الواقع العربي

المهددات المحيطة بالمشروع السياسي المدني باليمن

سلطت الحلقة (19/11/2014) الضوء على خريطة القوى السياسية في اليمن، والمهددات التي تحيط بالمشروع السياسي المدني الذي رعته تلك القوى وعكفت عليه لعقود.

تصاعدت الأحداث العسكرية في اليمن بوتيرة دفعت كل جوانب النشاط العام في البلاد إلى الوراء في خلفية المشهد، فمع سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وتقدمهم باتجاه محافظات أخرى، أصبح النظر لتحركات السياسيين وتكتيكاتهم يحظى باهتمام أقل، على اعتبار أنهم لم يعودوا أصحاب القرار النهائي في تحديد شؤون البلاد.

لكن مع ذلك ثمة من يرى في هذا الواقع أمرا طارئا لا يلغي أهمية دور القوى السياسية، ولا يضع حدا لمشروع سياسي مدني رعته هذه القوى وعكفت عليه لعقود.

حلقة الأربعاء (19/11/2014) من برنامج "الواقع العربي" سلطت الضوء على خارطة القوى السياسية في اليمن، والمهددات التي تحيط بالمشروع السياسي المدني بالبلاد.

وخصص الجزء الأول من الحلقة للحديث مع الدكتور عبد الباقي شمسان أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء.

النظام السابق والحوثيون
واعتبر شمسان في مستهل استعراضه للقوى الفاعلة في المشهد اليمني أن أنصار الله هي الواجهة الأمامية التي يتحرك بها النظام السابق، وأضاف أن هذين الطرفين يسعيان إلى السلطة كبديل للدولة.

أما أبناء الحراك الجنوبي فذكر الضيف أن لهم أجندة وطنية مستقلة ويتحالفون مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح والحوثيين لتحقيق أهدافهم الانفصالية.

ولفت شمسان إلى أن المدن التي تسلم للحوثيين ومراكز قوى النظام السابق تتم عبر قيادات عسكرية ذات ولاءات شخصية وقبلية ومذهبية.

وقال إن المؤسسة العسكرية اليمنية ليست عقائدية وتنخرها الولاءات الضيقة، لذلك أفرغت من مضمونها.

وخصص الجزء الثاني من الحلقة للحديث مع وسيم القرشي أحد القيادات الشبابية في الثورة اليمنية، وبيّن أن القبائل التي ساندت أولاد الأحمر سابقا هي نفسها التي انقلبت عليهم اليوم عندما تغيرت المصالح.

خطأ منصور
ورأى أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ارتكب خطأ عندما تخلى عن القوة التي أوصلته إلى السلطة، في إشارة إلى القبائل.

وقال القرشي إن الرئيس السابق علي عبد الله صالح إستطاع أن يقدم للحوثيين ما لم يقدمه اللقاء المشترك لهم، لافتا إلى أن صالح لجأ إلى استحضار البعد الطائفي والمناطقي والتاريخي في معركته مع الطرف المقابل.

وأعرب الضيف عن ثقته في قدرة الشباب الثوري على إعادة تشكيل التحالفات عبر مشروع ينهي حالة الإحباط واليأس السائدة في الشارع اليمني.