الواقع العربي

تقرير ماكلدريك.. هل أظهر حجم المعاناة بتعز؟

ناقشت حلقة (24/1/2016) من برنامج “الواقع العربي” نتائج زيارة منسق الشؤون الإنسانية الخاص باليمن جيمي ماكلدريك لتعز وإب، وما جاء فيها من حقائق حول الوضع المأساوي هناك.

انتقد عبد الرقيب سيف فتح وزير الإدارة المحلية ورئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية ما خلصت إليه زيارة منسق الشؤون الإنسانية الخاص باليمن جيمي ماكلدريك لتعز وإب، رغم قوله إنهم رحبوا مع ذلك بهذه الزيارة كبادرة أولى لمدينة محاصرة منذ حوالي عشرة أشهر.

وأكد بيان أصدره ماكلدريك تردي الوضع المعيشي في تعز وأنها تعاني شحًا حادًا في المواد المعيشية الأساسية، لكن بعض المراقبين اتهموا المسؤول الأممي بعدم إظهار الحجم الحقيقي لمعاناة المحاصرين في المدينة.

وقال الوزير اليمني إنهم تحدثوا مرارا عن كون تعز مدينة منكوبة، ومنافذها محاصرة من قبل مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وتمنع عنها الأدوية والغذاء، وإن بيان ماكلدريك لم يكن وفقا للمتوقع، ولم يعبر بصورة رئيسية عن واقع المدينة.

وأضاف أنهم كانوا يتطلعون إلى أن يلتزم البيان الأممي بالحيادية، مشيرا إلى أنه لم يتحدث عن الطرف المعيق والمحاصر للمدينة وتحدث عن أطراف عدة، وقال إن الأمم المتحدة لا تلتزم باتفاقية جنيف وملحقاتها التي تلزم المنظمات الدولية بالتواجد في مناطق النزاع.

وبحسب الوزير فإن المنظمة الدولية تشخص المشكلة فقط، وكشف أنهم طلبوا إيصال المواد الغذائية إلى تعز عبر ميناء عدن حتى لا تقع في أيدي المليشيات الحوثية، ولكن لم يستجب لهذا الطلب.

من جهته، وصف الأمين العام لنقابة الأطباء ومدير المستشفى الميداني بتعز الدكتور صادق الشجاع الوضع في المدينة بأنه مأساوي، وقال إن زيارة الوفد الأممي دليل على الحصار الخانق الذي تتعرض له المدينة، وتحدث عن قصف يومي يستهدف المستشفيات، وعجز شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية.

وكشف أن أقسام العناية المركزة والعمليات أوقفت في مستشفيات بسبب أزمة الأوكسجين الخانقة، وأن 1500 شخص قتلوا حتى الآن جراء هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه المدينة، والتي قال إن الوفد الأممي الذي زارها جلب معه ثلاثة آلاف سلة غذاء لا تكفي حتى حي واحد بتعز.

آلية
وردا على كلام الضيفين اليمنيين، أوضح المنسق الأممي جيمي ماكلدريك أنهم شاهدوا حجم المعاناة في تعز، وكيف أن الناس هناك تكافح من أجل الحصول على الغذاء والدواء، لكنه برر عدم دعوته لرفع الحصار في تقريره عن هذه المدينة بقوله إن المسألة تعود لأطراف أخرى.

وشدد المسؤول الأممي على ضرورة إيجاد ما أسماها آلية للتفاوض وبناء الثقة، من خلال الحديث مع مختلف الأطراف حتى تدرك أن المساعدات الإنسانية يجب أن تتصدر الأولويات، وقال إنهم ينوون توسيع نطاق عملياتهم مستقبلا وتقديم المساعدات للناس في تعز وصعدة وغيرهما.