الواقع العربي

إغلاق مقرات الإخوان بالأردن.. ماذا بعد؟

سلطت حلقة (12/2/2016) من برنامج “الواقع العربي” الضوء على دلالات إغلاق السلطات الأردنية مقرا لجماعة الإخوان المسلمين على خلفية انقسام التنظيم إلى جماعة مرخصة وأخرى غير معترف بها.

العلاقة بين الحكومة الأردنية وحزب جبهة العمل الإسلامي الذي يمثل الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في توتر متصاعد، وجديد ذلك شهدته العقبة (جنوب البلاد)، حيث أغلق محافظ المدينة مقرا للحزب والجماعة معاً، بدعوى مخالفته النظم المعمول بها.

رد فعل الجماعة لم يتأخر، حيث وصفت القرار بالتعسفي، وقررت الطعن فيه لدى القضاء الإداري، نافية وجود أي علاقة بينه وبين ما سمّته خلافا قضائيا حول ملكية العقارات بين الجماعة وأي جهة أخرى، في إشارة إلى مجموعة انشقت عن الجماعة الأم وشكّلت "جمعية الإخوان المسلمين"، وهي التي يعترف بها النظام.

حلقة (12/2/2016) من برنامج "الواقع العربي" سلطت الضوء على دلالات إغلاق السلطات الأردنية مقرا لجماعة الإخوان المسلمين على خلفية انقسام التنظيم إلى جماعة مرخصة وأخرى غير معترف بها.

رئيس مركز دراسات دار العروبة في الأردن سلطان الحطاب قال إن قرار الإغلاق يأتي بوصفه محاولة لفض خلاف بين من كانوا في المقر ومن آل إليهم المقر، وإقدام المحافظ على إغلاق المقر لا يحمل بعدا أو دلالات سياسية بقدر كونه يريد فض اشتباك قد يقع مع الجمعية المرخصة التي آلت إليها الكثير من المقرات والمدارس والمستشفيات.

في المقابل، رأى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عمر عياصرة أن الخطوة تحمل كل دلالات المعاني السياسية، وأنها تتضمن رسائل واضحة تُوجه من قبل الدولة الأردنية إلى جماعة الإخوان المسلمين، وخلص إلى أن الأمر ليس مجرد نزاع على مكان، وأن الجمعية المرخصة هي أداة تستخدمها الدولة وقتما تريد.

وأضاف عياصرة أن الرسالة الأولى هي استمرار الصراع بين الدولة والجماعة، أما الرسالة الثانية فهي لحالة التوافق التي بدأت تظهر داخل جماعة الإخوان بين مراقبها العام همام سعيد ومجموعة الحكماء، ورسالة ثالثة للقيادي زكي بن أرشيد الذي أُفرج عنه قبل شهر كأنها تقول له: اخرج من القمقم وحدثنا.

وأكد عياصرة أن مثل هذا الإغلاق ربما يتم استنساخه في أماكن أخرى، وذهب للقول "أعتقد بأن الدولة ماضية في ذلك".

الربيع العربي
لكن حطاب قال إنه لا يعتقد بأن للدولة علاقة بالصراعات الداخلية في جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا العلاقة التاريخية بين النظام والجماعة، التي كانت جزءا من النظام، وشغلت مواقع بالسلطة التنفيذية.

وأشار حطاب إلى أن الإخوان اعتقدوا تزامنا مع الربيع العربي ووصولهم إلى السلطة بمصر أن بإمكانهم تحقيق مساحات أكبر لهم في الأردن، وهذه الانشقاقات بالجماعة جزء من عدم قدرتهم على التكيف مع الدولة.

بينما يرى عياصرة أن النقاش داخل جماعة الإخوان يحمل طابعا تنظيميا هيكليا، وهذا ما يؤذي صورة الجماعة في الأردن، وأضاف أن مسؤولين كبارا سابقين تحدثوا بصراحة مع قيادات بالجماعة عن غضب الدولة من الإخوان بسبب موقفهم من الربيع العربي.

من جهته، قال حطاب إن التوتر نتاج خشية الدولة من أن حزب جبهة العمل الإسلامي -ومرجعيته جماعة الإخوان المسلمين- سيفضل امتداده الخارجي بوصفه تنظيما عابرا للحدود على الولاء الوطني في وقت تموج فيه المنطقة بصراعات وانقسامات.