نيوزويك: زلزال تركيا تنبيه لما سيكون في زلزال كبير يتوقع أن يضرب سان أندرياس بكاليفورنيا

آلاف قتلوا بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا قبل أيام (غيتي)

أشار تقرير بمجلة "نيوزويك" (Newsweek) إلى أن الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا فجر الاثنين وقتل نحو 12 ألف شخص في البلدين حتى الآن سيجعل العلماء يتوافدون على منطقة الكارثة من كل حدب وصوب لمعرفة المزيد عن التأثير الذي يمكن أن يحدثه زلزال مشابه في صدع سان أندرياس بولاية كاليفورنيا الأميركية.

وذكرت المجلة أن صدع شرق الأناضول، حيث وقع الزلزال التركي، يتشابه في العديد من الخواص مع صدع سان أندرياس الذي يشطر كاليفورنيا، مما يفيد علماء الزلازل في دراسة المؤشرات حول "الزلزال الكبير" التالي المتوقع في الولاية الأميركية.

ويعتقد أن زلزالا هائلا ناجما عن صدع سان أندرياس يمكن أن يقع في أي لحظة، على الرغم من أن التنبؤ بموعد حدوث الزلازل أمر يفوق قدرات العلماء حاليا.

وأشار عالم الجيولوجيا وخطر الزلازل في كاليفورنيا براين أولسون إلى أوجه التشابه بين الصدعين بقوله "كلاهما صدعان انزلاقيان يشكلان جزءا من حدود صفيحة تكتونية رئيسية، وكلاهما تاريخيا تسبّب في زلزال قوته 7.8-7.9 درجات على مقياس ريختر".

وذكر أولسون أن الزلزال الذي ضرب مدينة سان فرانسيسكو بقوة 7.9 في عام 1906 قتل 3 آلاف شخص، وبالقوة نفسها كان زلزال فورت تيجون عام 1857 في كاليفورنيا. كذلك كان صدع أندرياس مسؤولا عن زلزال لوما بريتا الذي كان بقوة 6.9 عام 1989 في منطقة خليج سان فرانسيسكو وقتل 63 شخصا.

ولفتت المجلة إلى أن العلماء، من خلال دراسة آثار الزلزال في تركيا، يمكنهم معرفة المزيد عن طريقة تأثير زلزال ضخم بقوة مماثلة في صدع سان أندرياس في كاليفورنيا على المنطقة.

وحذر أولسون من أن ما سيتكشف من خلال زلزال تركيا قد لا يساعد في "التنبؤ" بالزلازل على صدع سان أندرياس لأن "توقيت الزلزال يتأثر بالقوى الفريدة المرتبطة بالصفائح التكتونية التي تتحرك على جانبي الصدع، وبشكل منطقة الصدع، وخصائص الصخور في العمق على طول الصدع".

وأضاف "ما يمكننا تعلمه من هذا الزلزال هو مقدار تحرك منطقة الصدع هذه وتمزق السطح. ويمكننا أيضا التعرف على تأثيرات الاهتزاز القوي على الأرض ومنحدرات الطبقة الأساسية والمناطق الساحلية والبنى التحتية، وما إلى ذلك".

وبدراسة أسباب هذه الأضرار والوفيات التي خلفها زلزال تركيا قد يتمكن الباحثون، حسب المجلة، من التخطيط بشكل أكثر فعالية للتصدي لتداعياته وربما تعزيز النقاط المعرضة للخطر قبل أن يضرب الزلزال الكبير.

وختمت المجلة بما قاله سابقا الباحث الجيوفيزيائي في هيئة المسح الجيولوجي الأميركية مورغان بيج إن "الزلازل حتمية لكن استجابتنا للزلزال ليست كذلك، إذ يمكننا التحكم في مدى أمان المباني والبنية التحتية".

المصدر : نيوزويك