الواقع العربي

نشأة ودور الكيانات السنية المسلحة بالعراق

سلطت حلقة 13/12/2014 من برنامج “الواقع العربي” الضوء على الكيانات السنية المسلحة في العراق والبيئة المحيطة بتشكلها، وطبيعة علاقتها بالحكومة، إضافة إلى تأثير هذه الكيانات على مستقبل البلد.

بدأ تشكلُ القوى السياسية السنية في العراق بعد الاحتلال الأميركي، على العكس من المليشيات الشيعية التي بدأت على أرض الواقع أثناء حكم نظام الرئيس الراحل صدام حسين. وفي واقع العراق الراهن يوصف تنظيم الدولة الإسلامية بأنه أكبر الكيانات السنية قوة وتشددا، وبأنه تعبير عن أزمة السنة في هذا البلد، وبأنه نتاج إخفاق العملية السياسية وصيغة الحكم الراهن في بناء دولة تلبي طموح جميع مواطنيها.

وقال الأمين العام للمؤتمر التأسيسي لإقليم صلاح الدين الدكتور ناجح الميزان إن أغلب الكيانات السنية تأسست بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 بخلاف الشيعية التي وجدت قبل الاحتلال. وأضاف أن هذه الكيانات اتجهت نحو مقاومة الاحتلال، واستمرت في نفس النهج بعد أن وصفتها السلطة الحاكمة بأنها كيانات مجرمة وإرهابية.

وحسب الميزان، حاولت الكيانات السنة في البداية أن تضع سلاحها وتعطي هدنة لتشكل الحكومة، لكنها تراجعت عن موقفها وبدأت في مقاطعة الحكومة، بعد أن سلمت السلطة -كما يؤكد المتحدث- لجماعة إيران وللأحزاب الشيعية الموالية لها.

وعن علاقة المكونات السنية بتنظيم الدولة الإسلامية، أكد الضيف العراقي لحلقة 13/12/2014 من برنامج "الواقع العربي" أن العشائر دافعت عن محافظة الأنبار غرب العراق، ولكنها انسحبت من المشهد بعد سقوط الموصل و"بدء التنظيم في ارتكاب الأعمال الإجرامية"، وأشار إلى أن الثوار يطالبون بالحقوق بينما تنظيم الدولة له أجندة أخرى.

وأشار إلى وجود مقاتلين من السنة استغلوا تنظيم الدولة ويقاتلون إلى جانبه لتحقيق أهدافهم، لكنهم لا يؤمنون بفكره وعقيدته.

وضع معقد
أما الدكتور هارلن أولمان، الباحث والمحلل الإستراتيجي في المجلس الأطلسي ومستشار وزير الدفاع الأميركي السابق، فربط نشأة الكيانات المسلحة بما عدها هزيمة الجيش العراقي بعد الاحتلال الأميركي، وقال إن التمرد بدأ وانطلق من مجموعة فدائيي صدام حسين، الرئيس العراقي الراحل.

وأضاف أن حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي قمعت هذه الكيانات التي قال إنها وحدها التي كانت قادرة على محاربة تنظيم القاعدة في العراق.

ووصف أولمان الوضع الراهن في العراق بالمعقد جدا، بسبب عدة عوامل منها وجود مليشيات شيعية وتنظيم الدولة، وجيش مشتت تحاول الولايات المتحدة الأميركية إعادة تدريبه.       

وبشأن إمكانية العودة إلى تجربة الصحوات، من خلال تسليح العشائر السنية لمواجهة تنظيم الدولة، اتفق ضيفا حلقة برنامج "الواقع العربي" على استحالة تحقيق هذه الخطوة، بسبب تعقيدات المشهد العراقي الراهن، حسب أولمان، ولأن أي عربي سني لن يقبل بذلك لما حدث لهذه الصحوات بعد طرد القاعدة، كما قال الميزان الذي اتهم أميركا بإغفال السنة.  

وكانت قوات الصحوة، وهي كيان سني مسلح تشكلت في سبتمبر/أيلول 2006، في الأنبار بدعم أميركي للتصدي لتنظيم القاعدة في العراق، وبعيد مغادرة القوات الأميركية العراق قامت الحكومة بدمج نحو 70% من هذه القوات، التي بلغ عددها مائة ألف مقاتل عام 2008، في مؤسسات مدنية لإنهاء هذا المشروع.