بغداد قرة العين.. الدوحة تحتفي بالمدينة الأكثر تأثيرا في التاريخ الإسلامي

الدوحة- لوحات ومخطوطات وقطع فنية ونماذج للقصور والمعمار الفريد، هذا وأكثر يمكنك أن تشاهده في معرض "بغداد.. قرة العين" الذي تستضيفه الدوحة، بما يعكس هوية بغداد وتأثيرها الكبير على المنطقة والعالم، بوصفها مركز نفوذ ومدينة للعلم والثروات.

داخل أروقة متحف الفن الإسلامي في قطر، تنوعت المقتنيات وتعددت الأفكار والرسائل التي تعكسها 160 تحفة فنية وقطعة أثرية تعود إلى 22 متحفا حول العالم، تحكي التاريخ الثري لمدينة بغداد منذ الخلافة العباسية في القرن السابع الميلادي.

وبالتزامن مع الأسبوع الأخير للمعرض الذي انطلق في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انطلق مساء اليوم الجمعة "أسبوع العراق" الذي يضمّ سلسلة من الأنشطة المتعلقة بالعراق والموجهة إلى كافة أفراد المجتمع، منها محاضرات وجلسات نقاشية وجولات برفقة المنظمين، وعروض لأفلام عراقية، وورشات لتعليم فن الخط الكوفي، وأنشطة وألعاب للأطفال.

ويهدف "أسبوع العراق" إلى الاحتفاء بثقافة وفنون العراق، وتعريف الزائرين بهوية وتاريخ مدينة بغداد التي ظلت -لما يقرب من 5 قرون- قوة ثقافية ومعرفية ومدينة تجارية متعددة الثقافات.

ويأتي المعرض في إطار العام الثقافي "قطر- الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا 2022″، وهو برنامج سنوي للتبادل الثقافي الدولي، يهدف إلى تعميق التفاهم بين الدول وشعوبها، وفق تصريحات صحفية لشيخة النصر نائبة المدير للشؤون المتحفية بمتحف الفن الإسلامي.

أسبوع العراق

وانطلق أسبوع العراق مساء الجمعة في متحف الفن الإسلامي، عبر محاضرة بعنوان "رحلة شخصية في رحاب العمارة الحديثة في بغداد"، قدمها المهندس المعماري هشام منير، على أن تتواصل الفعاليات في الأيام المقبلة بجلسات نقاشية وجولات برفقة الأمينات الفنيات، وورشات عمل وعروض لأفلام عراقية.

وأشاد زوار متحف الفن الإسلامي بفكرة أسبوع العراق ومعرض "بغداد.. قرة العين" الذي يحتفي بواحدة من أهم المدن تأثيرا في العالم الإسلامي، معتبرين أن المعرض فرصة للجيل الحالي -سواء من العراقيين أو غيرهم- للتعرف على تاريخ بغداد وهويتها، والارتباط بأوطانهم أكثر.

يقول أحمد خالد -وهو أحد الزوار- إن المعرض يضم عددا كبيرا من المقتنيات الفنية والقطع الأثرية التي تعود إلى عصور مختلفة، وتحكي تاريخ مدينة بغداد وهويتها منذ التأسيس وحتى اليوم، وإنه شعر بقيمة بغداد تاريخيا في الحضارات المختلفة عبر مقتنيات المعرض الملهمة، والتي تبرز فصولا مختلفة من المعرفة والتقدم والازدهار الكبير للحضارة الإسلامية.

وتقول نادية الأحمدي إنها تعرّفت لأول مرة على مدينة بغداد والعراق الحقيقي عن طريق المعرض، حيث ارتبطت معرفتها السابقة عن البلد العربي فقط بالحروب والانقسامات والصراعات الطائفية والسياسية، مشيرة إلى أن المعرض لا يعكس تاريخ العراق وهويته فقط، وإنما هو صورة مصغرة لحضارة العرب والإسلام على مرّ العصور.

رسالة مهمة

من جانبها، توضّح الفنانة العراقية بلقيس الجعفري أن المعرض رسالة مهمة من دولة قطر لتعريف العالم بحضارة  العراق، عبر استعراض تراث البلاد العريق ودورها كمركز للنفوذ والثروات، وتقاليدها الغنية التي ساهمت في ازدهارها دائما رغم الحروب والانقسامات.

وتقول الجعفري للجزيرة نت إن اهتمام دولة قطر بتاريخ وهوية مدينة بغداد يشعرها بالفخر بحضارة بلادها وتاريخها العريق، موضحة أن المعرض يحتوي على مقتنيات وكتب وتحف أثرية من الحضارة القديمة للعراق، لم يراها غالبية العراقيين من قبل، خاصة أنها تعود لمتاحف عالمية، وخرجت من البلاد أوقات الحروب.

الجعفري التي غادرت العراق عام 2003، ترى أن بغداد تمكنت على مرّ العصور من الحفاظ على هويتها وثقافتها رغم ما تعرضت له من حروب وانقسامات وصراعات سياسية، كما أن العراقيين عاشوا في سلام قبل الحرب، وكبروا مع بعض دون تفرقة، رغم تعدد الديانات والطوائف.

ويضمّ المعرض 5 صالات رئيسية تحكي تاريخ نشأة المدينة وتطورها، وهي:

• الصالة الأولى "مدينة السلام" التي أسسها الخليفة المنصور لتكون عاصمة لخلافته في القرن السابع.
• الصالة الثانية "مدينة القصور"، وتبرز الهندسة المعمارية التي تميزت بآثارها وجمالها وفنونها.
• الصالة الثالثة "مدينة المعرفة"، وتعكس قوة إرث بغداد الفكري.
• الصالة الرابعة "مدينة الأسواق والتجارة"، وتبين النمو والازدهار الاقتصادي والتجاري.
• الصالة الخامسة "مدينة الشعب"، وترمز إلى بقاء المدينة موطنا لسكان من خلفيات عرقية ودينية مختلفة رغم الصراعات والحروب.