الواقع العربي

لماذا خرقت فرنسا حظر بيع الأسلحة للمتحاربين بليبيا؟

ناقشت حلقة برنامج “الواقع العربي” أسباب الخرق الفرنسي لحظر بيع الأسلحة إلى أطراف الأزمة الليبية، تزامنا مع ضغوط من مليشيات موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر لشراء أسلحة من باريس.

لم تكن تصريحات رئيس الحكومة المنبثقة عن برلمان طبرق المنحل عبد الله الثني مجرد سرد لكواليس صفقة سلاح عادية لم يتحقق إنجازها مع باريس.

فما ورد في التسريبات وما أعقبها من ردود فعل متتالية كشف بشكل ما حقيقة المواقف الدولية من الصراع الدائر في ليبيا، ودورها الفعلي في إطفاء أو صب مزيد من الزيت على الحريق الليبي.

حريق بدت للمليشيات المسلحة فيه يد طولى دفعت الثني للحديث عن ضغوط تعرض لها من تلك المليشيات لإتمام الصفقة، وسط تجاذبات أظهرت ما يقف وراءها من رهانات إقليمية متباينة.

برنامج "الواقع العربي" سلط في حلقته التي بثت الخميس (2/4/2015) الضوء على الخرق الفرنسي لحظر بيع الأسلحة إلى أطراف الأزمة الليبية تزامنا مع ضغوط من مليشيات موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر لشراء أسلحة من باريس.

مصدر إحراج
واستضافت الحلقة من باريس الباحث السياسي في قضايا العالم العربي والإسلامي صلاح القادري، ومن طرابلس الباحث في الشأن الليبي أشرف الشح.

وقال صلاح القادري إن تصريحات الثني التي وردت في التسجيل المسرب تمثل مصدر إحراج للدولة الفرنسية، موضحا أن ما قاله الثني يكشف عن تناقض في الموقف الفرنسي تجاه الأزمة الليبية، مشددا على ضرورة أن تقدم باريس توضيحا حول هذه القضية.

وذكر أن الشعب الليبي يريد أن يفهم الموقف الرسمي الفرنسي تجاه ما يحدث في ليبيا.

واستبعد القادري إمكانية أن تخاطر فرنسا بصورتها وأن تقدم اعتذارات للشعب الليبي، معربا عن قناعته بأن الموقف الفرنسي يعكس نظرة الغرب لقضايا العالم العربي عموما.

انهيار تحالفات
من جانبه، اعتبر الباحث في الشأن الليبي أشرف الشح أن تصريحات الثني في التسريب تكشف انهيار بعض التحالفات وتشكيل تحالفات جديدة داخل المطبخ السياسي في طبرق.

وأشار إلى أن قرار طبرق يصنع في مطبخ القاهرة بدعم من بعض القوى الدولية بينها فرنسا، مضيفا أن هناك تحالفا خفيا يدار خارج ليبيا بأدوات ليبية.

بينما وصف القادري عبد الله الثني بأنه أداة في يد خليفة حفتر والواجهة التي يمكن من خلالها أن يواصل اللواء المتقاعد طموحه السياسي.

واعتبر أن حفتر يرى في صفقة السلاح التي تحدث عنها الثني في التسجيل المسرب صفقة إنقاذ أخيرة له.

وقال القادري إن الخاسر الأكبر هو محمود جبريل وكل حلفائه الذين راهنوا على رهان خاسر، وفق تعبيره.

وخلص إلى التأكيد على وجود إرادة محلية ودولية من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة القائمة في ليبيا يقطع الطريق أمام من سماهم انقلابيين.