الواقع العربي

مواقف الصين من الملفات العربية الساخنة

سلطت حلقة “الواقع العربي” الضوء على علاقات الصين بالعالم العربي ومواقفها من قضاياه، وملفاته الساخنة في سوريا وفلسطين وغيرهما.

طرقت سلع الصين أبواب كل البيوت في العالم -ومن بينها بيوت العرب- منذ أن فتحت أبوابها على الانفتاح الرأسمالي. غير أن ما يهم العرب أكثر بشأن الصين في السنوات الأخيرة هو مواقفها من القضايا العربية التي دخلت طورا غير مسبوق منذ قيام ثورات الربيع العربي.

واتخذت الصين موقف الصمت والتحفظ من ثورات تونس ومصر، في حين أشهرت حق النقض (فيتو) في وجه كل القرارات الأممية التي سعت لوقف قمع النظام السوري لشعبه، ولنصرة سعي السوريين إلى إحلال الديمقراطية محل نظام دكتاتوري جثم على صدورهم لعقود طويلة.

حلقة الجمعة (17/7/2015) من برنامج "الواقع العربي" سلطت الضوء على علاقات الصين بالعالم العربي ومواقفها من قضاياه وملفاته الساخنة في سوريا وفلسطين وغيرهما.

مراحل سياسية
حول هذا الموضوع يقول الدبلوماسي الصيني السابق وعميد كلية الدراسات العربية في جامعة الدراسات شوي غو تشينغ إن هناك اختلافا في وجهة النظر الصينية فيما يتعلق بالملف السوري مع بعض الحكومات العربية.

ويرى تشينغ أن القرارات الصينية في هذا الملف هي الصحيحة لأن السنوات التي مضت منذ اندلاع الأزمة السورية أثبتت أن سقوط النظام لن يحل المشكلة.

وأكد الدبلوماسي الصيني السابق أن الشعب الصيني يكنّ للشعوب العربية مشاعر ودية، ويعتبره من الشعوب الصديقة في المراحل المختلفة وحتى الآن، ولكن ما يحدث في السنوات الأخيرة يثير قلق وحزن الشعب الصيني.

وتابع "نستغرب للكثير من الأشياء التي وقعت في العالم العربي.. الانقسامات والحروب لحل المشاكل الداخلية.. كل ما يحدث لا يخدم المصالح العربية العليا سواء القريبة المدى أو البعيدة".

وشدد تشينغ على أن موقف بلاده من القضايا العربية -وخاصة القضية الفلسطينية- موقف واضح وليس غامضا، فهي مع حل الدولتين ومع إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وبرر الدبلوماسي الصيني موقف بلاده الذي وصفه "بالمغيب" في الفترة السابقة، بأنها كانت تركز جهودها على التنمية، ولذلك لم يكن بالإمكان أن تكون عدوا مباشرا للولايات المتحدة.

لكنه أضاف أنه مع زيادة مصالح بكين في الشرق الأوسط بدأت تلعب دورا أكثر فاعلية في الملفات الساخنة بالمنطقة، غير أنه تنقصها خبرة في الملفات الشرق أوسطية وهي ملفات معقدة جدا، بحسب رأيه.

عتاب عربي
من جهته، اعتبر عميد كلية الأمير الحسين للدراسات الدولية فيصل الرفوع أن للعرب مع الصين الكثير مما يجمع أكثر مما يفرق، وذلك رغم العتاب العربي على الصين وسياساتها الناعمة والكامنة وغير الواضحة في الكثير من الأحيان، بدءا من القضية الفلسطينية وانتهاء بموقفها الغامض من الربيع العربي، وفق قوله.

ويرى الرفوع أن العرب تأخروا في بناء علاقاتهم مع الصين، بينما استثمرت إسرائيل واقع الصين ومستقبلها الواعد أكثر، فكانت من أوائل الدول التي اعترفت بها وبنت معها علاقات.

وتابع أن الصين أقامت علاقات متطورة مع إسرائيل لمعرفتها بأن الوصول إلى قلب البيت الأبيض الأميركي يمر عبر تل أبيب، بحسب قوله.

وقال الرفوع إن الصين لا تخسر شيئا في العالم العربي بعلاقاتها مع إسرائيل، لأنه ليس هناك موقف عربي ثابت تجاه السياسات الصينية في المنطقة وإزاء الملفات الساخنة فيها.