الواقع العربي

الاتحاد الاشتراكي المغربي.. شعبية تتآكل وإستراتيجية غائبة

بحثت حلقة “الواقع العربي” واقع حزب الاتحاد الاشتراكي وتيار اليسار في المغرب ومدى فاعليته وتأثيره السياسي في المغرب.

يُشكل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المغرب نموذجا لتجربة تيار اليسار والأدوار التي لعبها هذا التيار منذ استقلال المغرب.

فبعد عقود من المعارضة والصراع، شهدت العلاقات بين حزب الاتحاد الاشتراكي والنظام انفراجا مطلع التسعينيات، حيث تفاوض عدد من قيادات الحزب مع الملك الراحل الحسن الثاني، مما مهد الطريق لتوافق سياسي أسفر عن تعديل الدستور عام 1996 ليتولى الحزب بقيادة عبد الرحمن اليوسفي رئاسة ما عُرفت بحكومة التناوب عام  1998, وهي أول مرة تقود فيها المعارضة اليسارية حكومة في المغرب.

وفي مقابل تراجع أداء الحزب في الانتخابات المتتالية الأخيرة وتزايد وتيرة التصدع الداخلي، تتبلور جهود عدد من أحزاب اليسار المغربي لإنعاش التيار النضالي وملاءمة خطابه السياسي مع التغيرات الحالية في الحياة السياسية في المغرب بعد دخول أطراف جديدة على خط المواجهة السياسية ممثلة في التيار الإسلامي والتيار الليبرالي الحداثي.

حلقة الثلاثاء 1/9/2015 من برنامج "الواقع العربي" بحثت واقع حزب الاتحاد الاشتراكي وتيار اليسار في المغرب ومدى فاعليته وتأثيره السياسي في المغرب.

تراكمات
ويعتبر محمد الهاشمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة ابن زهر أن الوضع الذي يعيشه الاتحاد الاشتراكي هو نتيجة لإدارته للشأن العام في حكومة عام 1998، حيث لم يكن منسجما مع قيمه ومبادئه اليسارية التي روج لها، وشرع في خصخصة عدد من المؤسسات العمومية مما اعتبر تحولا في أيديولوجية ومبادئ الاتحاد الاشتراكي.

كما أن عدم قدرته على إدارة الخلافات الناجمة من تحوله من حزب يعبئ الجماهير إلى مشارك في الحكومة ساهم بشكل كبير في تراجع شعبيته.

ويعتقد الهاشمي أن تحمل الاتحاد الاشتراكي المسؤولية في 1998 كان نوعا من القبول بأنصاف الحلول في سياق وظروف لا يسمح له فيها بتنفيذ سياسته ومبادئه وبرامجه.

من جانبه، لفت الأستاذ والباحث في العلوم السياسية إدريس قصوري إلى أن الاتحاد الاشتراكي لم يستطع التكيف مع التغييرات التي شهدها المغرب والعالم العربي.

مسارات غريبة
ويرى أن الاتحاد الاشتراكي سواء من حيث التنظيم أو الإستراتيجية لم ينجح بالشكل اللازم وسقط في فخ المشاركة في مسارات غريبة عنه دون إعادة الالتحام بمرجعيته وقاعدته الشعبية، ولهذا تآكلت شرعيته وشرعية قيادته.

وأشار قصوري إلى أن الحزب لم يسع إلى جسر الهوة مع الشارع المغربي، وانشغل بالتنظيم الأفقي ولم يعر التعاون مع الجماهير اهتماما كبيرا.

وأعرب عن اعتقاده بأن الربيع العربي أعطى فرصة لليسار لإعادة بناء ذاته والتصالح مع الواقع المغربي والعربي, لكنه خالف موعده مع التاريخ بسبب عدم وجود قيادات مبدعة.

وقال إن الاتحاد الاشتراكي لم ينصت لنبض الشارع ولم يتبن تحالفات لبناء برامج اقتصادية تستجيب لمطالب وحاجيات المجتمع المغربي، مضيفا أن الحزب ظل يتبنى مفهوما خياليا وغير واقعي للديمقراطية.

ويرى أن اليسار يحتاج إلى زمن طويل للعودة للشارع المغربي من خلال فهم تعقيداته وصياغة برامج واقعية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.