فنزويلا – الأمازون
عرب أمريكا اللاتينية

فنزويلا.. عرب الأمازون

هاربون من مر الأيام آملون بغد أفضل قاصدون أعماق الأمازون, متمازجون بصعوبة وسط قبائله تاركين البصمة العربية واضحة على معالمها قصصا يحكيها الماضي وتوثقها صروح اليوم.

– انخراط أهل الشام في دروب الأمازون
– دور العرب في تطوير الأمازون

– تنشئة الأبناء على القيم والعادات العربية

undefined

يا فتاة أنا ذاهب إلى الأورينوكو، حزنت فتاتي وبكت عندما سمعت كلماتي وما كنت أستطيع التفكير في فتاة غيرها وبعد وقت طويل عدت من حيث أتيت وهي لم تنسن، يوما رأتني وابتسمت فهي تحبني حقا.

انخراط أهل الشام في دروب الأمازون

[تعليق صوتي]

عند السكان الأصليين لمنطقة الأمازون في فنزويلا توجد أسطورة عن نشأة العالم، في البدء كانت هناك سلالات عديدة تعيش تحت ظلال شجرة الحياة العملاقة وقد سمحت لهم الآلهة بالاقتراب من ثمار معينة لتلك الشجرة وذات يوم قررت الكائنات على اختلافها قطع الشجرة لتنزل الثمار على الأرض بدلاً من أن يصعدوا هم لجنيها وعندما هوت الشجرة نشأت غابات الأمازون الشاسعة فأوراقها تحولت إلى أشجار كثيفة وأغصانها إلى أنهار وكل ثمرة أصبحت حقلاً ولم يبق من الشجرة إلا جذعها العملاق جبل أوتانا المقدس وفي النهاية تحولت الحيوانات إلى قبائل مختلفة تعيش متناثرة في الغابة، ثم جئت أنا معروف أبو سعيد ولدتُ في جبل لبنان منذ زمن بعيد ودفنت هنا تحت شجرة الحياة شربت من مياه نهر الأورينوكو وأكلت من ثمار أرض الأمازون وخالطت سكانها الأصليين وتزوجت بنتاً من بناتهم وأنجبت منها أربعة أبناء عشت معهم كواحد منهم، عندما وصلت إلى هنا منذ أكثر من نصف قرن لم تكن هناك مظاهر للتمدن من أي نوع وكانت وسيلة التنقل الوحيدة هي قوارب السكان الأصليين وكنت أقطع مسافات طويلة حاملاً حقائبي حتى أصل أكواخهم لأبيع لهم ما أحمله من بضائع.

مشاركة أولى: اليوم أريد أن أتناول طعاما فاخراً طعاماً مميزاً أريد أن أذهب إلى مطعم شهرزاد لأستمتع بأجوائه ومأكولاته أريد تمضية سهرة رائعة أريد أن أذهب إلى مطعم شهرزاد.

مشارك أول: مطعم شهرزاد في المركز التجاري العجائب.

[تعليق صوتي]

هذا هو الشارع الرئيسي في بويرتو أياكوتشو عاصمة ولاية الأمازون شارع الأورينوكو المعروف لدى الجميع شارع لبنان، أبناء بلادي من اللبنانيين والسوريين هم الذين أتوا ببضائعهم إلى هنا وبنوا هذه المحلات فأصبح للبلد سوق تجاري أعطاها شيء من إيقاع المدينة وشكلها فأنا لم آتي وحدي بل جاء معي الكثيرون ومازال الآخرون يأتون فالكثير من أولاد العرب يولدون ويدفنون هنا تحت شجرة الحياة.

"
جئت إلى بويرتو أياكوتشو سنة 1957 وعملت بتجارة البضائع النسائية وأسست فندقا من 82 غرفة
"
         علي الشيخ

علي الشيخ- تاجر سوري: الوقت اللي نزلوا المغتربين اللي جايين على فنزويلا كل واحد يعطوه باكيت دخان هدية مقدمة باسم رئيس جمهورية اسمها فورتونا يعني غناء يعني إن شاء تصير غني بهذا البلد، وقت اللي جينا عليها ما كانت هوني البلد هون لا ما كان في شيء هون كانت أحراش محل اللي واقفين هوني كانت تحت جنب النهر شيء خمسمائة بيت هذه كانت بويرتو أياكوتشو ولكن حالياً بويرتو أياكوتشو الحقيقة البلد هاي نعتبرها ثاني بلد الأم لأنه طلعنا من سوريا أطفال نبكي على الخبز وأجينا بسنة 1957 الشهر السابع وقت اللي كانت بدها تكون سوريا ومصر دولة واحدة، دخلنا في مصر دخلنا بالإسكندرية وطلعنا بقينا ثلاثين يوم حتى وصلنا على فنزويلا أغرار ما نعرف شيء شنطة بأيدي عبيتها بضاعة.. بضاعة نسوانية لأنه هاي تباع كثير وأروح أدق أتطلع بيت كويس أدق بابه أنا أشوف بيت بأشوفه مرتب وكويس البيت هذا معه مصاري ويشتري ما فيه أكثر من هيك أروح هاي أدق على أي ولاه ولد يعني ولد شوي يبقى إلى آخره، البنات يعيطولي يشتروا البضاعة ويأخذوا بضاعتي ويعطوني مصاري وأذهب، أنا هناك حظي كويس.. حظي كويس نعم، هون هذا شو سوق تجاري لي أنا، أنا عامل هون سوق تجاري كله مؤجر وتارك أنا مكتب لحالي وبعدين عملت ها الفندق هذا ها الفندق يبتدئ باثنين وثمانين غرفة هون بها المحل اللي واقفين بيطلع ست جناح جناح.. يعني غرفة استقبال غرفة منامة مطبخ صغير جاكوزي عشان يسبحوا، أكبر بناية بتاريخ الأماسومة لأن هاي بدك تشوفيها أنتي هذه هي أماسومة لجوه ها أتطلع هذه بويرتو أياكوتشو والله العرب هوني حاليا كل البلد مديونة لهم كلهم جاؤوا لهون بقميصهم واشتغلوا وجاهدوا وثبتوا وجودهم، أنا إذا كان فيه واحد مدين لي وما دفع انكسر عليا بعيط له إذا كان عنده محل تجارة خذ دين.. ما فيه ندفع لك.. معلش خذ دين أنت إذا أخذت مني بتبيع وبتدفع بتدفع القديم وبتدفع الجديد يعني كل تجارة شوية بدها سياسة تجارية يعني بدها مو كائن من كان مين ما كان قال لك أنا صرت تاجر وصار تاجر لا، بأي بلد اشتغلنا بالمحافظة بأي أحراش عاد نمنا كنت أنصب مرجوحتي بين شجرة وشجرة وأنام ما في بيكون التغري بيسموه التغريليون تحت مني أنا مو فارقه معي لأنه اللي قطع سبع بحور ما يخاف من ها النمر لأنه هذا النمر لو يكون نمر ما جاء إلى.. ما وصل لها المراحل هاي.. هاي ما بدها إياها، هذه الست فاطمة مدامتنا هي مسكتني من شيء ثلاثين اثنين وثلاثين سنة وتعلقت فينا وما كان بدها تتركنا وصار عندها صرت ثلاث شباب وهؤلاء اسم الله ثلاث شباب الصغير فيهم الصغير شوفتوه يعني أكبر منها هيك اسم الله إيه والحقيقة التربية لو إنا حطينهم.. لو إنا حطينهم معلمينهم بجامع الأزهر ما طلعوا هيك كويسين يحبوا أباهم وأمهم بالدرجة الأولى يحبوا وطنهم سوريا بالدرجة يعني وقت اللي يسألوه لواحد شو فنزويلي لا أنا سوري ولكن لو كنت أنا خالي خون أنا سوري، آه جيت أشوف أباها عربي لبناني شافت شخصيتي ووقفت ما كانت يعني هي قالتها قالت حصتي هلا ووصلت عليها وانتهينا إيه وهذه الحمد الله، بدي آخذ ولد من الأولاد أحطه بسوريا بأملاكي وأعمل له تجارة ضخمة عشان يكون تجارة بين فنزويلا وسوريا أخوته هون وهو هناك.

[تعليق صوتي]

لن تجدوا أحد يحكي لكم حكايتي بدقة فلكل واحد قصته وهذا بلد يولد فيه المرء يوم وصوله ويعيش معه الآخرون حاضره فقط وبعد موته يتحول إلى ذكرى قوية تختلط حقائقها بالأسطورة.

مشاركة ثانية- ابنة معروف أبو سعيد: أبي يدعى معروف أبو سعيد.

مشاركة ثالثة- ابنة معروف أبو سعيد: أمي اسمها إليسا رودريغز.

إليسا رودريغز- أرملة لبناني يدعى معروف أبو سعيد: كان اسمه معروف.

أنور ماريو أبو سعيد- ابن معروف أبو سعيد: اسمي أنور ماريو أبو سعيد وأنور هو اسم عربي.

مشاركة ثانية: كانوا يسمونه هنا ماريو وكذلك مانيتو وتعنى ذا اليدين الصغيرتين.

إليسا رودريغز: لا أعرف على أي حال كان هذا اسم الشهرة.

أنور ماريو أبو سعيد: لأن يديه كانتا كبيرتين.

مشاركة ثانية: ولو سألتم عن اسمه الحقيقي فما من أحد يعرفه لكن إذا سألتم عن منزل مانيتو فسيدلكم الجميع عليه.

أنور ماريو أبو سعيد: كان محبوبا جداً.

مشاركة ثانية: كان رجلاً فارعاً كان طوله يقارب المترين.

أنور ماريو أبو سعيد: أبيض الشعر.

مشاركة ثانية: كان فارعا.

مشاركة ثالثة: أتى من لبنان.

أنور ماريو أبو سعيد: قال لي أن الحرب كانت قد اندلعت في بلاده وفر مختبئا أسفل بطن جمل أخفوه جيدا حتى وصل إلى هنا.

مشاركة ثانية: وصل هنا كسائح ثم بقى هنا.

مشاركة ثالثة: تعرف على أمي وبقى معها.

مشاركة ثانية: أمي من السكان الأصليين من قبيلة غواهيبا كانت يتيمة.

مشاركة ثالثة: تبناها كولومبيان من بوغوتا وقد عادت وحيدة من هناك إلى سان فراناندو دي أتابابو.

أنور ماريو أبو سعيد: كان يعمل على زورق كان تاجرا.

مشاركة ثانية: وعندما تعب من السفر لأنه كان يسافر كثيرا في النهر وكانت سِنَة قد تقدمت استقر في أتابابو وشرع في المتاجرة بالمشروبات بدأ بصندوق واحد من الجعة البيرة صندوق واحد فقط ثم اثنين وثلاثة وهكذا ثم بدأ يبيع البنزين.

مشاركة ثالثة: كان لديه محل ملابس وأقمشة وأحذية.

إليسا رودريغز: كان عمري أربع عشرة سنة وكان هو أكبر مني كان الناس ينظرون إلينا ثم يسألونني أهذا أبوك؟ وكان هذا يؤلمني كنت أقول لهم كلا فيقولون فهل أنت إذاً مدبرة منزله؟ فيرد عليهم هو قائلا كلا إنها زوجتي وكان هذا يؤلمني وحين كنت أمر قرب متجره كان يخرج ليمشي بالقرب مني وكان يدور حولي جيئة وذهابا وكنت أنا أدخل إلى الداخل وفي الساعة الخامسة بعد الظهر كان يأتي ليراني وكنت أتساءل ماذا يريد مني هذا السيد؟ إلى أن سألني ذات مرة أتريدين أن تعملي معي؟ كلا لا أريد أن أعمل هكذا بدأ الكلام معي أتريدين أن تعملي؟ وكان قد بدأ يحبني هذا السيد كان يكبرني سنا وقلت لنفسي إن هذا السيد يخدعني لأنه متزوج دون شك لكنه لم يكن متزوجا ولو أنه كان متزوجا لماذا كنت قد تعلقت به لقد عرفته وحيدا وأعزبا لقد وقعت في غرامه شيئا فشيئا وبدأت أشاركه الحياة.

دور العرب في تطوير الأمازون

محمد علي – ضابط سوري مُستقيل: أنا كنت ضابط بالجيش السوري ووصلت لرتبة نقيب استقلت وجئت على فنزويلا فيه عندي خالي هون علي الشيخ محمود صار له شيء خمسين سنة فنزويلا بويرتو أياكوتشو يعني من مؤسسين بويرتو أياكوتشو، صار لي عشر سنين هون ببداية حياتي اختلطت مع الهنود بشكل كبير كنت أروح أشتري ذهب بالنهار ظليت خمسة عشر يوم آكل أكلهم أشرب من النهر مباشرة مثلهم بالضبط يعني، الناس كثير كرماء يعني شافوا واحد غريب على الخيمة تبعهم ما بيعرفوا على الشرواطة تبعهم بيدخلوه يعني لكن موجود عندهم يعني سمك وشوية مثل البرغل عندنا بيقولوا هم نيوكو يعني هذا أكلهم بشكل عام مع شوية حب مع بيكون حطهم فيه نمل يعني شغلة لا تنسى ما بنساها في حياتي، يعني عندي ثلاث محلات محل أدوات كهربائية موجودة في بويرتو أياكوتشو في له فرع ثاني في سان فراناندو دي أتابابو فيه عندي لانش نقل ركاب ومحل مشروب، فيه وسيلتين اثنين لأنه الواحد يوصل للمنطقة اللي كان فيها بالنهر أو بالطيارة طيارة صغيرة طبيعة الناس بشكل عام تحب السفر بالماء هون من خلال دراستي للوضع هون بسنتين ثلاثة شفت أنه مشروع ناجح يعني، موسم الصيف النهر بيكون خفيف يجف شوي فيه قنال محدد إذا ما كان الشوفير معلم مضبوط ما يقدر يمشي فيه لأنه كثير فيه صخر كثير بأي دقيقة ممكن يصير فيه حادث ممكن يكون شربان ممكن يعمل حادث عشان هيك الواحد بده يكون دقيق باختياره للشوفير تبع اللانش عشان يحافظ على سلامة الركاب وعلى سلامة اللانش، العرب بشكل عام لهم أيدي كبيرة بتطوير محافظة أماسومة تجارياً حتى ثقافياً بويرتو أياكوتشو هنا بيحكوا لي أنا ما بأعرف يعني مو على دوري بيحكوا أن البصل البنادورة ما كانوا بيعرفوه في حياتهم ما إجا على بويرتو أياكوتشو يعني حتى يعني يغيروا بنوعية الحياة نبع أهالي بويرتو أياكوتشو، أنا تزوجت من هون من أصل هندي أمها هندية أبوها من كولومبيا عندي ولدين سليم وسلام بأحكي مع الأولاد عربي وبعثتهم على سوريا وزوجتي وأعجبت كثير بسوريا وبالعادات السورية وكانت مبسوط كثير كثير يعني عم بتقولي لي مش هنسافر مرة ثانية وإن شاء الله على السنة الجاية راح أبعتهم يعني، فيه شغلات كثير ما يأخذوها أولادي من هون وفيه شغلات يعني تعليمهم بالمحافظة اللي أنا موجود فيها كثير متدني شوي متدني يعني ويحبوا يأخذوا العادات السورية والتقاليد السورية، تعلقت بهذه المنطقة منطقة حلوه ناسها حلوين يعني مثل اعتراف بالجميل يعني بالفضل لها فضل علي بويرتو أياكوتشو أهالي بويرتو أياكوتشو لهم فضل علي ساعدوني.

مشاركة ثالثة: كان والدي شغوفا بالترحال في النهر بمركبين يقطر أحدهما الآخر وكنا نأخذ معنا كل احتياجاتنا بينما كان هو يأخذ البضائع لبيعها خلال الرحلة وكنا نحمل معنا موقدا وطعاما وأكياس أرز ودقيق وفي الطريق كنا نشتري السمك واللايا ولو أن أحدا أراد أن يشتري منا الملابس دون أن تكون معه نقود كنا نقايض الطعام بالملابس وأحيانا كان يرسو عند مكان ما عند صخرة أعجبته مثلا وتكون الصخرة جميلة حقا أو يتوقف عند شاطئ لننزل وننال قسطا من الراحة، كانت أمي نغسل الملابس في النهر وتجففها ونطبخ ونرتاح ثم نواصل السفر في اليوم التالي وذات مرة وصلنا حتى البرازيل.

إليسا رودريغز: ذات مرة قال لي أتريدين أن تتعرفي على أناس عراة فقد كان يحب كثيرا أن يمازحنا ذات يوم قال لي سوف آخذك إلى أقاربك فقلت له أي أقارب؟ فأقاربي أنا لا يسيرون عراة أبداً، فقال لي بل هم أقاربك وأخذنا جميعاً ومعنا الأطفال الأربعة لاحت لي أشياء حمراء فقلت له هناك في البعيد أشياء حمراء أنظر، فقال لي هذه هي أجسادهم فهم يلونون أجسادهم كلها باللون الأحمر ووصلنا هناك وقال له رجل اسمع أيها الغريب أعطني هذه المرأة الحامل وأنا أعطيك هذه الفتاة فقال له زوجتي لا وكانت معنا بندقية فقال له الرجل أيها العربي أعطني هذه البندقية وأنا أعطيك هذه الفتاة فقال له زوجي موافق سأعطيك البندقية وأعطني أنت الفتاة، فقال الرجل طيب فقلت له أنا لا تمزح معهم وكانت الفتاة هندية وعيناها فاتحتا اللون خضراوان وفي النهاية أخذوا منه البندقية وبالنسبة للفتاة قال لا تهمني، احتفظ أنت بالبندقية ولا تعطني الفتاة فقلت له عظيم إذاً لقد فقدت البندقية والفتاة ضحكنا وانصرفنا فقد كنا نخشاهم كثيرا فهؤلاء من هنود الجبل فهو يقتلون الناس ويشوهونهم ويأكلونهم وهذه عاداتهم فعندما يموت أحد ما يشوهونه ويأكلونه فهم هنود حقيقيون مختلفون عنا، فنحن أيضا هنود ولكننا لا نأكل البشر.

[تعليق صوتي]

سان فراناندو دي أتابابو العاصمة القديمة لولاية الأمازون كلنا بدأنا هنا قطعنا عشرة أيام في النهر لنصل إليها ونبدأ حياتنا فيها لكننا تركناها لنذهب إلى العاصمة الجديدة ولم يتبقى فيها سوى اثنين من أولاد العرب منهم صديقي حسن أبو الفضل وقد قارب الثمانين من العمر وأمضى هنا أكثر من خمسين عاماً وتزوج هو الآخر من امرأة هندية من قبيلة بانيبا وأنجب منها ستة أولاد.

حسن أبو الفضل- صاحب مصنع في كراكاس: لقد سافرت لأنني أحب السفر عندما كنا نغادر بيروت حيث ركبنا الباخرة اشتريت كتابا لتعليم اللغة الإسبانية فوصلت إلى فنزويلا وأنا أتحدث الإسبانية بكل بساطة بدأت التجارة حاملا حقيبة بضائع أجول بها في الشوارع في كل مكان كاركاس ومراكايبو وكل مكان لمدة ثلاث سنوات ثم استقريت في كراكاس بعد ذلك فتحت مصنعا في كراكاس.

[موجز الأنباء]

تنشئة الأبناء على القيم والعادات العربية

حسن أبو الفضل: عدت لزيارة سوريا ثلاث مرات وفي أول زيارة وصلت هناك نحيلاً كان وزني سبعين كيلو غراما تقريبا كنت نحيلا ولكنني عدت من هناك سمينا أكلت الكثير من الأطعمة اللذيذة ليست ستيك كالأطعمة هنا، لقد كنت متزوجا هناك قبل مجيئي وزوجتي تلك ماتت وعندي ابنة هناك وابنتي لديها ابنة فأنا والد الجدة لا أعرف كيف تقال بالعربية والد الجدة، أبيع كل شيء مأكولات ومشروبات ودهانات وإبر خياطة وخيطا أيضا أستيقظ في الخامسة صباحا أستحم وأفطر ثم أذهب إلى العمل وأنام في التاسعة والنصف ليلا ليس لدي يوم للراحة أرتاح فقط عندما أنام أرتاح عندما أموت وحينها فقط سأرتاح أنا أتآلف مع كل شيء يهودياً كان أم ألمانياً، زوجتي تتكلم لغة أخرى لغة السكان الأصليين وأنا وأتكلم الإسبانية وأتكلم العربية والعلاقة بيننا طيبة ولا توجد بيننا خلافات.

إليسا رودريغز: كان يغني لي بالعربية وكذلك كان ينهرني بالعربية لكنني كنت أفهم القليل من الشتائم العربية التي كان يقولها كنت أفهم ما يقول.

المشاركة الثالثة: أي كان يصرخ فيها باللغة العربية وأمي كانت تصرخ فيه بلغة الغواهيبو.

المشاركة الثانية: أمي لم تكن تتكلم الإسبانية جيداً وكذلك أبي أي أن أمي كانت تتكلم خليطاً من اللغتين وذلك أبي.

المشاركة الثالثة: كانت تخلط الكلام كالأطفال مثل أعلى، بدل، أسفل، ذات مرة أعطتني طبق طعام وقالت لي خذي هذا وضعيه تحت الطاولة ففعلت مثلما قالت أخذت طبق الطعام ووضعته تحت المائدة عندما أتت أمي لتبحث عنه كان الكلب قد أكله وكانت تلك مشكلة فعندما كان أبي وأمي يتشاجران لم يكن يفهم أي شيء ولا هما كانا يفهمان كلما تكلما أكثر كلما تشاجرا أكثر ويصبح العراك أشد ونحن في الوسط دون أن نفهم شيئا لأننا كنا قد تعلمنا الإسبانية فقط في المدرسة.

المشاركة الثانية: كان أبي يربينا بالطريقة العربية فلا يزورنا أحد في المنزل ولا كان يتركنا نخرج إذاً لم يكن لدينا أحد نتكلم معه اللغتين.

إليسا رودريغز: كان دائماً يقول لا تتركي البنات يخرجن في المساء عندما لا أكون موجودا عندما أكون مسافرا أنت المسؤولة إذا حدث أي شيء للبنات ستكونين أنت المذنبة البنات بالأخص عليك رعايتهن هكذا كان دائما ما يقول لي لأن تقاليدنا العربية حساسة جدا بالنسبة للبنات ديانتي لا تسمح بهذه الأشياء وجهيهن حذار أن يحدث شيء للبنات البنات أكثر خطرا راعيهن، فبناتي كن الوحيدات اللواتي لا يرقصن لم يكن يذهبن إلى الحفلات إذا حدث ودعاهن أحد كنت أذهب معهن وعندما تنتهي الحفلة أعود معهن إلى البيت.

المشاركة الثانية: وكان هو يصل من المحل متأخرا الساعة الواحدة أو الثانية فجرا وكان يدخل الغرف ويضيء النور ويقوم بعدنا ليتأكد أننا جميعا هناك.

إليسا رودريغز: أنا مطمئنة على بناتي فأنا مطمئنة من هذه الناحية كل بناتي تزوجن فليست هناك من عاشت أو أحبت وذهبت هكذا دون زواج كلهن تزوجن.

المشاركة الثانية: لو كان معنا شيء لم يكن قد اشتراه هو لنا كان ينادينا ويسألنا هل أهداه أحد لنا حقا؟ وكان يقول إذا أحضرتم شيئا إلى المنزل لم أكن قد أعطيته لكم فسوف أقطع أيديكم كنا نخاف منه ونحترمه.

المشاركة الثالثة: عندما كنا نخطئ كان ينادينا ويسألنا لماذا فعلنا ذلك؟ ويفهمنا أن هذا خطأ.

المشاركة الثانية: كنا نثق فيه أكثر من أمي لأنه كان يتكلم معنا فأمي كانت تضربنا بالعصا.

المشاركة الثالثة: كانت دائماً تريد أن تمسكنا وتضربنا بالعصا أو بالحزام وهو كان يقول لها لا فالإنسان يتعلم مما يراه والطفل يتعلم من النموذج الذي يراه.

المشاركة الثانية: كان أكثر من أب كان صديقا عندما كان يؤنبنا على شيء كان يجلسنا أمامه ويكلمنا ويقول انظروا إلى عيني وأنتم تتكلمون ونحن كنا نبكي لأنه كنا يؤلمنا، أن يؤنبنا أبي على شيء أحيانا كنا نفضل أن تضربنا أمي عن أن نقف هكذا أمام أبي أعتقد أنه كان أطيب شخص رأيته على وجه هذه الأرض لأنه كان في الحقيقة فريدا من نوعه.

المشاركة الثالثة: كنا دائما نرى أمي عندما ترى شخصا يسير في الشارع حافي القدمين فكانت تقول لأبي أنظر هذا المسكين سوف تحرق الأرض رجليه فهو لا يملك حذاء وكان أبي يراه ويقول لأمي نعم نادي عليه فكان يعرف أن أمي تريد أن يهديه حذاء وكانت أمي تناديه ويهدونه حذاء.

المشاركة الثانية: أبي كان يعد لنا بعض الحلوى العربية في عيد الميلاد.

أنور ماريو أبو سعيد: علمني أكل السلطة والكرنب والكبة النية.

المشاركة الثالثة: والدي كان يأكل كاسابي ومانيوكو وكاتارا وسمك مشوي.

المشاركة الثانية: وكذلك البتشاكو وتوضع فيه الكتارا وهي عبارة عن نمل كبير.

إليسا رودريغز: كان دائما يقول لي أعطني مانيوكو لأنني أحب طعمه يضيف له السكر ويشربه.

المشاركة الثانية: كان هنديا أكثر منا.

[تعليق صوتي]

من الممكن أن يعيش المرء سنوات طويلة في بلد غريب ويظل هو الآخر غريب فيه يحيط نفسه بعالمه وكأنه لم يترك بلده أبداً فتخبئ الحياة عنه سرا من أكبر أسرارها وتحرمه تجربة العيش في عالم آخر يكون قد اكتفى بمشاهدته يدور من حوله دون أن يعيش فيه، المشاعر هنا جزء من التجربة أحاسيس جديدة تولد بداخلك كل يوم لم تكن تعرف لها وجود من قبل ولم يطلق عليها أحد أي اسم.

مشارك ثاني – ابن رجل سوري يدعى يوسف سليمان: هذا شيء تقليدي هنا في ولاية الأمازون يخص السكان الأصليين وهم يعدونه من اليوكا وهو الخبز العربي بالنسبة لكم فهذا هو الخبز العربي ولكنه لهنود الأمازون اسمه مانيوكو وكذلك الكسابي لدينا كسابي أيضا.

مشاركة رابعة- مطلقة رجل سوري يدعى يوسف سليمان: أنظر إليه إنه يريد أن يتذوق.

مشارك ثاني: ابني يحب أن يأكل كثيرا من كل شيء.

مشاركة رابعة: هذا مانيوكو ونسميه يوكوتا دي مانيوكو وهو مانيوكو مع الماء وليس له أي طعم ولكنه معتاد على طعمه.

حفيد يوسف سليمان: أنا يوكوتيرو.

مشاركة رابعة: أي متخصص اليوكوتا أنا وزوجي لم نعد نعيش معاً منذ فترة كان عمره ست عشرة سنة عندما جاء إلى فنزويلا إلى بويرتو أياكوتشو وكان قد جاء مع قريب له من سوريا من بلاد العرب من هناك وهكذا ظلنا أصدقاء فأنا أمضيت كل حياتي كل شبابي معه كان عمري خمس عشرة وهو ست عشرة سنة، عندما تعارفنا عشنا معاً لمدة اثنين وعشرين عاماً وكان يعاملني معاملة حسنة الشيء الوحيد الذي حدث بيننا كان عندما رحل فقد أنجبت تسعة أبناء أصغرهم في التاسعة عشر من عمره كان معروفا باسم تشوليتو سليمان أي سليمان الظريف لأن الناس كانوا يحبونه جدا فقد كان كثيرا ما يساعد الناس كان يبيع لهم بالتقسيط وكان متعاونا وكانوا يحبونه جدا ولهذا سموه سليمان الظريف ولكن اسمه كان يوسف سليمان كان يأتي إلى المدرسة الداخلية عند شجرة مانجو هناك فقد كان يحب أن يأكل المانجو الأخضر بالملح تعارفنا هناك فكان دائما ما يأتي ليسقط المانجو الأخضر عن الشجرة وكنا نخرج بين الدروس لنقول له انظر هناك واحدة هناك وهناك أخرى، كنا نساعده على إسقاط المانجو وقد نمت الصداقة بيننا في المدرسة وكذلك مع زميلات عديدات لكنه كان يتكلم معي أكثر وكان يقول لي ما اسمك؟ أريد أن أتعرف عليك حتى جاء يوم مرضت خلاله في المدرسة أصبت بالجدري المائي الذي يكون يشبه القرح وذلك الفتي كان كالمجنون لأنه أراد أن يدخل ليراني ومديرة المدرسة كانت تقول له لا يمكنك الدخول لأن هناك فتيات أخريات بالداخل هناك فتيات كثيرات وكان يرسل لي الدواء وكذلك نقودا لشراء الدواء وكان يسأل عن أحوالي ويقول لهم فلنحملها إلى الطبيب والمديرة كانت تقول له لا تقلق نحن نهتم بها وعندما تحسنت حالتي لم أكن أريد أن يراني فقد كان وجهي مليئا بالبثور وكنت فاتحة وكان هو يقول أنا أريد أن أراها والمديرة تقول له لا يمكنك أن تراها فهي مريضة ولديها بثور كثيرة في وجهها وشكلها قبيح فيجيب لا أنا أريد أن أراها كما هي، كان يريد أن يتزوجني ولكن عائلتي لم تقبل كانوا يقولون لا هذا العربي سوف يرحل سوف يتركك وحيدة سوف تربين أبناءك بمفردك كما لو أنه لم يكن لديك زوج أبدا وكانت أمي تعاقبني أمي المسنة هذه كانت شديدة جدا ومن شدة ضيقي عزمت ذات يوم لأنهم كانوا ينهرونني ويضربونني وذات مرة أتى وحملت أمتعتي ورحلت معه، أمي وأبي قاطعاني وكانا يريدان قتلي ولم يعودا للتحدث معي إلا بعد ولادتي لطفلي الأول، إذاً عشنا لسنوات طويلة في قرية ماروا وكنت أساعده كثيرا في عمله كان لديه محل كبير كان لديه محل مشروبات وحانة ومحل مفروشات وكان يمتلك شارعا فيه اثنا عشر بيتا كنا قد اشتريناهم هناك وكنت أنا المسؤولة عن النقود كنت أذهب لإيداعها في المصرف وذات يوم قلت له أريد أن نرجع إلى بويرتو أياكوتشو فالأولاد أخذوا يكبرون ولابد أن ندخلهم المدارس كان يبدو كملك القرية عند رحيلنا من هناك لأنه كان طيبا جدا مع الجميع كنت ترى الناس تبكي والنساء والعجائز لم يكونوا يريدوننا أن نرحل عنهم لأننا كنا نساعدهم كثيرا فلم نكن نأخذ النقود من المحتاجين بل كنا نهديهم الأشياء هؤلاء الناس أعني العرب حساسون جدا ففي البداية عندما بدأت أعيش معه لم يكن يريدني أن أتحدث مع أحد لم يكن حتى يريدني أن أذهب لأرى عائلتي وكان هذا هو سبب العراك بيننا لأنني كنت أعارضه وكان لابد لي من زيارة عائلتي فمن غير المعقول ألا أزورهم ونحن نعيش في قرية صغيرة فكان يوصد الباب ويغلقه بالمفتاح بعد ذلك تألف هو مع عاداتي وأنا ألفت عاداته لأننا كنا صغارا لم نكن نعرف الكثير، ذات يوم ذهب إلى سوريا ومكث هناك حوالي أربعة أشهر فقلت لنفسي ربما لن يعود ولكن أحد أبناء بلده قال لي إنه سيتزوج من امرأة عربية من هناك وهذا ما كان وعندما عاد بالطبع لم أتشاجر معه كل أولادي كانوا قد كبروا ودخلوا المدارس فتكلمنا بحكمة لأنني لم أكن أريد أن أستمر في العيش معه وأبنائي كانوا يكبرون وأنا كنت أعرف أنني لن أذهب أبدا إلى بلاده وأنه لن يأخذني إلى هناك لأنني سأتشبث بالبقاء هنا مع أولادي وبعد ذلك قال لي إننا سنظل معا كما كنا في السابق وسوف أعطيك المصروف الشهري ولن ينقصك شيء وعندما تحتاجين إلي سوف تجدينني فقلت له لا، لا أريد أن أكون عزيزة عليك بدلا من الحفاظ على مكانتي كامرأتك التي ساعدتك كثيرا لكي تجمع ثروتك ولكي تصبح التاجر الذي أنت عليه الآن والآن ستذهب وتتركني مع أولادي حسنا إذاً اذهب وتزوج من بنت بلادك ولكننا بقينا أصدقاء يحاول كل منا الاتصال بالآخر دائما وهو على اتصال بالأولاد، الأولاد دخلوا الجامعة وكان يرسل لهم المصروف الشهري وساعدني كثيرا فيما يخصهم هو يعيش الآن في مدينة بوليفار، والد الأولاد تشوليتو هو الذي يقوم بتحضير هذا بنفسه وهذه حلوى عربية تعدها زوجة تشوليتو تعد هذه الحلوى وترسلها لنا نتبادل مانيوكو مقابل حلوى عربية نحن نرسل لهم المانيوكو وهم يرسلون لنا الحلوى العربية.

المشاركة الثانية: ذهب أبي إلى لبنان مرتين ولكنه لم يكن يطيل البقاء هناك مجرد شهر واحد عندما سافر للمرة الأولى كان السبب أنهم كانوا قد اختاروا له عروساً فبدا وكأنه سيبقى هناك ولن يعود لنا مرة أخرى لكنه عاد بعد شهر وبعد هذا بأعوام ذهب مرة أخرى وقد اعتقدنا أيضا أنه سوف يبقى لأن العائلة كانت قد استدعته ولكنه عاد إلى هنا لقد ذهب لمرتين اثنتين فقط إذاً.. وبقي هنا لا أعرف كان يمكث هناك وقتا قصيرا ثم يعود كانت لديه ابنتان في لبنان كانتا تراسلانه وكان يرد على خطاباتهما ولكنه لم يعد إلى هناك بعد ذلك.

إليسا رودريغز: كان قد حكى لي أنه قبل مجيئه إلى هنا كانت لديه زوجة هناك وإن كانت بينهما مشاكل لا أعرف من أي نوع.

المشاركة الثانية: نحن نعتقد أنه لكون أمي من السكان الأصليين فإن أقارب أبي لا يحبوننا لأننا أولاد امرأة من السكان الأصليين ولذلك لم نرغب في التعرف عليهم.

المشاركة الثالثة: وأعتقد أن العرب هنا أبعدوا أبي عن مجموعتهم بسبب أمي لأنه كان يعيش مع امرأة هندية أعتقد أن هذا هو السبب لكن هذا لا يعني أي شيء بالنسبة لي وإن كان يؤلمني عندما كان أبي على قيد الحياة من أجله هو وليس من أجلي، فأنا فنزويلية أكثر مني عربية.

إليسا رودريغز: أخوه أبو ليلى لا يحبني لأنني هندية كان يقول له خذ منها أولادها لنأخذهم إلى لبنان لأن هذه الهندية لن تعرف كيف تربي أولادا وزوجي كان يقول له لا لن آخذ منها أولادها وأنا من سينفق على أولادي وزوجتي ولن يعولهم أحد غيري وسوف أعمل لكي أعول امرأتي الهندية.

[تعليق صوتي]

ربما لم تكن حياتنا مثالية لكننا عشناها حياة حقيقية كنا أحيانا نتأقلم مع الحال وأحيانا نؤقلم الحال معنا، لم نعش في غيتو بل اختلطنا وتفاعلنا ولهذا عندما نقول إننا عشنا فنحن نعني كل ما في الكلمة من معان كنا أحياء.

إليسا رودريغز: كنت أعد الطعام وكنت سأذهب لشراء الجبن وحين قلت له ذهب هو لشراء الجبن ركب السيارة وقال لي انتظريني سأذهب وأعود بسرعة كنت سأذهب أنا مع حفيدي الصغير وعندما ذهب كان ينتظره أناس بالخارج طلبوا منه أن يوصلهم وقال أحدهم أمي مريضة أريد أوصلها إلى المستشفى وبما أنه لم يكن إنسانا سيئا قال لهم طيب اركبوا واستدرجوه إلى خارج المدينة وربطوه بسلاسل داخل السيارة وقال له أحدهم هذا اليوم يومك سوف نقتلك اليوم وعندما رأيته بعد ذلك كانوا قد ضربوه ضربا مبرحا وركلوه ومنذ ذلك الوقت وهو لا يمشي ولم يعد يتكلم تعب وظل يزداد تعبا وتعبا نحن نحمله إلى المستشفى وكثيرا ما نفعل دون أن يتكلم أحيانا فقط كان يتكلم العربية دون أن أفهمه.

المشاركة الثانية: نعم نسي الأسبانية وأصبح يتكلم العربية فقط ولأننا لم نكن نفهمه كان يثور ويغضب وكان علينا أن نبحث له عن صديق عربي ليتحدث معه وكي يفهمنا ماذا يقول.

إليسا رودريغز: أعتقد أنني أموت قال لي لن أستطيع أن أذهب إلى بلادي فشعرت بحالة سيئة وقلت لنفسي هذا الرجل ليس بخير ثم قال لي سوف أغني لك وبدأ يغني لي بالعربية وجلست إلى جواره قلت له هل أنت بخير؟ قال لي نعم أنا بخير وذات يوم كنت نائمة بجواره فقال لي أعتقد أن زوجتي اللبنانية قد ماتت لأنها جاءت الآن لتأخذني أنظري ها هي تنظر إلي وتقول لي فلنذهب، فلنذهب لماذا تأتي لتأخذني؟ إنها جالسة هناك تنظر نحوي أنا أعتقد أنها كانت فعلا زوجته لأنهم قالوا لي إنها كانت قد ماتت بالفعل وعندما أسندت رأسي هكذا على السرير لم أكن أعرف أنه قد مات فأنا لا أعرف متى توفى لقد توفى هادئا مربع اليدين، عندما استيقظت كان وجهه ورديا زوجي كان طيبا جدا عشت سعيدة معه كان يحب أولاده كثيرا وشاركني في تربيتهم وكان سعيدا مع أولاده ولم نتعارك أبدا الآن أعيش وحدي مع بناتي مات زوجي ولن يكون لي زوج غيره أبدا.