الواقع العربي

ما الذي بقي من الائتلاف السوري المعارض؟

حلقة الأحد (11/1/2015) من برنامج “الواقع العربي” ناقشت الوضع الراهن للائتلاف الوطني السوري المعارض، وتساءلت حول حجم دوره وتأثيره الحالي.

كان السوريون وغيرهم يظنون أن كثيرا من الآمال العظيمة -أو بعضها على الأقل- سوف يتحول إلى حقيقة عندما أُعلن عن تأسيس الائتلاف الوطني السوري في العاصمة القطرية الدوحة، في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2012.

وكان المناهضون للنظام السوري يأملون في أن يوحد الائتلاف الجميع سياسيا وعسكريا تحت لواء واحد، وأن يُصبحَ هو المتحدث باسم الثورة والكيان الذي يحمل وسائل تحقيق الأهداف الثورية إلى المحافل الإقليمية والدولية.

لكن الأيام والشهور مرت، ومضى أكثر من عامين ولا تزال الآمال أمالا بعيدة عن الواقع المعاش.

حلقة الأحد (11/1/2015) من برنامج "الواقع العربي" ناقشت الوضع الراهن للائتلاف الوطني السوري المعارض وتساءلت عن حجم دوره وتأثيره الحالي.

أزمة بنيوية
بحسب رئيس حزب الجمهورية السوري المعارض محمد صبرا، فإن الائتلاف يعاني منذ نشأته من أزمة بنيوية، مضيفا أنه لم يأت تعبيرا لحالة تطور ذاتية عندما أسس بمبادرة خارجية من قبل دول إقليمية وغربية.

ووصف صبرا الائتلاف بأنه عاجز عن إنتاج السياسة وعن تطوير خطابه في اتجاه جعله خطابا جامعا لكافة مكونات الشعب السوري.

ورأى المعارض السوري أن الائتلاف يسوده تفكير "رغبوي" لا ينسجم مع المتغيرات المحيطة به، لافتا إلى عدم قدرته على طرح أي بديل.

وأكد محمد صبرا أن نصف أعضاء الائتلاف في مستوى هيئاته المختلفة هم أشخاص غير مؤهلين سياسيا للاضطلاع بمهامهم.

أسباب التراجع
أما هشام مروة نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة الذي تحدث من إسطنبول، فقد علل تراجع دور الائتلاف إلى تقلص حجم الدعم الإقليمي والدولي إضافة إلى تمدد قوى "الإرهاب" في مناطق سورية.

وأكد أن الائتلاف السوري المعارض يضم في بنيته كافة مكونات المعارضة السورية، معتبرا إياه مؤهلا للعب دور مهم وفاعل.

وأوضح مروة أن الجيش الحر تمكن في لحظة ما من طرد "قوى الإرهاب" باتجاه العراق، قبل أن يفاجأ بعودتها مسلحة من هناك.

واعتبر توصيف الائتلاف بأنه كيان يعاني من عقم سياسي ويعيش حالة رغبوية، أمرا مجانبا للصواب والحقيقة.

وبيّن نائب رئيس الائتلاف أن المواقف السياسية للدول وأجنداتها غير حاضرة في عمل الائتلاف إلا بقدر خدمة الثورة السورية، وفق تعبيره.

وخلص مروة إلى التأكيد على أن مشكلة الائتلاف الحقيقية تتمثل في الدعم الذي وعد به ولم يصل منه أي شيء.