الواقع العربي

العلاقات الأميركية السورية.. عقود من التحول والغموض

ناقش برنامج “الواقع العربي” طبيعة العلاقات الأميركية السورية على مدى عقود، واستعرض عوامل الثبات والخصوصية التي تربط البلدين.

كثيرا ما يعتقد المحللون والمتابعون أن العلاقات الأميركية السورية وصلت إلى نقطة صدام لا رجعة فيها، إلا أن قرارا أو موقفا أو تصريحا صادما ومفاجئا يأتي من هنا أو هناك يشير إلى عكس ذلك.

وحين يؤكد مختصون في ملف العلاقة بين واشنطن ودمشق قدرتهم على قراءة واقع هذه العلاقة استنادا إلى ما هو معلن في مرحلة ما، يتضح لهم أن السري أكثر مما هو معلن في هذه العلاقة.

خيبة أمل
ولتفسير تقلبات العلاقات بين البلدين، قال المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي إدوارد جرجيان لحلقة الجمعة 20/3/2015 من برنامج "الواقع العربي" إن علاقة البلدين شهدت فترات ازدهار وتدهور، وشهدت تطورا في عهد الرئيس بوش الأب رغم أنها لم تكن جيدة بشكل عام.

وأضاف أن الأميركيين شعروا بخيبة الأمل وحزن لأن الرئيس بشار الأسد الذي تولى الحكم خلفا لوالده لم يكن إصلاحيا كما توقعت واشنطن.

وأوضح جرجيان أن واشنطن تقيم العلاقات بين البلدين في العادة طبقا لمصالحها القومية، مع مراعاة المصالح السورية أيضا، وأن العلاقة بين البلدين كانت واضحة ومفتوحة عبر القنوات الرسمية، ولم يتم اللجوء للعلاقات السرية، التي تكون مطلوبة عندما تسوء العلاقات بين الدول.

وأشار إلى أن القوة الفتاكة التي استخدمها الرئيس السوري بشار الأسد تجاه أبناء شعبه أدت إلى نتائج كارثية، وأن سوريا أصبحت بلدا مجزأ على أسس طائفية.

ونفى أن تكون تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخيرة تمثل تناقضا كبيرا في سياسة أميركا تجاه النظام السوري، وأوضح أن نظام الأسد أصبح جزءا من المشكلة.

تصريح بالقتل
ومن جهته، قال سفير الائتلاف الوطني السوري في الولايات المتحدة الأميركية نجيب الغضبان إن الإدارات الأميركية المتعاقبة أعطت الأسد فرصا كثيرة لكنه لم يستفد منها.

وأوضح أن الأميركيين يتبعون خطة تعتمد على نزع سلاح الأسد الكيميائي، وتسعى إلى منع انتقال النزاع إلى دول الجوار، ومحاربة "الإرهاب"، ثم إزالة نظام دمشق.

ورأى الغضبان أن تصريحات كيري لم تكن موفقة، رغم أنه أشار إلى أن الخارجية الأميركية عادت وأكدت أن بشار فقد شرعيته، وأوضح أن النظام السوري فهم الرسالة بشكل خاطئ، وفسرها على أساس أنها "تصريح بالقتل" ولذك قام باستخدام الكلورين مجددا في قصف المدنيين.