بحقوق الدينية في الشرق الأوسط والتسامح وأنا أقول بشكل حساس أننا علينا ربما أن نقترح أن الكثير من المشاكل في العالم التي يواجهها الشرق الأوسط هي ليست تلام على دولة وهي إسرائيل وعملية الإصلاح والديمقراطية التي عليها أن تأخذ جذورها يجب أن تجري في الشرق الأوسط لصالح الجميع في المنطقة.

محمد كريشان: أنت هنا سيد كارسويل تشير إلى بعض الملامح ربما الأساسية مما يمكن وصفه باستراتيجية يجب أن توضع بشكل علمي ومحدد لإيقاف هذه الظاهرة أن وجدت بغض النظر عن النقاش حول مدى حجمها هذا ما سنتابعه بعد وقفة قصيرة نرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

سبل صياغة إستراتيجية لمحاصرة الإسلاموفوبيا

محمد كريشان: أهلا بكم من جديد وزير الخارجية الإسباني موراتينوس الذي بدا وكأنه القوة الدافعة وراء هذا التحرك الأوروبي قدم رؤيته للمشكلة وسبل التصدي لها في البداية تحث موراتينوس عن موجبات عقد المؤتمر فقال.

ميغيل انخيل موراتينوس: التغير الديموغرافي في القارة الأوروبية المتمثل في زيادة أعداد المسلمين فيها يفرض تحركا من هذا النوع فضلا عن أن الإسلاموفوبيا تتعارض وأبسط قواعد حقوق الإنسان ويؤكد موراتينوس أن التمييز يلحق الضرر بالمجتمعات الأوروبية وهو وصفة للتطرف وانطلاقا من ذلك يقرر أن محاربة التمييز ضرورة ملحة ربما تتجاوز البعد الأخلاقي وفي معرض البحث عن حلول يطالب موراتينوس الغرب بالنأي عن الأحكام المسبقة تجاه المسلمين ويؤكد على أن محاربة الإسلاموفوبيا تبدأ في محاضن صناعة الرأي وتحديدا الإعلام والخطاب العام كما يشدد على أهمية وضع مناهج تربوية ترسم صورة موضوعية عن الإسلام إضافة إلى تبني تشريعات رادعة لمظاهر التمييز ولكنه لا ينسى مطالبة المسلمين بالاندماج ونبذ الغموض والخطاب المزدوج.

محمد كريشان: سيد كارسويل مازلنا نحاول بالنسبة لغرناطة والسيد عبد الحسيب كاستنيرا نرجو أن نوفق في القريب إذا نعود إلى السيد كارسويل في لندن عما يمكن لمسؤولية الحكومات والرأي العام في صياغة استراتيجية تكون واضحة لمحاصرة هذه الظاهرة ظاهرة الإسلاموفوبيا بغض النظر مثلما ذكرنا عن حجمها؟

دوغلاس كارسويل: أنك محق تماما فأحد القضايا المهمة علينا هي أن نوجد مجتمعا منسجما الكل فيه يعيشون بسلام وإحدى الطرق لذلك هي أن نخلق عملية اندماج وانصهار في المجتمع أنا شخصيا لا أقول أنه يمكن لنا أن نجبر شخصا أن يكون جزء من مجتمع ما ولكن يجب أن نحثهم ونشجعهم أن يكون لهم روح الانتماء وأن يكون بريطانيا على سبيل المثال أو فرنسيا أو ألمانيا أنا أعتقد إذا أن الحكومات في الغرب عليها أن تشجع على الاندماج والانصهار في المجتمعات ولكن لا يجب أن تقوم بذلك بطريقة مصطنعة أو بطريقة تبعد الناس النموذج الذي علينا أن ننظر إليه هو النموذج الأميركي حيث أن المسلمين في أميركا ناجحون جدا واندمجوا وانصهروا وأعتقد أنه في ولاية ميتشيغان هناك عدد كبيرا من المسلمين العرب وهم مجموعة ناجحة وانصهرت في المجتمع الأميركي وفي استراليا أيضا فهناك سجل جيد لمسلمين عملوا وانصهروا بشكل جيد في استراليا هذا هو الطريق قدما إذا ولكن يجب أن تتم بطريقة حساسة ولا أعتقد أنه من المساعد أن نؤكد على مشكلة كبيرة ونبالغ فيها عندما هي في الحقيقة ليست بتلك الدرجة من الحجم الكبير.

محمد كريشان: سيد عبد الحسيب كاستنيرا في غرناطة هل فعلا هناك نموذج جيد للتعايش بين المسلمين وغيرهم في الولايات المتحدة وفي استراليا يمكن لأوروبا أن تأخذ منه نموذجا؟

عبد الحسيب كاستنيرا: أنا أرى أن دولة مثل إسبانيا تكون لعلها نموذج أفضل من الولايات المتحدة واستراليا إسبانيا من الدول الأوروبية لها تاريخ إسلامي عتيق قديم والموقف لدولة إسبانيا أو الحكومة الاشتراكية الحالية إيجابي جدا لمساهمة ومشاركة المسلمين في الحياة العامة فأنا أرى أن الدول الأوروبية كلها إجماليا دور المسلمين دور الجاليات المسلمة يكون إيجابي أكثر شيء ولا يكون سلبي وأما السلبيات تكون متماحشة أو يعني حمشية وأطراف محدودة جدا من الجالية الإسلام أما الأغلبية من المسلمين المقيمين في الديار الأوروبية يريدون يشاركون مع بقية المواطنين نفس الغايات الأمن والاستقرار والتقدم المادي والاجتماعي والأخلاقي فنحن يعني لسنا بجزء أجنبي من الناحية الاجتماعية نحن نشارك مع بقية المواطنين نفس الغايات ونفس الهموم.

محمد كريشان: نعم أشرت إلى النموذج الإسباني وفعلا مدريد كانت متحمسة وهي التي رعت هذا المؤتمر وأرادت أن تعطيه دفعة قوية أين هي مسؤولية الحكومات في وضع استراتيجية في هذا الشأن لاسيما وأن ربما إسبانيا بدت مستاءة من مستوى الحضور يعني كانت تأمل في حضور أقوى على المستوى الأوروبي ومستوى الحكومات الأوروبية؟

"
الدفاع عن الإسلام هو مسؤولية علماء المسلمين وكبار المفكرين والمثقفين إذ ينبغي أن ينتجوا أو يزرعوا رسالة إيجابية، رسالة التسامح والمساهمة في الهموم الاجتماعية
"
عبد الحسيب كاستنيرا

عبد الحسيب كاستنيرا: لا شك أن للحكومة الإسبانية مبادرة جيدة ومحمودة ومشكورة من هذه الناحية من ناحية التآلف والتفهم والحوار بين الثقافات والحضارات والديانات أما قلة الحضور أو المستوى الدنيء من الحضور لهذا المؤتمر أن دل على شيء يدل على أن هذه الحملة.. الحملة الإعلامية لكراهية الإسلام هي ناجحة فأنا أرى أن المسؤولية تكون على المسلمين ولا على الحكومات الأوروبية.. الحكومات الأوروبية لها أن تقوم بالعدالة والإنصاف في معاملتهم مع المسلمين أما الدفاع عن الإسلام هو مسؤولية المسلمين علماء المسلمين وكبار المفكرين والمثقفين المسلمين ينبغي أن ينتجوا أو يزرعوا رسالة إيجابية رسالة التسامح ورسالة المساهمة في الهموم الاجتماعية وفي الالتزامات الاجتماعية وهذا موقف المسلمين ولا غير.

محمد كريشان:جرت العادة أن المسلمين هم الذين يعقدون المؤتمرات للشكوى والتذمر مما يعتبرونه ظلما وحيفا يلحق بهم في أوروبا أو في غيرها من الدول الغربية الآن هناك مؤتمر في إسبانيا تحديدا في قرطبة للحديث عن مسؤولية أوروبا تجاه المسلمين إذا أردنا أن نقسم مسؤولية الأوروبيين ومسؤولية المسلمين في وضع استراتيجية مستقبلية تكون أكثر انفتاحا وأكثر قدرة على التسامح أين يمكن أن نضع النقاط عند هؤلاء وعند أولئك؟

عبد الحسيب كاستنيرا: أنا لا يمكن أن أتكلم إلا كعضو من الجماعة الإسلامية أو من المجتمع الإسلامي في أوروبا أما مسؤوليتنا هي واضحة مسؤوليتنا إرسال رسائل إيجابية رسائل المساهمة في المجتمع ومسؤولية في المجتمع أما مسؤولية الحكومات أمر مؤكد بأن التأثير والضغوطات كبيرة عليهم لأن هذه الحملة الإعلامية ليست من الإعلام كما يقال بل هي من أطراف محدودة من المعاهد الفكرية الأميركية وبعض الأشخاص بعض الأشخاص لهم يعني تأثير كبير على المجتمع وأما الإعلام فيكرر وأما الرأي العام فهي مستهدفة والناس يخافون الكل يخاف الغريب الكل يخاف الإرهاب ومن المبررات لهذه الحملة وهي الحماية على القيم الأوروبية الحماية على الوحدة الثقافية الأوروبية فنحن المسلمون ليس لنا يعني محاربة لهذه الفكرة نحن كذلك نحب الوحدة في الثقافة ونحترم القيم ونشارك في الكثير من هذه القيم الأوروبية هي مشاركة على المسلمين فأنا أرى أن المسؤولية الكبيرة لعلماء الإسلام والمفكرين المسلمين ليزرعون خطاب.. رسالة للمساهمة في الهموم وفي الغايات الاجتماعية المشتركة وهي كثيرة وهي الأغلبية أما نحن المسلمون لعلنا غايات أخروية أما الدنيوية هي مشتركة الأمن والاستقرار وتربية أولادنا والتقدم في ظروف الحياة والعدالة الاجتماعية هذه كلها غايات مشتركة بين المسلمين وغير المسلمين.

محمد كريشان:إذا سيد كاستنيرا أنت يعني تجعل المسؤولية أكثر لدى المسلمين نسأل السيد كارسويل عما يمكن أن تكون عليه مسؤولية الحكومات حتى تلتقي المسؤوليات في النهاية بين المسلمين وبين الحكومات لصياغة رؤية مستقبلية تكون أكثر انفتاحا؟

دوغلاس كارسويل: أن فهمت السؤال صحيحا فإن إجابتي هي أعتقد أنك محق أن التسامح هو طريق باتجاهين وبنفس الطريقة هناك مسؤوليات نعم على الحكومات الغربية العلمانية الديمقراطية أن تضمن أنه لا يمكن التسامح مع العنصرية ضد أي أناس من أي دين سواء كانوا مسلمين يهود أو مسيحيين أو ما شابه لكن هناك مسؤولية أيضا تلقى على عاتق المسلمين أن يندمجوا وأن يصبحوا جزء من المجتمعات الغربية بالتأكيد هناك قيم مشتركة في مجتمعي هنا والتي هي ليست قابلة للتفاوض وهي دور المرأة وحرية المرأة حرية الفكر وحرية الطلب والسعي العلمي والحرية أن يقول المرء شيئا أجدها أنا كشخص متدين معادية هذه الحريات موجودة في هذه المجتمعات الغربية وهي ليست قابلة للتفاوض إذا من المهم جدا أنه في عقد حوار كهذا وجدل كهذا فإنه يجب أن نوضح تماما أن الاندماج والانصهار يملي الإيمان بقيم جوهرية هنا في بريطانيا وضيفكم تحدث عن الثقافة الغربية وقيم مشتركة أعتقد أن الثقافة الغربية مفككة فهناك الكثير من التقاليد الدينية ودولتي تمتلك نظرة فلسفية وتقليدية مختلفة عن فرنسا وألمانيا أو إيطاليا إذا فالتعددية هي مصدر قوة ومنفعة إلا أن القيم الجوهرية المشتركة في حركة التنوير الغربي خلقت مجتمعات غربية ومجتمعات أكثر احتواء وشمولية ولكنها تستند إلى قيم جوهرية غير قابلة للتفاوض مهم إذا أن هذا الجانب من الحوار لا يتم إهماله.

محمد كريشان: سيد عبد الحسيب كاستنيرا في الدقيقة الأخيرة من البرنامج ما الذي تتوقعه بعد مؤتمر قرطبة الآن؟

عبد الحسيب كاستنيرا: هذه المؤتمرات ولو حضورها رمزي لها قيمة معنوية وأنا أتمنى أن تكون هذه المبادرة تزرع الحرص من الدول من الحكومات الأوروبية على فتح باب الحوار والمعاملة بإنصاف مع المسلمين في أوروبا هذا الذي أتمناه من نتائج هذا المؤتمر.

محمد كريشان: شكرا جزيلا لك سيد عبد الحسيب كاستنيرا مؤسس الجماعة الإسلامية في إسبانيا شكرا أيضا لضيفنا من لندن دوغلاس كارسويل وزير شؤون الأقليات في حكومة الظل في حزب المحافظين البريطانيين وبهذا نصل إلى نهاية هذه الحلقة من البرنامج بإشراف نزار ضو النعيم في أمان الله.