الواقع العربي

لماذا تحولت واشنطن لدعم الأكراد في سوريا؟

ناقش برنامج “الواقع العربي” الإستراتيجية الأميركية الجديدة في سوريا على ضوء توجه واشنطن المتزايد لدعم وحدات الشعب الكردية.
قال دوغلاس أوليفانت المستشار السابق للرئيس الأميركي باراك أوباما إن سبب توجه واشنطن لدعم وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا يرجع إلى أنها تتطلع إلى حلفاء في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، خاصة بعد فشل برامجها لتدريب المعارضة السورية المعتدلة.

وأضاف في حلقة برنامج الواقع العربي بتاريخ 17/10/2015 التي ناقشت الإستراتيجية الأميركية الجديدة في سوريا على ضوء توجه واشنطن المتزايد لدعم وحدات الشعب الكردية، أن واشنطن تشعر بقلق عميق من أن تؤدي الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى سيطرة تنظيم جبهة النصرة على الأوضاع في سوريا، مشيرا إلى أن المعارضة السورية تتعامل مع جبهة النصرة.

وردا على سؤال: كيف تتعامل واشنطن مع أحزاب مدرجة على لائحتها للتنظيمات الإرهابية؟ قال أوليفانت إن الأكراد السوريين ليسوا مدرجين على قوائم الإرهاب في أميركا، مشيرا إلى أن الأميركيين لا يهتمون بمثل هذه الأمور طالما أنها تصب في مصالحهم.

وعما إذا كان هناك تضارب بين واشنطن وموسكو بشأن سوريا، قال أوليفانت "سنرى اختلافا بين الجانبين على المستوى الخطابي فحسب، فواشنطن ليست لديها مصلحة في مواجهة عسكرية مع روسيا في سوريا وأجوائها, والطرفان يريان أن لديهما مصالح كثيرة أخرى لا ينبغي أن يؤثر عليها ما يجري في سوريا".

وأكد أنه من الواضح أن روسيا عازمة على عدم إسقاط نظام الأسد "وعلى واشنطن أن تقبل بذلك".

حلفاء جدد

من جهته، استغرب الباحث في الشأن السوري أحمد أبازيد أن تدعم واشنطن الجهات المتهمة بارتكاب جرائم حربمثل وحدات حماية الشعب الكردية وما يسمى "جيش الصناديد" الموالي للنظام السوري, مشيرا إلى أن هناك اتجاها أميركيا لصنع حلفاء وإضعاف حلفاء آخرين في سوريا.

واعتبر أن إستراتيجية واشنطن في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية كانت بالمناطق الكردية فقط، ولم تحاربه بالمناطق الواقعة تحت سيطرة الثوار السوريين مما يؤكد توجه واشنطن لإضعاف المعارضة المعتدلة.

ورأى أبازيد أن دعم واشنطن لجهة واحدة لمواجهة تنظيم الدولة بمناطق معينة، وعدم العمل على إسقاط نظام الأسد، سيكرس أزمة كبرى وشروخا اجتماعية بسوريا والعراق والمشرق العربي كله.