عبد المجيد القضمة – محمد كريشان
ما وراء الخبر

إجهاض الإناث في الهند

تتناول الحلقة ما وراء دراسة حديثة قالت إن الهند فقدت خلال العشرين عاما الماضية عشرة ملايين مولودة بسبب الإجهاض واختيار جنس المولود.

– ظاهرة إجهاض الإناث في الهند

– توظيف التكنولوجيا لإجهاض الإناث

– مدى عالمية الظاهرة

– انعكاسات إجهاض الإناث على المجتمع

 


undefined

محمد كريشان: أهلا بكم وكل عام وأنتم بخير، نحاول في حلقة اليوم التعرف على ما وراء دراسة حديثة قالت أن الهند فقدت خلال العشرين عاما الماضية عشرة ملايين مولودة بسبب الإجهاض واختيار جنس المولود ونطرح تساؤلين اثنين ما حجم هذه الظاهرة في عصر تقدم العلم وحركة المجتمع؟ وأي انعكاسات يمكن أن تنجم عن مثل هذا الخلل؟ معضلة الإجهاض الانتقائي لأجنة الإناث مشكلة أخرى تواجه الهند بلد الأكثر من مليار نسمة ورغم حظر السلطات الهندية قانونيا الكشف عن نوع الجنين سنة 1994 فإن الظاهرة في ازدياد كبير مما ينذر بمشكلة ديمغرافية على المدى الطويل واختلال بيّن في التوازن بين عدد الذكور والإناث في المجتمع.

ظاهرة إجهاض الإناث في الهند

[تقرير مسجل]

مكي هلال: يولد جميع الناس أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق هذا ما تقوله المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لكن أوجه التمييز بين الذكور والإناث تظهر منذ يوم ولادتهم وقد يمتد التفضيل إلى ما قبل الإنجاب، إذ يشيع في المجتمعات الشرقية تفضيل إنجاب الذكور نتيجة لنسق قيمي معياري ينظر إلى الطفل الذكر بوصفه الوريث لاسم العائلة ولثروتها ومعين الأب في تحمل أعباء الأسرة والضمانة أيام العجز الشيخوخة في حين ينظر إلى إنجاب الفتيات في بعض البلدان كعبء اقتصادي ومصدر قلق أخلاقي أحيانا، أفكار متوارثة تكرسها ثقافة ذكورية تكاد تهيمن على بلدان الشرق وجنوب آسيا بالخصوص، ففي الهند ينتشر ما يسمى بالإجهاض الانتقائي وقد رجحت دراسة حديثة أن تكون الهند فقدت خلال العشرين عاما الماضية عشرة ملايين مولودة أنثى بسبب الإجهاض واختيار جنس المولود وأشارت الدراسة إلى أن الهند تفقد سنويا نحو خمسمائة ألف مولودة أنثى وإذا كان التوازن الجنسي يميل لصالح الإناث في أغلب بلدان العالم فإن الوضع مختلف في الهند حيث يوجد 933 مولودة أنثى مقابل كل ألف مولود ذكر وتوصلت الدراسة إلى أن الأسر الهندية تفضل أن يكون الجنين ذكرا إذا كان الأطفال السابقون إناثا ويساعدهم على الاختيار استخدام الأشعة فوق الصوتية التي تحدد نوع الجنين، الخبراء في الهند يقولون أيضا أن إجهاض الجنين الأنثى يرتبط عادة بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي حيث تعتبر الأنثى أدنى مرتبة لدى الطبقات الدنيا، شيوع هذه الظاهرة وتطورها قد يؤدي إلى مشكلة ديمغرافية في الهند بسبب تناقص عدد الإناث بمعدل نصف مليون فتاة سنويا والمفارقة في كل ذلك أن التقدم العلمي والطبي يسخّر للتخلص من الإناث والتمييز ضد المرأة.

محمد كريشان: ومعنا في هذه الحلقة على الهاتف من نيودلهي الدكتور ظفر الإسلام خان رئيس تحرير صحيفة ميللي غازيت ومعنا من القاهرة الدكتورة أماني قنديل الناشطة في مجال حقوق المرأة والمنظمات الأهلية وسينضم إلينا من لندن الدكتور عبد المجيد القطمة المتحدث باسم الجمعية الطبية الإسلامية في بريطانيا نبدأ من نيودلهي والدكتور ظفر الإسلام خان دكتور ما تفسير هذه الظاهرة المقلقة

ظفر الإسلام خان- رئيس تحرير صحيفة ميللي غازيت- نيودلهي: في الحقيقة هذه ظاهرة قديمة جدا في المجتمع الهندوسي حيث يعتبرون الإناث عبئا ومشكلة للأسرة لأن الأسرة تضطر أن تدفع مبالغ كبيرة عند زواجها وهي مبالغ في الحقيقة تكون مكلفة جدا وباهظة لكل أسرة، تقريبا لا تخلو أي أسرة من هذه المشكلة في الهند ولذلك ينظرون إلى المرأة أو الأنثى بأنها مشكلة للأسرة وكانوا في الأزمنة السابقة يقتلون الإناث فور الولادة خنقا أو بوضع الرمال على رأسها أو بغطسها في الماء ولكن التطور التكنولوجي الجديدة الـ(Ultrasound) قد وفر أسلوبا جديدا لقتل الأنثى وهي يعني بعد كشفها على الجنين يتم قتلها بالإجهاض وهذه الأرقام التي ذكرتموها وهي التي ذكرت في دراسة كندية أي نصف مليون أنثى يتم قتلهن كل سنة، في الحقيقة هذه أرقام محافظة جدا فإن الاتحاد الطبي الهندي وهو هيئة حكومية يقول أن خمسة ملايين أنثى يتم قتلهن سنويا في الهند فهذه أرقام محافظة جدا في الحقيقة.

محمد كريشان: سنويا؟

ظفر الإسلام خان: نعم.

محمد كريشان: يعني إذاً عشرة أضعاف الرقم المعلن رسميا؟

ظفر الإسلام خان: أينعم.

محمد كريشان: أشرت إلى أن المرأة كانت توأد بعد هذه الظاهرة الأخيرة هل خفت هذه الظاهرة أصبح وأدها إن صح التعبير أو قتلها قبل الولادة؟

ظفر الإسلام خان: نعم قبل الولادة نعم.

محمد كريشان: أشرت إلى نقطة لابد من توضيحها وهو أن مهر المرأة في الهند مهر غالي جداً ومكلف بالنسبة للعائلة هل من توضيح سريع لهذه النقطة؟

ظفر الإسلام خان: في الحقيقة عند الزواج يتم دفع أموال طائلة فالحقيقة أحياناً تكون بالملايين وأيضاً أشياء لابد أن توفّر للزوج وهي قد تكون أشياء بسيطة حسب حالة الأسرة أو أشياء كبيرة مثل السيارات وما إلى ذلك وحتى البيوت والشقق، فهي في الحقيقة أمور مكلفة جداً لأي أسرة وهنا العادة أن كل أسرة تقدم شيء من هذا النوع عند زواج البنت وبالتالي كل أسرة تنظر للبنت بأنها مشكلة وعبء عليها، فهذه حالة كبيرة في الحقيقة موجودة في شبة القارة كلها ليس فقط في الهند ولكن حتى في باكستان وبنغلاديش ونيبال هذه الحالة موجودة.

توظيف التكنولوجيا لإجهاض الإناث

محمد كريشان: نعم دكتورة أماني قنديل من القاهرة ضيفنا في الهند بعد أن شرح وجهه النظر هذه هل هناك أيضاً وجهه نظر أخرى أو عنصر أساسي في هذا الموضوع وهو ما يمكن وصفه بالتوظيف السيئ للعلم يعني الفحص بالموجات فوق الصوتية يفترض أن يكون مراقباً في الهند ولكن أصبح يستعمل للغرض الذي كنا نشير إليه هل هذه ظاهرة فقط خاصة بالهند أم منتشرة في أنحاء مختلفة من العالم؟

"
قضية الإجهاض الانتقائي تحليلها الثقافي والاجتماعي والاقتصادي هو رؤية الفتاة على أنها في مرتبة دونية وأنها مصدر رئيسي للمشاكل
"
      أماني قنديل

أماني قنديل- ناشطة في حقوق المرأة والمنظمات الأهلية: يعني أولاً أنا بأتصور إن هذا الموضوع اللي بيتم تناوله على درجة عالية جداً من الأهمية وإنه لا يستلزم فقط مجرد تحليل لتوظيف التكنولوجيا في هذه الممارسات السلبية السيئة ولكن أيضاً أتصور أن هناك خلفه قضايا ثقافية واقتصادية واجتماعية لابد أن نتحدث عنها خاصة حين تثار هذه القضية في المنطقة العربية أو العالم العربي، أول نقطة أحب أشير إليها إن مسألة توظيف التكنولوجيا في الكشف المسبق عن الجنين ثم إجراء ما يعرف بالإجهاض الانتقائي، بمعنى إذا كانت المرأة حامل في أنثى بتجهض وإذا ذكر تحافظ عليه، ده ممكن يحصل في مستويات ومجالات مختلفة بتمتد إليها التكنولوجيا، هناك أثار سلبية بتصاحب التكنولوجيا إنما الأساس في هذه القضية كلها هو التحليل الثقافي والاجتماعي والاقتصادي وهو رؤية الفتاة على أنها في مرتبة دونية وأنها مصدر رئيسي لمشاكل البعض منها أخلاقي والبعض الأخر أيضاً بيتعلق بالنفقات والمهور إلى آخره يعني إن سمحت لي حضرتك..

محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني عفواً دكتورة يعني عفواً دكتورة من بين العوامل التي عددها ضيفنا من الهند برأيك العنصر الثقافي أكبر من الموضوع الاجتماعي والاقتصادي الخاص بالمهر؟

أماني قنديل: مظبوط ده العنصر الرئيسي اللي أنا عايزه أوصل له هو إنها مش مجرد توظيف للتكنولوجيا بتأثر على الظاهرة وإنما عوامل ثقافية واجتماعية واقتصادية ولنا زملاء وزميلات عديدون في منظمات نسائية بالهند اللي هي من أقوى يمكن المنظمات في العالم اللي بتدافع عن حقوق الطفلة الفتاة وحقوق النساء بيقولوا لهذه الظاهرة أهمية كبيرة وبيركزوا على الاقتراب الثقافي والاجتماعي.

محمد كريشان: هو على كل يعني التوظيف السيئ لهذه التكنولوجيا شبهه البعض بالتوظيف السيئ حتى لتكنولوجيا الكمبيوتر هناك سرقات عبر الكمبيوتر وبالتالي لكل تكنولوجيا استعمالاتها السيئة، انضم إلينا الآن من لندن الدكتور عبد المجيد القطمة أهلاً وسهلاً بكوهو المتحدث باسم الجمعية الطبية الإسلامية في بريطانيا، دكتور ضيفنا في الهند أشار إلى أن حتى رقم خمسمائة ألف سنوياً يعني غير دقيق هو يقول خمسة ملايين سنوياً وهو رقم مخيف، هل الغرب بمنأى تماماً عن مثل هذا التوظيف السيئ للتكنولوجيا على أساس الإجهاض الانتقائي لأن ما يوجد في أحشاء الإمرأة الحامل هي أنثى؟

مدى عالمية الظاهرة

عبد الله المجيد القطمة- متحدث باسم الجمعية الطبية الإسلامية في بريطانيا: بسم الله الرحمن الرحيم أهلاً وسهلاً ومعذرة حصل تأخر في الطريق لكم، الحقيقة الإحصائيات تختلف وكما سمعتم في اختلاف بالإحصائيات ونحن نتوقع على الأقل عشرة ملايين خلال العشرين سنة الماضية وطبعاً إحنا يعني الغريبة إحنا طبعاً البنات بيهمونا مثل الصبيان بس عندنا في بريطانيا مثلاً مجزرة يومية ستمائة بنت وصبي يقتل، في أميركا كل يوم ثلاثة آلاف وخمسمائة فالمفروض كمان نفكر في القضية عالمياً وفي كل مكان، عملية الإجهاض عملية إجرامية وحشية إرهابية تقطّع الطفل عشرين، ثلاثين قطعة، فعندكم الصين، الصين مشكلة أكبر وانتقاء البنات في الصين وعندهما الآن (كلمة إنجليزية) عندهم مشكلة اجتماعية رهيبة، الآن الناس تبحث على فتيات للزواج، يختطفن الفتيات الآن، فالموضوع الحقيقة عالمي صحيح نحن عم نهتم بموضوع الأنثى الآن والأنثى الضعيفة..

محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني تأكيدا لكلامك دكتور هناك بعض التقارير فيما يتعلق بالصين فقط بين قوسين إنه بعد عشرين عام هناك دراسة بعد عشرين عام تقول بأنه يفترض أن تصبح هناك امرأة لكل عشرين رجل في الصين وهي مسألة مخيفة جدا..

عبد المجيد القطمة: متوقع مثل الآن هلا في الصين في مشكلة مشابهة لذلك الآن..

محمد كريشان: يعني أكرر مرة أخرى هذا الإجهاض الانتقائي هل هو فقط ظاهرة هندية هل يمكن القول بأن هذه الظاهرة هي هندية بامتياز أم توجد في أماكن أخرى يعني في أوروبا هل هناك ولو بشكل مختلف وبنسبة ربما تكون أقل بالتأكيد؟

عبد المجيد القطمة: طبعا هي القمة في الإجهاض الانتقائي للأنثى التمييز الجنسي النوعي هي في الصين وبعدها تأتي الهند ولكن يؤسفنا إنه سمعنا في البلاد العربية في بعض الناس بعقليات سطحية ومخطئة يحاول الرجال والنساء أن يحصلوا على صبي ويجهضن في عيادات خاصة البنات، أما نحن هنا في الغرب فعندنا طبعا ما بنفكر صبي ولا بنت، بشكل عام قد يقتلوا الجنسين يعني مصيبة هذه، فقليل من يهتم هنا إنه صبي ولا بنت مع إنه الآن التكنولوجيا والـ (Ultrasound) عم تظهر صبي ولا بنت عم تحصل حالات ولكن ما عرفت بإحصائيات كاملة لها، حالات فردية هذه الأم مش عاوزة بنت عندها بنتين فتعمل العملية مكان خاص لا أحد يعلم وتجهض هذه البنت مثلا، فتحصل بس مانها مشكلة كبرى هنا مثل الهند والصين، الصين طامة كبرى في الصين الآن ويصحوا الآن وأوقفوا الآن يغروا الأطباء أن لا يجهضوا وهيطلعوا قانون قريبا جدا في الصين أن لا يجهضوا النساء إذا في بنات، فهذه مشكلة في الهند وللأسف بسبب قضية المهر هذه التي ذكرت في البرنامج قبل حضوري وبسبب الفقر فعالة كبرى أن البنت في الهند..

محمد كريشان: عددها ضيفنا في الهند على كل بغض النظر عن الأسباب سواء إن كانت ثقافية أو اقتصادية أو اجتماعية بغض النظر عن هذه التفسيرات المختلفة هناك شيء أساسي وأكيد وهو انعكاسات هذه الظاهرة على التوازن والوضع الديمقراطي في الدول والهند ربما تحديدا وجنوب آسيا التي تعاني من هذه المشكلة بشكل خاص، لنا وقفة مع هذه المسألة بعد فاصل قصير نرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

انعكاسات إجهاض الإناث على المجتمع

محمد كريشان: أهلا بكم من جديد وحلقتنا اليوم تتناول دراسة حديثة قالت إن الهند فقدت خلال العشرين عام الماضية عشرة ملايين مولودة بسبب الإجهاض واختيار جنس المولود، ضيفنا في نيودلهي دكتور ظفر الإسلام خان حسب الأرقام التي بين أيدينا تقول بأن عموما في جنوب آسيا هناك تسعة وأربعين امرأة لكل مائة رجل المعدل العالمي هو مائة وستة من الناس لكل مائة رجل الهند الآن بسبب ما ذكرناه قبل الفاصل هناك اختلال يجعل تسعمائة وثلاثة وثلاثين امرأة مقابل كل ألف رجل هذا الاختلال ليس كبير ومجحف ولكن هل يصبح خطير فيما لو استمرت هذه الظاهرة في ازدياد؟

ظفر الإسلام خان: نعم هذه الظاهرة موجودة ومعروفة إذ يقل نسبة الإناث في الهند عن الرجال بخمسين مليون امرأة في مقابل الذكور، فهي في الحقيقة نسبة كبيرة جدا وبسبب هذا نجد أن الناس يجلبون زوجات أو حتى يشترون زوجات من بلاد مجاورة مثل بنغلاديش ونيبال هذا الشيء موجود هنا يمكن أن يدفعوا فيه من مائتي دولار إلى ألف دولار لمثل هذا..

محمد كريشان: يعني عفوا هناك استيراد للزوجات الآن في الهند يمكن وصف ذلك بهذا النحو؟

ظفر الإسلام خان: نعم ومستمر رغم أن القانون يحظر هذا من 11 سنة 1994 صدر قانون يحرم كشف الجنين عبر (Ultrasound) وهناك إعلانات مستمرة وهناك عقوبات وهناك كل شيء ولكن لأن هذا الشيء في الحقيقة أصبح جزء من العقلية الهندية فتقريبا لا يمكن القضاء عليه وهو شيء مقبول اجتماعيا في الحقيقة هنا ولذلك نجد أن السلطات عاجزة ورجال الشرطة والقضاء عاجزون عن السيطرة على الوضع.

محمد كريشان: قلت مقبول اجتماعيا يعني هل هو موجود بين كل الشرائح الاجتماعية سواء كانت غنية وفي المدن أو فقيرة وفي الأرياف وغير ذلك؟

"
كان الاعتقاد أن الإجهاض أكثر شيوعا بين الفقراء ولكن الدراسات تقول أنه أكثر شيوعا بين الأثرياء والمتعلمين
"
     ظفر الإسلام

ظفر الإسلام خان: لا في الحقيقة شيء غريب رغم أن الاعتقاد كان هو أن هذا الشيء أكثر شيوعا بين الفقراء ولكن الدراسات تقول أنه أكثر شيوع بين الأثرياء والمتعلمين، هذه الدراسات جديدة في الحقيقة صدرت هنا تقول أن المتعلمون الجامعيون أكثر قبولا لهذه الظاهرة من الفقراء الذين لا يقتلون كثيرا إلا في بعض الأرياف ولكن في المدن لا وبينما الأثرياء والمتعلمون في المدن يقدمون على هذا بصورة معتادة.

محمد كريشان: لو نسمع تعليق للدكتورة أماني حول هذه النقطة بالذات غريبة أن يكون للأغنياء والشرائح الميسورة هي التي تفعل ذلك أكثر من الشرائح التي يفترض أن يكون المرأة عبء عليها كما يقال؟

أماني قنديل: هو ده أيضا بيؤكد أسلوب تعاملي مع القضية المهمة جدا اللي حضرتك بتطرحها اليوم فيما وراء الخبر وهو إن البعد الثقافي والقيمي هو المتغير الرئيسي في صياغة التوجهات المختلفة إزاء التفرقة بين الذكور وبين الإناث، صحيح إن الحالة الهندية بتقدم نموذج صارخ لهذا التفضيل للذكور مرتبط ما أطلق عليه المجزرة للفتيات والإناث من المواليد إلا أننا أيضا لابد أن نفكر في شيء أخر يعني أنا أعلم تماما استنادا على دراسات ميدانية عديدة أن حين.. خاصة في الوجه القبلي والريف المصري على وجه العموم أن حين يذهب الزوج والزوجة إلى الطبيب لاكتشاف نوع المولودة فإن الطبيب حين يجد أنها فتاة يقول أن السونار مش مبين أو أن الأشعة غير محددة وأصبح هذا معروف أن حين يقال أن هناك عدم حسم لطبيعة المولود يكون هناك وعى لدى الطبيب لهذا الأمر، النقطة الثانية أن طبعا للأسف الشديد إحنا بنتفاجئ بأفكار وقيم وممارسات ثقافية لا تفرّق بين الطبقات الغنية المتعلمة من جهة والطبقات الأدنى محدودة الدخل وغير المتعلمة من جهة أخرى، هناك قيم أساسية رسخت عند الغالبية العظمى من المجتمعات العربية أن الولد أفضل من البنت، بتختلف الأسباب إما لأن الولد بينظر إليه على أنه وريث بيحمل اسم الأب واسم العائلة أو بينظر إليها باعتبارها أنها مصدر للدخل أن الذكور مصدر للدخل في المناطق الفقيرة وفي الريف أو أنها قد تكون مصدر لتهديد الشرف والخوف على شرف الفتاة الأسباب بتختلف..

محمد كريشان: إذاً دكتورة يعني رغم كل شيء يعني الجانب الثقافي والأخلاقي يبقى أساسي هنا، أسمحي لي فقط أن أسأل الدكتور عبد المجيد القطمة في لندن إذا كان هناك الآن إشكالا ما يتعلق بأن لم تصحب الثورة التكنولوجية والعلمية ثورة ثقافية وأخلاقية تجعل سواء الهند أو غير الهند وتابعنا الأمثلة التي ذكرتها الآن الدكتورة من القاهرة تجعل الناس يراعون هذه الجوانب حتى مع تقدم العلم؟

عبد المجيد القطمة: كلامك صحيح وهذه اعتبرها أهم نقطة في الموضوع، أن أخلاقية الطبيب ضعيفة الآن وغير موجودة، هو الذي يكشف أنثى في الحبل، هو الذي ينظّم أو صاحب عملية القتل الإجرامية في الإجهاض، مثلا عندنا ستمائة في بريطانيا كل يوم حوالي خمسمائة طبيب يمكن هم اللي عم ينظموا عملية القتل والإجهاض وكثير منهم للربح المالي، فالأخلاقية مطلوبة جدا والمفروض الطريق إلى الأمام..

محمد كريشان: ولكن عفوا ليست أخلاقية الدكتور فقط ولكن أخلاقية المجتمع يعني عندما يصبح المجتمع يعني القضية ليست فقط قضية طبيب يعنى الطبيب في النهاية هو ربما يقر حقيقة ولكن يصبح كيف تستغل هذه الحقيقة مسألة أخرى يعني.

عبد المجيد القطمة: صح طبعا المرأة يعني المفروض الحقيقة نحن الله كرمنا بالدين الإسلامي قدسية الحياة عندنا كبيرة جدا ولا في القرآن ولا في الحديث ولا في السُنّة فتوى تبيح يعني أنه تجهض إلا كما قالوا حالة الخطر على الموت كما قال بعض العلماء في الأزهر، فيجب أن يخطط للمستقبل ألا يقنن الإجهاض في أي بلد في بلاد العالم وأنا لأني أقوم بزعامة الحملة ضد الإجهاض في بريطانيا وفي الأمم المتحدة ومنسق إسلامي مع جمعيات مسيحية وكاثوليكية والفاتيكان أعلمكم أن خطة كبيرة مدمرة للعالم العربي والإسلامي لتقنين الإجهاض، قضية تحديد النسل ونشر جمعيات تنظيم الأسرة..

محمد كريشان: ولكن دكتور يعنى الإجهاض محل جدل بلا شك في البلاد العربية وفي أميركا وفي أوروبا ولكن الإجهاض الانتقائي ربما يصبح أكثر إجراما لأنه في النهاية أنت تقتل جنينا فقط لأنه أنثى، هنا أسمح لي أن أعود لضيفنا في الهند حتى نختم به الحلقة بدأنا من الهند وننتهي بالهند، دكتور أشرت إلى أن المجهود يجرى على مستوى رسمي وشعبي ولكن لا استجابة هل معنى ذلك بأن في النهاية هذه قضية خاسرة وستستمر الهند في هذه الظاهرة التي هي ربما ظاهرة في جنوب آسيا تحديد أكثر منها ظاهرة دولية؟

ظفر الإسلام خان: نعم في الحقيقة قد لا تكون خاسرة ولكنها صعبة للغاية لأن الوعي الاجتماعي لدى عامة الهنود وخصوصا الهندوس، الهندوس بصورة خاصة..

محمد كريشان: يعنى لدى المسلمين أقل هذه الظاهرة في الهند؟

ظفر الإسلام خان: إلى حد ما وليس بنفس القسوة ولكن إلى حد ما المسلمون..

محمد كريشان: يعنى إلى حد ما يعني الجانب الإسلامي لم يشفع للجنين في بطن أمه يعني؟

ظفر الإسلام خان: لا في الحقيقة حتى المسلمون يقومون بهذا ولكن ليس بنفس النسبة التي يقوم بها الهندوس والسيخ وحتى المسيحيون يقومون بهذا يعني كل سكان الهند في الحقيقة متأثرون بهذه الأفكار ولكن النسبة تختلف لأنه المسلمون أقل والهندوس أكثر، فالسلطات في الحقيقة عاجزة عن هذا ونجد إعلانات في الصحف وإعلانات في القنوات التليفزيونية ولكن تمر هذه الأشياء مر الكرام ولا تؤثر في الناس شيئا وهذه المستوصفات (Ultrasound) موجودة رغم أن هناك إعلانات وفي نفس المستوصف يكون هناك إعلان أن الكشف عن الجنين لمعرفة الجنس حرام ومحرم قانونا ولكن يتم..

محمد كريشان: ومع ذلك الأمور لا تتغير شكرا لك دكتور ظفر الإسلام خان من نيودلهي، شكرا أيضا لضيفنا من لندن دكتور عبد المجيد القطمة ومن القاهرة الدكتورة أماني قنديل، بهذا نصل إلى نهاية هذه الحلقة، نذكركم كالعادة بإمكانية المساهمة في اختيار مواضيع الحلقات المقبلة عبر العنوان الإلكتروني indepth@aljazeera.net غدا بإذن الله قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد في أمان الله.