الواقع العربي

من السودانيون الذين يتوعدهم عمر البشير؟

سلط برنامج “الواقع العربي” الضوء على تهديدات الرئيس السوداني بملاحقة كل من يرفض التوقيع على وثيقة الحوار الوطني، واعتبار كل من لا يقبل بها عدوا للشعب السوداني.
توعد الرئيس السوداني عمر البشير بملاحقة كل من يرفض التوقيع على وثيقة الحوار الوطني، واعتبر في كلمة له أمام حشد جماهيري بالخرطوم أن من لم يقبلها عدو للشعب السوداني. وقال إن من يأتي من المعارضين مسالما سنقبله، "وإلا سنلاحقهم أينما وجدوا في الغابة أو تحت أي جحر".

وكان مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقي قد استقبل وفدا عن "قوى نداء السودان" الرافضة لأسلوب الحوار الذي عرضته الحكومة السودانية، وهي خطوة أغضبت الرئيس البشير لأن تلك الأحزاب ليست طرفا حكوميا ولا رسميا.

فما هو الحوار الوطني في السودان؟ ومن هم رافضوه؟ ولماذا يهددهم البشير بهذه اللهجة؟ وأي واقع يفرضه هذا المناخ على المشهد السياسي السوداني؟ هذا ما كان مدار حلقة الثلاثاء (2016/10/11) من برنامج "الواقع العربي".

أستاذ برنامج العلوم السياسية والعلاقات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا عبد الوهاب الأفندي قال إن الحوار جاء بمبادرة من الرئيس البشير عام 2014، ورحبت به غالبية السودانيين الذين فهموا أن الرئيس يريد تقديم تنازلات مهمة في مجالات حرية العمل السياسي والانتخابات الحرة والنزيهة وحرية التعبير.

وأضاف أن أسماء هامة خرجت من الحوار، ومن بينها الصادق المهدي وغازي صلاح الدين بعد الشكوك التي بدأت تحوم حول الحوار.

وزاد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم الطيب زين العابدين بأن غالبية الأحزاب رحبت بالحوار ما عدا أحزاب يسارية على رأسها الحزب الشيوعي وحزب البعث العربي الاشتراكي.

ولفت إلى لجنة تشكلت سميت لجنة "سبعة+سبعة" نتجت عنها الدعوة إلى بناء الثقة بين الأحزاب والحكومة وإطلاق سراح المعتقلين وإتاحة حرية النشر وعدم مصادرة الصحف والسماح للقوى السياسية بإقامة أنشطتها بحرية، وقد نفذ البعض منها فقط، مما أدى إلى ضعف الثقة في الحوار.

الأفندي ذهب إلى التوصيات الناجمة عن الحوار ورغم ضعفها فإن المأمول هو تطبيقها، إذ إن الاعتماد ليس فقط على وجود النص الجيد، فدستور 2005 قبل التعديلات عليه يعد من أفضل الدساتير في العالم وأنجز برعاية دولية، لكن الحكومة لم تطبق منه إلا القليل.

وأشار إلى أن حزبا يحكم منذ العام 1989 لا يحتاج إلى الحوار مع أحد، فلماذا لا تجذب الجماهير وتبني البلد بدل هدمه، لافتا إلى أن الحكومة يمكن أن تحاور عمليا بتنفيذ بعض التوصيات كعدم مصادرة حق التظاهر السلمي ونشاط الأحزاب وتحسين الخدمات الصحية.

أما عن تهديدات البشير فقال الطيب زين العابدين إنه يقصد بها الحركات المسلحة، ولكنه في الوقت عينه أراده خطابا تعبويا للمؤيدين، واعتبره فلتة من فلتات الرئيس حين يأخذه الحماس ويتحدث خارج النص.

وكانت الجزيرة قد أجرت استفتاء في صفحتها على تويتر وطرحت السؤال التالي: كيف ترى تهديدات البشير بملاحقة رافضي وثيقة الحوار الوطني؟

– 48% رأوا أنها تجميع للصف الوطني.
– 16% قالوا إنها تفتيت للصف الوطني.
– 36% رأوا أن لا تأثير لها.

وعلق الأفندي على نتيجة الاستفتاء مستغربا كيف تكون التهديدات تجميعا للصف الوطني؟! وأوضح أن اللقاء الذي تحدث فيه البشير كان يفترض أن يكون ترويجا لمخرجات الحوار، ولكن عقلية النظام كانت تشير إلى أن المسألة ليست حوارا بين فرقاء، بل انتصارا على خصوم، فالتهديدات -كما يضيف- لا تتوافق مع فكرة الحوار.