الواقع العربي

بأي عين تنظر روسيا للعالم العربي؟

بحثت حلقة “الواقع العربي” السياسات الروسية بالمنطقة وتحالفاتها المثيرة للجدل مع إيران وحلفاء إيران كالنظام السوري والحوثيين. وتساءلت عن محددات سياستها الخارجية، وانعكاسات تحالفاتها على استقرار المنطقة.

كشف الربيع العربي عن مواقف لروسيا وصفت بأنها منحازة للأنظمة لا للشعوب، بدءا من فتور موقفها تجاه رحيل الرئيس المصري حسني مبارك، إلى استيائها من رحيل الليبي معمر القذافي، إلى دفاعها الواضح عن نظام بشار الأسد الذي لم تتردد في استخدام الفيتو من أجله أربع مرات.

تتوطد شبكة تحالفات روسيا مع إيران، وبالتالي مع تحالفات هذه الأخيرة التي تتمدد في المنطقة حتى البحر المتوسط وترغب في الوصول إلى البحر الأحمر، فنجد روسيا مساندة جماعة الحوثي.

حلقة "الواقع العربي" ليوم 8/4/2015 سلطت الضوء على هذه التحالفات المثيرة للجدل، وتساءلت عن محددات سياسات روسيا الخارجية، وعن مطامحها ومطامعها في المنطقة وانعكاسات تحالفاتها على استقرار المنطقة.

يرى رئيس المجلس الروسي للعلاقات الدولية أندريه كورتينوف موقف روسيا من قضايا المنطقة على غرار ما دأبت بعض النخب السياسية بترديده دائما منذ ثورات الربيع العربي، وهو ما جرى في ليبيا، "فبدل الوصول إلى الديمقراطية رأينا البلد يتفتت"، حسبما قال.

وعلى هذا يلخص رؤيته بأن روسيا حتى لو كانت غير راضية عن بعض الأنظمة فإنها تفضل أن تتخذ موقفا محافظا يدعم الوضع القائم على خيار الفوضى.

ويعيد كورتينوف التذكير بما سماه الدرس الأهم، وهو التدخل الأميركي في العراق، فنظام "صدام حسين لم يكن ديمقراطيا بل قاسيا، لكن نتيجة التدخل كانت نصف مليون قتيل، ومغادرة الكثير من العراقيين بلدهم، والإرهاب".

وأغدق رئيس المجلس الروسي للعلاقات الدولية المديح على إيران قائلا إنه من دونها ما أمكن السيطرة على الحرب الأهلية في طاجيكستان أو محاربة المخدرات القادمة من أفغانستان، وحسب رأيه فإن "إيران ليست صانعة مشاكل".

شواطئ المتوسط
أما في شواطئ المتوسط وسوريا التي تمثل بؤرة الأزمات الراهنة فقال إن "هذه المنطقة قريبة من حدودنا، وهناك الكثير من الزواجات المختلطة بين الروس والسوريين، كما هناك الكثير من الإسرائيليين الذي هم مواطنون روس"، وهناك "المتطرفون" من القوقاز الذين سيؤثرون على استقرار روسيا لدى عودتهم، وأضاف أن بيع الأسلحة ليس البند الأول في إستراتيجية روسيا تجاه المنطقة.

يلخص أندريه كورتنيوف رؤيته لاستراتيجية روسيا تجاه العالم العربي بأن روسيا حتى لو كانت غير راضية عن بعض الأنظمة فإنها تفضل أن تتخذ موقفا محافظا يدعم الوضع القائم على خيار الفوضى

بدوره قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في باريس زياد ماجد إن السياسة الروسية تقوم على عدد من المحددات، منها موقع المنطقة الإستراتيجي بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والمحيط الهندي وما تشتمل عليه من ثروات، ووجود العديد من الأسواق الرئيسية لأسلحتها كمصر واليمن وليبيا القذافي والعراق قبل الاحتلال الأميركي وسوريا التي تعد سابع زبون لروسيا.

وحسب ماجد فإن دعم روسيا للأنظمة الحاكمة ترافق أيضا مع الإسلام السياسي الذي جعلها تتفق مع إيران وحزب الله تجاه خصم واحد، وهو الإسلام السني الذي تواجهه روسيا في القوقاز وآسيا الوسطى.

وردا على مفاضلة كورتينوف بين الأنظمة الدكتاتورية وحمامات الدم والفوضى بأن موقف روسيا سيخلق لها الأعداء، لأنها توصف بأنها شريك في الدم المراق وفي مقدمته دم السوريين ما بين 250 ألف قتيل ومئات آلاف الجرحى، أما مفاوضات جنيف فكان النظام يعطلها بغطاء روسي، حسب قوله.

وحول الوفاق الروسي الإيراني في اليمن قال إن ذلك إيرانيا يرتبط بإحداث ثغرة لابتزاز دول الخليج سياسيا، أما روسيا فلديها رغبة في القول دائما إنه لا ملف يمكن أن يطوى دون المرور بموسكو.