فاطمة عمارنة.. مرابطة في القدس تُضرب بهمجية وتعتقل

فاطمة عمارنة المصدر: حسابها على فيسبوك https://www.facebook.com/photo/?fbid=1725549297906402&set=a.521893874938623
عائلة فاطمة عمارنة عبّرت عن خوفها الشديد على مصيرها بعد ضربها بعنف على أبواب الأقصى واعتقالها (مواقع التواصل)

جنين- انتشر مقطع فيديو مساء الثلاثاء على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي وهو يعتدي بعنف شديد على فتاة فلسطينية ترتدي نقابا بأحد أبواب المسجد الأقصى في القدس المحتلة.

وسرعان ما تداول نشطاء وفلسطينيون الفيديو الذي يظهر فتاة فلسطينية تقع على الأرض وينهال عليها جندي إسرائيلي بركلات على رأسها وبطنها وأماكن متفرقة من جسدها. وتبين لاحقا أنها المرابطة في المسجد الأقصى فاطمة عمارنة، من بلدة يَعبَد بمنطقة جنين (شمال الضفة الغربية).

وكانت عمارنة في رحلة مع مجموعة نسائية لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه الاثنين الماضي، وهو ما اعتادت عليه طوال سنوات مضت، وضمن مبادرة نسوية للرباط في باحات الأقصى.

ويقول شقيقها محمد عمارنة "كانت سعيدة ومرتاحة بعد أن أدت صلاة المغرب وتنتظر أن تصلي العشاء في الأقصى ثم تغادر مع المجموعة التي قدمت معها"، وهذا ما قالته في آخر اتصال كان مع العائلة قبل الاعتداء عليها واعتقالها.

ملتزمة بالرباط في الأقصى

واعتادت عمارنة على زيارة الأقصى منذ سنوات، فهي تدخل إلى القدس وتخرج منها دون "موانع أمنية"، كما يسميها الاحتلال الإسرائيلي، ويفرضها على عدد كبير من فئات الشعب الفلسطيني بهدف منعهم من الوصول إلى المدينة المقدسة.

لكن زيارة فاطمة عمارنة هذه المرة انتهت باعتقالها بعد الاعتداء عليها بشكل همجي بتهمة محاولة طعن أحد جنود الاحتلال بالقرب من باب حطة في البلدة القديمة للقدس.

ويقول شقيقها للجزيرة نت إنها "هذه المرة أيضا دخلت القدس عبر حواجز الاحتلال وبواباته الحديدية، واجتازت حاجز قلنديا العسكري وهو مزود بآلات للكشف عن المعادن، ويعطي إشارة في حال وجود معدن أو آلات حادة، ولم يثبت وجود أي شيء بحوزتها؛ هذا يدل على كذبهم".

ومنذ عام 2017، أصبحت عمارنة ملتزمة بشكل مستمر بالرباط في المسجد الأقصى طوال شهر رمضان المبارك، حيث تصل إليه في اليوم الأول من رمضان وتبقى حتى ليلة العيد. وحسب عائلتها فهي متعلقة بالأقصى بشكل كبير، وتعتبر رباطها فيه جزءا من إيمانها وعقيدتها، وتحرص على زيارته على الأقل مرة كل شهر.

 

 

تهمة جاهزة

وكان المحامي المقدسي حمزة قطينة أول من رأى عمارنة بعد نقلها إلى مركز الشرطة الإسرائيلية بالقدس بعد اعتقالها. ويصف قطينة الحالة التي شاهدها عليها في مركز التحقيق بالصعبة، حيث كانت متعبة وتتألم من آثار الضرب الذي تعرضت له.

يقول المحامي "حاولت طمأنة أهلها، وأبلغتهم أنها لم تتعرض لإطلاق نار، وهذا كان أكبر مخاوفهم، وقلت لهم إن وضعها الصحي جيد والحمد لله، لكن ذلك لا ينفي تعرضها للتعنيف والضرب خلال نقلها من باب حطة إلى مركز الشرطة، وهذا ما أبلغتني به عندما قابلتها".

وتم عرض عمارنة على النيابة الإسرائيلية، وتقرر تمديد توقيفها 9 أيام بغرض التحقيق. ومن المتوقع أن توجه لها محكمة الاحتلال تهمة محاولة الطعن، وفق توقعات محاميها.

ويضيف قطينة للجزيرة نت "إذا نظرت المحكمة الإسرائيلية إلى دوافع الموضوع وأسبابه بالطريقة التي ادعاها الجندي الذي اعتدى عليها، فيمكن أن يكون الحكم عليها بتهمة الشروع في الطعن".

قلق العائلة

ونفت عائلتها نيتها محاولة الطعن، وقال شقيقها محمد "إن فاطمة وحسب الفيديوهات التي نشرت لحظة دفع الجندي لها مسكت حجابها بكلتا يديها وهو ما يثبت أنها لم تكن تحمل أي شيء بهما، كما أظهر الفيديو بشكل واضح التفات الجندي إليها قبل أن تحاول دفعه وهو ما يثبت أنه وجه كلاما مستفزا لها".

وأضاف "أعرف شقيقتي إذا استفزها أي كلام من جنود الاحتلال لا يمكنها أن تسكت، وحاولت دفعه فقط وهذا واضح من خلال الفيديو".

وأكد محمد عمارنة أن عائلته لم تستطع التواصل مع فاطمة منذ اعتقالها، وقال إن والده عاش ليلة صعبة لخوفه عليها وعلى مصيرها. بكي طوال الليل رغم محاولاته عدم إظهار خوفه أمامنا".

أما والدتها، فلم تسمح العائلة لها بمشاهدة الفيديو المصور لحادثة ضرب فاطمة بسبب وضعها الصحي الصعب. وقال محمد عمارنة إن "حالتها لا تحتمل أن ترى ابنتها تُضرب بهذا الشكل الهمجي والعنيف".

ووصف محمد شقيقته بأنها فتاة ملتزمة بدينها ومحبّة لوطنها ومتعلقة بالمسجد الأقصى بشكل خاص، ونشأت في بيت ملتزم دينيا، وتنشط في تحفيظ القرآن، وتحمل شهادة جامعية في اللغة العربية بدرجة عالية.

المصدر : الجزيرة