الواقع العربي

أوضاع العمال العرب زمن الربيع العربي

سلطت حلقة “الواقع العربي” الضوء على أوضاع العمّال العرب في عيدهم، ولا سيما بدول ما يعرف بالربيع العربي، وناقشت انعكاسات الثورات المضادة بهذه الدول على العمال.

اختلفت مسارات دول الربيع العربي ومآلاتها على وقع صراعات بعضها دمويّ، جسدت في نظر كثيرين شراسة المعركة بين قوى التغيير المطالبة بالعدالة الاجتماعية والحريّات، وقوى الثورة المضادة التي تشمل في نظر منتقديها الدولة العميقة والمنتفعين منها من أرباب المال الفاسد.

وتبدو المعركة مصيرية للعمال العرب الذين فرضت عليهم الثورات المضادّة أوضاعا مأساويّة وردّة تسفه نضالهم من أجل حقوقهم المشروعة.

حلقة الخميس 1/5/2015 من برنامج "الواقع العربي" سلطت الضوء على أوضاع العمّال العرب في عيدهم ولا سيما بدول ما يعرف بالربيع العربي.

وشارك في النقاش من بيروت وزير المال اللبناني الأسبق جورج قـُرُم، ومن تونس الأكاديمي والنقابي عبد السلام الككلي.

تأثيرات العولمة
قرم اعتبر في مستهل حديثه أن الحالة العمالية بالدول العربية في تراجع، لافتا إلى ضرورة الربط بين بروز ظاهرة العولمة وتدهور أوضاع العمال.

وأضاف أن ظاهرة الفساد عالمية أيضا، لكن نسبها في المنطقة العربية تعد السوأى، وفق تقديره.

وأكد أن منطقة المغرب العربي تتميز بتنظيماتها النقابية العريقة، مشيرا إلى أن الاتحاد العام التونسي للشغل يأتي في مقدمة تلك التنظيمات.

وذكر الوزير اللبناني السابق أن الاتحاد قام بدور بناء لمنع انحراف الثورة التونسية عن مسارها.

حوار اجتماعي
من جهته، أوضح الأكاديمي والنقابي عبد السلام الككلي أن الثورة التونسية قامت بسبب ضعف النمو الاقتصادي وانخرام التوازن بين المناطق والجهات وتهميش قطاعات كبيرة من المجتمع وكذلك بسبب البطالة المستشرية.

ورفض أن يكون الحديث عن فساد عالمي مبررا لعدم مقاومة هذه الظاهرة الخطيرة محليا داخل الدول العربية.

وقال إن العمل النقابي في تونس التصق إلى حد كبير بالعمل السياسي، لافتا إلى أن المنظمة النقابية التونسية هي المنظمة الوحيدة التي ينضوي تحت لوائها 600 ألف عضو منخرط.

وبيّن أن الاتحاد العام التونسي للشغل كان دائما عامل توازن في الحياة السياسية والاقتصادية.

ورأى الككلي أن ما ينقص العالم العربي هو حوار اجتماعي، ودعا رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات إلى الإيفاء بالتزاماتهم حيال منظوريهم وحيال الدولة.

كما دعا العمال إلى الابتعاد عن الاعتصامات والإضرابات العشوائية غير المؤطرة نقابيا.