فورين بوليسي: روسيا ترسل أبناء أقلياتها العرقية إلى حتفهم في أوكرانيا

الجيش الروسي سيستدعي 300 ألف جندي من قوات الاحتياط على مدى أشهر بموجب التعبئة العسكرية الجزئية التي أعلنتها روسيا الأربعاء الماضي (غيتي)

قالت مجلة "فورين بوليسي" (Foreign Policy) الأميركية إن التعبئة العسكرية الروسية التي تسير على نحو فوضوي تثير الخشية لدى المراقبين من أن تركز حملة التجنيد العسكري على إرسال أبناء الأقليات العرقية للقتال والموت في أوكرانيا بنسبة أكبر من غيرهم في بقية أنحاء روسيا.

وأبرز تقرير المجلة أن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعبئة العسكرية الجزئية الأربعاء الماضي مثّل صدمة لسكان بورياتيا، وهي جمهورية جبلية ضمن روسيا الاتحادية تقع في شرق سيبيريا وتبعد نحو 3500 ميل عن موسكو.

وقالت فورين بوليسي إنه مع انطلاق حملة التجنيد العسكري الروسية في بورياتيا، التي تحولت نحو 12 مدرسة في عاصمتها إلى مراكز للتجنيد، لجأ بعض الرجال من سكان المناطق النائية إلى الاختباء في الغابات هربا من التجنيد، ويحاول آخرون الفرار عبر حدود البلد البرية.

ونقل تقرير المجلة عن ألكسندرا غارماشابوفا، رئيسة "مؤسسة تحرير بورياتيا" (Free Buryatia Foundation)، قولها في تدوينة نشرتها في حسابها على الفيسبوك الخميس الماضي: "اليوم، شهدت بورياتيا إحدى أفظع الليالي في تاريخها".

وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من التقارير التي تتحدث عن أن الاستدعاءات العسكرية شملت جميع أنحاء روسيا، مع استدعاء بعض من اعتقلوا على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها موسكو بعيد إعلان التعبئة الجزئية؛ فإن كثافة حملة التجنيد في بورياتيا قد زادت الشكوك حول إقدام السلطات الروسية على تجنيد أبناء الأقليات العرقية أكثر من غيرهم وإرسالهم للقتال والموت في أوكرانيا.

وقالت إن 30% من سكان بورياتيا -الذين يقدر عددهم بنحو مليون نسمة- سكان أصليون ولديهم روابط ثقافية وتاريخية وثيقة مع منغوليا.

ولا يقتصر تجنيد الأقليات على سكان بورياتيا، فقد أشارت تقارير نشرت على مدى اليومين الماضيين إلى قيام السلطات الروسية بتجنيد المواطنين في بلدات وقرى في ياقوتيا، وهي إحدى جمهوريات الاتحاد الروسي، تتسم بمساحة شاسعة وتمتلك عددا قليلا من السكان، تقع في شمال شرقي سيبيريا وأغلبية سكانها من عرق "الياقوت" ذي الأصول التركية. وحسب وسائل الإعلام المحلية، فإن من المتوقع تجنيد 4500 رجل من سكان المنطقة للقتال في أوكرانيا.

وأشارت فورين بوليسي إلى أن حملات التجنيد العسكري تجري على قدم وساق في جمهورية داغستان ذات الأغلبية المسلمة، وسط احتجاج السكان على ذلك.

وتوجد في روسيا نحو 160 مجموعة عرقية مختلفة وفقا لإحصائيات السكان لعام 2010، ويرجع هذا التنوع الكبير إلى تاريخ روسيا الإمبراطوري وما شهدته من توسع إقليمي. وتشكل الأقليات العرقية والسكان الأصليون في روسيا 20% من مجموع سكان البلاد وفق إحصائيات عام 2002.

المصدر : فورين بوليسي