الواقع العربي

الحوزات الشيعية ودورها السياسي

سلط برنامج “الواقع العربي” الضوء على أوضاع وأدوار الحوزات العلمية الشيعية بظل الصراعات التي تشق المنطقة العربية حاليا، وهل تلعب هذه الحوزات دورا سياسيا أبعد من دورها كمؤسسة دينية ثقافية؟

أكثر من مجرد مؤسسة دينية ثقافية، ذلك ما يقوله التاريخ القديم والحديث عن الحوزات العلمية الشيعية، حوزات عكست من خلال تفكير وسلوك أعلامها مزاج طائفة إسلامية تفاعلت كغيرها مع تحولات التاريخ.

في المشهد العربي الراهن -الذي تشقه الصراعات- يبدو واحد من تجلياته الأبرز الصراع الطائفي وما يثيره الدور الإيراني الذي تلعبه في الجوار العربي من جدل إعادة الاهتمام بالحوزات بحثا عما يسكنها ويصدر عنها.

الباحث في الشؤون الإقليمية نجف علي ميرزائي تحدث من إيران في حلقة 7/7/2015 من "الواقع العربي" نافيا في كل الحوزات الشيعية والسنية من يدعو إلى عدم التدخل في السياسة، بل إن القول بتسييس الحوزات مع مجيء آية الله الخميني غير صحيح، متسائلا "كيف يسيس الإمام الخميني ما هو مسيس أصلا؟".

الفكرة التي يستند إليها ميرزائي تقول إن الحوزات لها دور ثوري وحضاري، أما الإطار الفردي الذي لا يتدخل في السياسة كمجال عام فقد فرضه الاستبداد بينما المراجعات في النظريات "الحوزوية" جعلت من الشأن العام مطلبا، وإن الثورة الإسلامية في إيران هي من ثمار الحركة التجديدية للحوزة، كما قال.

وبشأن موقف الحوزة الشيعية مما يجري في العراق وسوريا وما يجره ذلك من تعميق الشقاق بين المسلمين قال إن الثورة الخمينية جعلت من القضية الفلسطينية قضيتها بينما نسيها العرب، وإن إيران دعمت حماس وهي سنية، مع تحفظه على ما قال إنها ثنائية شيعي سني التي يرفضها.

مذهب شيعي بريطاني
ولفت أخيرا إلى أن الحوزة ليست معصومة عن الخطأ، فهناك تيار شيعي هو "المذهب الشيعي البريطاني" على غرار "التسنن الأميركي"، وهؤلاء مفسدون، مشيرا إلى ياسر حبيب المقيم في لندن الذي تصدر عنه تصريحات طائفية تجاه أهل السنة.

بدوره، طالب رئيس المركز العربي للحوار والدراسات عباس الجوهري بوضع الإصبع على الجرح دون مواربة في قضية إذكاء الصراع الطائفي، لافتا إلى أن القتل الطائفي أو الدعوة إليه تتم باسم الله.

ومضى يقول "هناك نصوص تدعو إلى الذبح" وهناك من يدعو باسم الفقه الشيعي إلى صب الزيت على النار، منتهيا إلى أن من يقتلون يذهبون إلى التراث ويأخذون حججهم، وأنه "إذا أردنا أن نصلح يجب أن نذهب إلى التراث لننقيه حتى لا يتلاعب به الصبية".

أما الحركة الإحيائية التي ربطها ميرزائي خصوصا بالخميني فقال الجوهري إن ثمة محاولات سبقت ذلك، ومنها ثورة العشرين في العراق ضد الاستعمار البريطاني.