بعد ترشيحها لجائزة نوبل للسلام.. محبوبة سراج للجزيرة نت: لن أغادر أفغانستان

محبوبة سراج المولودة في كابل عام 1948 أول أفغانية تترشح لجائزة نوبل للسلام (غيتي)

كابل- أعلن معهد أوسلو لأبحاث السلام ترشيح الناشطتين في مجال حقوق الإنسان الأفغانية محبوبة سراج والإيرانية نرجس محمدي، لجائزة نوبل للسلام لعام 2023، فيما رفضت ناشطات أفغانيات ترشيح سراج بسبب ما وصفوه بدعمها لسياسة حكومة طالبان تجاه المرأة، وذلك وسط انتقادات حكومية للتركيز الغربي على قضايا المرأة في البلاد.

وأشار رئيس معهد أوسلو هنريك أوردال إلى تصدر سراج ومحمدي قائمة المرشحين لجائزة السلام هذه السنة بسبب وقوفهما ضد الأنظمة الاستبدادية في أفغانستان وإيران، حسب قوله.

وأضاف أوردال أن محبوبة سراج أدرجت في القائمة النهائية للمرشحين من بين 350 شخصا، وذلك لجهودها في ضمان حق المرأة في العمل والتعليم، فضلا عن جهودها في مشاركة المرأة الأفغانية بالساحة السياسية، موضحا أن السبب الرئيسي لترشحيها هو الاهتمام بحصول النساء والفتيات على حقهن في التعليم، حيث رفعت سراج صوتها في هذا المجال، فتم ترشيحها.

مجلة تايم الأميركية اختارت محبوبة سراج ضمن 100 شخصية مؤثرة عام 2021 (الفرنسية)

من محبوبة سراج؟

ولدت محبوبة سراج في العاصمة الأفغانية كابل عام 1948 في عائلة ملكية حكمت أفغانستان لفترة طويلة، ودرست في مدرسة ملالي وتخرجت في كلية الحقوق بجامعة كابل.

بعد سقوط النظام الملكي في أفغانستان عام 1973، اعتقلت محبوبة سراج وزوجها وقضيا 3 سنوات في السجن بولتشرخي الشهير في أفغانستان، وبعد الإفراج عنهما غادرا إلى الولايات المتحدة، حيث استقرت مع زوجها في مدينة نيويورك لأكثر من عقدين، وعادت إلى وطنها عام 2003.

أنشأت سراج إذاعة محلية لتثقيف المرأة الأفغانية وخاصة تلك التي تعيش في القرى والأرياف، ثم أسست معهد دراسات السلام في أفغانستان.

عام 2008 حصلت على عضوية "شبكة المرأة" التي تهتم بوضع المرأة الأفغانية وتنشر دراسات عن دور المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية، كما أسست "البيوت الآمنة" للنساء اللواتي يتعرضن للعنف الأسري أو لأوضاع إنسانية صعبة، وبلغت فروعها 20 بيتا في عموم أفغانستان.

عملت سراج عام 2009 كمستشارة لدى الوزارة المالية في حكومة الرئيس الأفغاني الأسبق حامد كرزاي، قبل أن تستقيل وتتفرغ لنشاطها في مجال حقوق المرأة.

في حديثها للجزيرة نت، تقول محبوبة سراج "لا أريد مغادرة أفغانستان، لأن النساء اليوم لم يعدن كما كن قبل 20 عاما، وهن بأمسّ الحاجة إلى من يدعمهن، وسأبقى هنا ولن أغادر مهما يحدث، وأريد أن أكون صوتا للمرأة الأفغانية التي تعاني اليوم من مشاكل عدة".

اختارت مجلة تايم الأميركية محبوبة سراج، والملا عبد الغني برادر نائب رئيس الوزراء الأفغاني ضمن 100 شخصية مؤثرة عام 2021.

تعليقا على ذلك، تقول سراج للجزيرة نت "عندما قرأت اسمي بجانب اسم الملا عبد الغني برادر، استغربت وسألت نفسي ما هو القاسم المشترك بيني وبينه، أردت مقابلته لأعرف وجه الشبه بيننا ولكنني لم أنجح في ذلك".

شاركت محبوبة سراج في أول مفاوضات مباشرة بين الحكومة الأفغانية التي تتزعمها حركة طالبان، ونشطاء المجتمع المدني الأفغاني في العاصمة أوسلو عام 2022.

بعد سقوط النظام الملكي في أفغانستان عام 1973 اعتقلت محبوبة سراج وزوجها لـ 3 سنوات (غيتي)

جدل بشأن الترشح

في المقابل، طالبت ناشطات في مجال حقوق الإنسان شطب اسم محبوبة سراج من قائمة المرشحات لجائزة نوبل للسلام عام 2023 لأن سراج تدافع عن سياسات طالبان تجاه المرأة الأفغانية.

في هذا السياق، تقول الناشطة المدنية مريم أروين للجزيرة نت "ترشيح امرأة من أفغانستان لجائزة نوبل للسلام في الوضع الراهن أمر إيجابي، ولكن لم أعرف لماذا رشحت السيدة محبوبة سراج، ماذا قدمت طيلة هذه الفترة للمرأة الأفغانية؟، هي تدافع عن سياسة طالبان التي تقمع المرأة، وتغلق أبواب المدارس والجامعات أمامها، على معهد أوسلو للسلام أن يبرر قراره".

ازدواجية المعايير

من جهتها، تتهم الحكومة الأفغانية الحالية وعدد من الناشطات المجتمع الدولي والغرب بازدواجية المعايير في مجال حقوق المرأة الأفغانية، وأنه ينظر إلى المجتمع الأفغاني في ظل حكم طالبان إلى معاييره، وليس إلى حاجة الشعب الأفغاني وخاصة المرأة.

في هذا الإطار، يقول مصدر في وزارة الإعلام الأفغاني للجزيرة نت "بعد وصولنا إلى السلطة ركز المجتمع الدولي على قضية المرأة، وكأن مشكلة أفغانستان حُلت ما عدا موضوع المرأة، هناك ازدواجية في التعامل مع القضايا الأفغانية، حيث لم يرفع أحد صوته ضد العقوبات الأميركية التي أثرت على الوضع المعيشي في البلاد".

وعلقت الأستاذة الجامعية رزو نورستاني على حسابها في تويتر، بالقول إن "معظم الجوائز التي منحت مؤخرا للمرأة الأفغانية لم تكن بالضرورة عن جدارة أو أنها تستحق ذلك وإنما كانت رمزية، ويحاول المجتمع الدولي أن يعوض خطأه الأخلاقي بتكريم بعض النساء الأفغانيات، وتقدير المرأة الأفغانية تحت أي ذريعة أمر يستحق الثناء والإشادة".

المصدر : الجزيرة