شريان الحياة لملايين السوريين.. كيف تبدو آلية عبور المساعدات بمعبر باب الهوى منذ كارثة الزلزال؟

شمال سوريا ـ مع كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب شمال سوريا والجنوب التركي الأسبوع الماضي باتت الأنظار تتجه مجددا إلى معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، والذي يمثل شريان الحياة الوحيد لملايين السوريين في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي البلاد.

وتتدفق من خلال المعبر الذي يربط جنوب تركيا ومحافظة إدلب شمال غربي سوريا قوافل المساعدات الإنسانية الأممية التي ترسلها الأمم المتحدة، إضافة إلى العديد من المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية.

سوريا - ريف إدلب - معبر باب الهوى - قوافل مساعدات قطرية وصلت إلى شمال غرب سوريا
مساعدات قطرية تحتوي على مواد إغاثية وأخرى غذائية وخيام وملابس شتوية (الجزيرة نت)
  • كيف بدت حركة عبور المعبر منذ بدء الزلزال؟

على وقع الزلزال ومقتل الآلاف من السوريين وتشريد آلاف العائلات في العراء توقع الأهالي في شمال غربي سوريا أن يشهد المعبر توافدا كثيفا لقوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية لنجدة المنكوبين وتقديم العون لهم، في حين أن الأرقام حتى اليوم خالفت التوقعات.

وبعد مرور أسبوع على الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين يؤكد مدير المكتب الإعلامي في معبر باب الهوى مازن علوش عدم دخول أي معدات إنقاذ أممية للمساهمة في عمليات إنقاذ العالقين تحت أنقاض المباني المدمرة، في وقت اعتمدت فرق الإنقاذ من الدفاع المدني السوري على الإمكانيات المحلية المتاحة، وسط انتقادات واسعة طالت الأمم المتحدة وتقصيرها في هذا الجانب.

وقال علوش في حديث للجزيرة نت إن المعبر لم يتعرض للضرر خلال فترة حدوث الزلزال والهزات الارتدادية المستمرة حتى اليوم، مضيفا أن العمل توقف فيه لمدة 3 أيام، لكون أغلب العاملين فيه من الجانب التركي يعيشون في ولاية هاتاي، قبل استئناف العمل باليوم الرابع بشكل جزئي ودخول شاحنات أممية كان مقررا دخولها قبل حدوث الزلزال.

سوريا - ريف إدلب - معبر باب الهوى - قوافل أممية تحتوي مولدات كهرباء ومستلزمات خيام
قوافل أممية تحتوي على مولدات كهرباء ومستلزمات خيام وصلت للمعبر (الجزيرة نت)
  • كم بلغ عدد القوافل التي عبرت منذ كارثة الزلزال؟ وماذا تضمنت؟

حتى اليوم الاثنين دخلت نحو 58 شاحنة مقدمة من منظمة الأمم المتحدة عبر معبر باب الهوى إلى شمال غرب سوريا، وتضمنت معدات نظافة ومستلزمات خيام ومولدات كهربائية وبعض الأدوية والأدوات الطبية، مع غياب دخول أي معدات متعلقة بموضوع الزلزال، وفق إدارة معبر باب الهوى.

كما أرسلت الجمعيات الخيرية التركية نحو 30 شاحنة شملت طحينا ومواد تدفئة.

ومن دولة قطر وصلت 7 شاحنات تضمنت مساعدات تحتوي على مواد إغاثية وأخرى غذائية وخيام وملابس شتوية، إضافة إلى وفد قطري طبي دخل مناطق سيطرة المعارضة السورية.

  • كيف ترد إدارة المعبر على موقف الأمم المتحدة؟

أكد مدير المكتب الإعلامي في معبر باب الهوى مازن علوش أن المعبر على استعداد لأن يستقبل ألف شاحنة يوميا، لكونه يمتلك ساحات لاستقبال أعداد كبيرة من القوافل، نافيا ما أوردته الأمم المتحدة عن عدم قدرة المعارضة السورية على استقبال القوافل وتضرر الطرق نحو المعبر.

وأشار علوش إلى أن الأمم المتحدة حتى اللحظة لا تزال تكيل بمكيالين، وتعمل على تسييس ملف المساعدات الإنسانية لمنكوبي الزلزال في سوريا من خلال تقديم الدعم للنظام السوري مقابل ترك ملايين السوريين في شمال غرب سوريا.

سوريا - ريف إدلب - معبر باب الهوى - قوافل أممية تحتوي مولدات كهرباء ومستلزمات خيام
الجمعيات الخيرية التركية أرسلت نحو 30 شاحنة شملت طحينا ومواد تدفئة (الجزيرة نت)
  • هل المعبر محط تجاذبات سياسية؟

كثيرا ما كان المعبر محط تجاذبات سياسية بين الدول الحليفة للنظام السوري -ولا سيما روسيا والصين- والأخرى الداعمة والصديقة للشعب السوري، والتي من أبرزها تركيا والولايات المتحدة، ليتحول إلى ورقة ضغط سياسي بين الأطراف في أروقة مجلس الأمن على حساب الجانب الإنساني وحياة ملايين السوريين.

ومع تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا وظهور مسألة النازحين إلى المخيمات أقر مجلس الأمن عام 2014 السماح بعبور المساعدات الإنسانية الأممية من 4 معابر برية في سوريا هي باب السلامة، وباب الهوى مع تركيا، واليعربية مع العراق، والرمثا مع الأردن.

وفي مطلع عام 2020 صوت مجلس الأمن لصالح قرار يتيح عبور المساعدات الأممية عبر الأراضي التركية من خلال معبري باب الهوى وباب السلامة، مما تسبب في إغلاق معبرين في شمال شرقي وجنوبي سوريا.

وفي يوليو/تموز 2020 استخدمت روسيا حق النقض ضد مرور المساعدات الإنسانية من معبر باب السلامة، ليقتصر دخولها على معبر وحيد منذ ذلك الوقت هو معبر باب الهوى، وسط تهديدات روسية دائمة بإغلاقه واستخدامه ورقة سياسية ضد المعارضة السورية وحلفائها.

ومع نهاية فترات التفويض في كل عام يحبس أكثر من 4 ملايين سوري أنفاسهم في انتظار تجديد آلية العبور، وسط منطقة تعاني منذ قرابة 12 عاما من ويلات الحرب والأزمات الاقتصادية والإنسانية المتلاحقة.

المصدر : الجزيرة