الواقع العربي

خريطة السلفية الجهادية في المغرب العربي

سلط برنامج “الواقع العربي” الضوء على خريطة وأدوار الحركة السلفية الجهادية التي واجهت نظما حاكمة في منطقة كشفت ثورات الربيع العربي هشاشة أوضاعها الأمنية والسياسية والتنموية.

من تنظيمات جهادية وكتائب مسلحة متعددة إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، نالت منطقة المغرب العربي بموقعها الإستراتيجي نصيبها من تجليات ظاهرة السلفية الجهادية.

وسلطت حلقة 3/7/2015 من "الواقع العربي" الضوء على خريطة وأدوار الحركة السلفية الجهادية التي واجهت نظما حاكمة في منطقة كشفت ثورات الربيع العربي هشاشة أوضاعها الأمنية والسياسية والتنموية.

فبعد "الجماعة الإسلامية المسلحة" و"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، سعى السلفيون في عام 2006 لجمع شتاتهم في بلاد المغرب، وأعلنوا تشكيل تنظيم القاعدة، مما دفع الدول المغاربية للالتفات للظاهرة لتلافي ما عرف بالسيناريو الجزائري.

فما العوامل التي أسست لحضور هذه الجماعة الإسلامية؟ يقول الباحث التونسي في شؤون الجماعات الإسلامية محمد الحاج سالم إن السلفية طيف واسع وليست متجانسة بالضرورة، ولكنها بالمجمل ذات عمق تاريخي ضارب في البلاد المغاربية كسلفية جامعة القرويين في المغرب والزيتونة في تونس وجمعية العلماء في الجزائر والحركة السنوسية في ليبيا.

التجربة الأفغانية
ووصف هذه السلفيات بالتقليدية الإصلاحية. لكن السلفية الحاضرة الآن تستمد مرجعياتها من تجربة الأفغان العرب بالخصوص، وبالتالي هي حركات تعتمد على الكفاح المسلح استنادا إلى نجاح التجربة الأفغانية التي تقول إن التغيير يجب أن يكون باليد، حسبما أشار الحاج سالم.

ولفت إلى أن الجماعات السلفية ذات بعد أممي، فهي غير متجانسة من ناحية الجنسيات، فتجد أن جبل الشعانبي في تونس يضم غير تونسيين من العرب وأجانب من أفريقيا أكثر من التونسيين، ولكن هذا لا ينفي أن ثمة محاولات سلفية للانضواء تحت عباءة وطنية.

وأضاف الحاج سالم أن الثورة قدمت عفوا للسلفيين ممن كانوا سجناء في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، بل إن من السلفيين من حصل على وظيفة في الدولة على أساس أولويته كسجين سياسي سابق، الأمر الذي أثار نقاشات حتى الآن حول أن العمل في الدولة يعني الاعتراف بها.

من ناحيته قال الباحث الموريتاني في شؤون الجماعات الإسلامية محمد محمود أبو المعالي إن الأفغان العرب حين عادوا من أفغانستان عادوا بأفكار جديدة وتدريبات عسكرية ورغبة جامحة في التغيير بالسلاح.

وأشار إلى حركة سلفية قادها الشيخ بويا علي في الجزائر  قاتلت الدولة الجزائرية بحجة وقوفها مع الاتحاد السوفياتي. لكن المنعطف الأكبر والأخطر في رأيه هو إلغاء انتخابات 1992 في الجزائر التي فاز بها الإسلاميون، والتي تفجرت على أثرها سنوات عشر دامية راح ضحيتها مئات ألوف الجزائريين.

وأوضح أبو المعالي أن الحركات السلفية في المغرب العربي لا تعتبر غريبة حتى لو ولدت خارج البلاد، فهي صارت ابنة المنطقة، تماما كحال الحركات الإسلامية الأخرى التي ولدت في مكان ثم انتشرت في باقي البلاد كحركة الإخوان التي انطلقت في مصر وجماعة التبليغ التي ولدت في الهند.