الواقع العربي

واقع الإعلام التونسي قبيل موسم الانتخابات

ناقشت الحلقة واقع الإعلام التونسي على أعتاب الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في ظل الاتهامات الموجهة إليه، ومزاعم التضييق على حرية التعبير.
في الدول الديمقراطية يشكل الإعلام رافعة للممارسة السياسية وسندا قويا لضمان الوصول الشفاف للمعلومة وإنارة الرأي العام، وفي تونس التي تستعد لانتخاباتها البرلمانية لم تخل مرحلة انتقالها نحو بناء مؤسساتها الديمقراطية من جدل مستمر حول دور الإعلام بوسائله المختلفة في ضمان وتأمين هذا الانتقال.

حلقة الثلاثاء (21/10/2014) من برنامج "الواقع العربي" ناقشت واقع الإعلام التونسي على أعتاب الانتخابات التشريعية المقرر أن تجرى في 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ويوجه بعض المراقبين للإعلام التونسي اتهامات بالاصطفاف السياسي والتخندق بعيدا عن دوره المهني دون ضوابط حاكمة، بينما يعتبر البعض أداءه طبيعيا بالنظر إلى حالة التنوع التي تعيشها تونس لا سيما بعد ثورة يناير 2011.

وأيا كان الاختلاف، فالنقاش بشأن دور الإعلام برز في محطات حرجة للمسار التونسي خاصة خلال العام الماضي، ودفع أيضا إلى التساؤل عن مفهوم مسؤوليته في ظل المرحلة القادمة. عبد القادر عراضة يرصد المشهد الإعلامي في تونس ما بعد الثورة وقبل انتخاب أول برلمان بعد إقرار دستورها.

الإعلام والسياسة
يرى عضو الهيئة العليا المستقلة للإعلام هشام السنوسي أن التحدي الذي واجه الإعلام في تونس بعد الثورة هو كيفية الفصل بين الإعلام والسياسة، وبالفعل تم ذلك، ولم يعد في تونس اليوم وزارة للإعلام، ولكن هناك هيئة مستقلة لمراقبة وسائل الإعلام السمعية والبصرية.

واعتبر السنوسي أن ما يحدث اليوم في الإعلام التونسي ليس نتيجة الثورة، وإنما بسبب سنوات طويلة من القهر وانعدام حرية التعبير، لافتا إلى أنه يوجد اليوم في تونس 35 إذاعة، فضلا عن القنوات التلفزيونية، ولكن الأهم من الكم أن يكون هناك نفاذ لوسائل الإعلام، ولا يمكن إصلاح الإعلام بمجرد جرة قلم، بل بإصلاح كامل تشريعي وسياسي ومهني.

وردا على سؤال حول التجربة المصرية التي ترك فيها الإعلام حتى هيأ الرأي العام لتقبل الانقلاب العسكري، قال السنوسي إن الإعلام التونسي مختلف كليا عما هو في مصر، وهناك أخلاقيات للمهنة أكثر وأكبر كثيرا مما هو عليه الحال في مصر.

من جهته، قال الأكاديمي والباحث السياسي مراد اليعقوبي إن الثورة في تونس قامت للاستجابة لواقع معين، ولكن حدث اختلاط للأوراق وظهور نزاعات جديدة، وأطراف تحاول جذب تونس للخلف.

وأضاف أنه في بعض الحالات كان هناك عمل منهجي لـ"شيطنة" الثورة، لكنه أكد أن الإعلام في تونس يسير بخطى بسيطة لكنها واثقة نحو التنظيم.

وشدد اليعقوبي على أن المجتمع لن يتقدم دون وجود إعلام حر، لذلك يجب أن تسير إجراءات التنظيم باتجاه تقويم الإعوجاج بدلا من المنع أو أي شيء من هذا القبيل.

ودعا إلى مقاربة إعلامية شاملة تتفهم الأوضاع وتدرك مسؤوليتها، مع الحرص على أن يتخلص القطاع من علله وأمراضه ليس فقط عبر الوسائل العقابية.