عن السينما

بين الواقع والافتراض.. كيف أسهم الديكور في إيصال واقعية السينما للمشاهد؟

ناقشت حلقة (2020/4/17) من برنامج “عن السينما” عن الديكورات في الفن السابع وكيف تعمل على شد المشاهد، وإيصالها للتواصل البصري مع الجمهور.

ناقشت حلقة (2020/4/17) من برنامج "عن السينما" عن الديكورات في الفن السابع، وكيف تعمل على شد المشاهد، وإيصالها للتواصل البصري مع الجمهور.

لا يقتصر دور مهندس الديكور على بناء ديكورات داخلية تقتصر على تصوير المشاهدة الداخلية فيها، بل يمتد ليشمل جميع المشاهد في الفيلم على اختلاف أماكنها، داخل الاستديو أو خارجه بحيث تتناسب مع قصة الفيلم.

ومنحت أول جائزة أوسكار للديكور عام 1929 وإطلاق الإخراج الفني على المهنة، حتى تغير الاسم إلى مصمم الإنتاج، وتكمن مهمة المسؤول عن الديكور في إعداد وتحضير كل ما له علاقة بمكان التصوير من حيث تصميم الموقع وتجهيز كل التفاصيل الكبيرة والصغيرة من أثاث وإكسسوارات بما يتناسب مع طبيعة المشهد وما يدور فيه من أحداث.

ويقدم مسؤول الديكور تصوره الفني للمخرج بناء على فهمه لطبيعة الأحداث والمشاهد، ويعمل من خلال الديكور على تقديم أهم التفاصيل من حيث المكان والزمان وطباع الشخصيات وطبيعتها وبيئتها، وتقدم فن الديكور مع تطور صناعة السينما وأصبح فنا مستقلا بذاته.

ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى تبنت هوليود نظاما جديدا يقوم على بناء أستوديوهات ضخمة تضم مساحات واسعة لبناء ديكورات تصمم خصيصا لكل إنتاج جديد، وتم إنشاء أستوديوهات ضخمة ومسقوفة، وتطور نظام الإضاءات الصناعية، وأقيمت داخل الأستوديوهات منازل وقصور كبيرة، وقرى كاملة، وشوارع تشبه شوارع المدن الكبرى، ومحطات سكة الحديد، ومزارع تحتوي على قطعان ماشية وجياد لتستخدم في الأفلام.

ومع تقدم المنافسة بين الأستوديوهات تعلم المنتجون الاهتمام بالتفاصيل، بحيث يتم تنفيذ أدق التفاصيل المطلوبة في الديكورات لتبدو نسخة طبق الأصل عن الواقع، وبشكل يدعو المشاهد للتساؤل هل تم تصوير هذا الفيلم في الأستديو أم في الهواء الطلق؟

العصر الافتراضي
ودخل الفن السابع عصر الأستوديوهات الافتراضية بحيث يتم تصوير المشاهد أمام خلفيات باللون الأخضر أو الأزرق، ويتم بعدها إضافة ما يراه المخرج مناسبا باستخدام تقنيات حديثة، ولم تنه هذه التقنيات مهنة مصمم الديكور بل جعلتها أكثر إبداعا وتعقيدا.

والهدف الرئيسي للديكور هو المساهمة في سرد قصة الفيلم بصريا، وتتجلى هذه القدرات في العديد من الأفلام. ويبدع الديكور في سرد قصة الفيلم ونقل مشاعر البطل للمشاهد، ويروي الديكور الكثير من التفاصيل دون أن يتم شرحها، كما أنه يهتم بأدق التفاصيل لإضفاء الواقعية المطلوبة للفيلم.