نعاه جيل الثورة في مصر.. من الطبيب الشاب أحمد فاروق؟

الطبيب الشاب أحمد فاروق ..نعاه جيل الثورة في مصر
الطبيب الشاب أحمد فاروق يعد أبرز أطباء ثورة 25 يناير (مواقع التواصل)

القاهرة ـ فجرت وفاة الطبيب المصري الشاب أحمد فاروق، بشكل مفاجئ، مكامن الحب والعرفان في قلوب محبيه من جيل ثورة 25 يناير/كانون الثاني، إذ ألهم نشاطه الواسع وعمله المتفاني في ميدان التحرير بالقاهرة كثيرا من الشباب.

توفي فاروق الذي لم يتجاوز الأربعين من عمره، بحسب بعض المقربين منه، بعد إصابته بأزمة قلبية تاركا خلفه إرثا كبيرا من العمل الإنساني والتطوعي والعلمي الذي حافظ عليه واحترفه وتفانى فيه قبل ثورة يناير/كانون الثاني وبعدها.

فاروق هو طبيب أسنان بارع من سكان القاهرة حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه، وعضو مجلس النقابة العامة لأطباء الأسنان السابق، ومدرس بالمركز القومي للبحوث، بحسب النقابة العامة لأطباء الأسنان.

ونعته النقابة العامة لأطباء الأسنان والنقابة العامة لأطباء مصر ووصفته بالمثال النقابي المخلص، وبأنه أيقونة في العمل الطبي التطوعي والمساعدات الإنسانية عبر المشاركات العديدة في المستشفيات الميدانية والقوافل الطبية الخيرية داخل مصر وخارجها.

المستشفيات الميدانية

كان الطبيب الشاب في مقتبل العمر إبان ثورة 25 يناير/كانون الثاني، حديث الزواج ولديه طفله صغيرة لم تتجاوز العامين، وكان من أوائل الأطباء الذين أسهموا في إقامة مستشفيات ميدانية بوسط القاهرة لإسعاف المصابين الذين توافدوا بكثرة للعلاج من إصابات الرصاص والخرطوش.

وشهدت الشوارع والميادين وسط القاهرة آنذاك مواجهات بين الثوار وقوات الشرطة المصرية أسفرت عن سقوط قتلى ومصابين، مما استدعى وجود مسعفين متطوعين، كان فاروق في مقدمتهم.

وشارك فاروق أيضا، بحسب مواقع محلية، في تأسيس جمعية أطباء التحرير، وعمل متحدثا باسمها حتى تجميد نشاطها.

 

توفي فاروق بالتزامن مع الذكرى الـ12 لتنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك يوم 11 فبراير/شباط 2011، الذي أجبرته الثورة الشعبية التي اندلعت شرارتها يوم 25 يناير/كانون الثاني من العام ذاته على التنحي.

حظي بحب الجميع

ونعى طيف واسع من الثوار والحركات الثورية والسياسيين والصحفيين والمثقفين الطبيب الشاب، وكتب عنه الكاتب الصحفي ومستشار رئيس الجمهورية الأسبق أيمن الصياد يقول: "دكتور أحمد فاروق، أحد شباب «أطباء التحرير» إن كنتم تذكرونهم، وواحد من أمهر وأصدق جراحي الفك والأسنان في مصر، وصاحب الابتسامة الدائمة، التي كان يحاول بها أن يخفي اكتئابا، لا تخفى أسبابه، فاجأنا بالأمس (11 فبراير)، وترجل بلا موعد … أو لعله على موعد".

 

كما نعت حركة الاشتراكيين الثوريين فاروق، ووصفته -في تغريدة على حسابها- بأنه "كان من أبرز أطباء المستشفى الميداني أثناء ثورة يناير 2011 ومن أعضاء جمعية أطباء التحرير، وأحد مؤسسي حركة مقاطعة إسرائيل في مصر، وأحد أهم الأطباء الذين ارتبطوا مهنيا وفكريا بثورة يناير".

المساعدة وتقديم العون

ورغم عدم انخراطه في العمل السياسي الثوري واعتزاله المشهد العام بعد أن برز اسمه بقوة خلال فترة الثورة وما تلاها من أحداث استمرت حتى عزل الرئيس السابق محمد مرسي، فإن وفاته استحضرت ذاكرة الثورة ورموزها.

كرس الطبيب الشاب حياته القصيرة في خدمة المرضى وعلاجهم، ونشر العلم إذ ذاع صيته في الوسط الطبي، ووصفه محبوه بأنه كان قدوة في الأخلاق والعلم والعمل، يعيش هموم الناس وتجلى ذلك في عمله الخيري.

واكتظت صفحته الشخصية على فيسبوك بعبارات النعي والحزن والأسف على فقدانه على نحو مفاجئ، وتحولت إلى دفتر عزاء وذكريات العمل سواء في المستشفيات الميدانية إبان الثورة أو خلال عمله ونشاطه التطوعي أو الأكاديمي.

ولم يقتصر عمل فاروق على المستشفيات الميدانية إبان الاضطرابات السياسية ما بين عامي 2011 و2013، بل امتد منذ ذلك الوقت بكل هدوء إلى عشرات الأنشطة التطوعية، فلقد شارك في القوافل الطبية والفعاليات المطالبة بتحسين الوضع الصحي في مصر بوجه عام من جهة، وتحسين أوضاع الأطباء من جهة أخرى.

المصدر : الجزيرة