حرب أوكرانيا.. موسكو تجهز أخطر أسلحتها للقتال وكييف تخصص مكافآت لصائدي الجواسيس

The Russian nuclear submarine Dmitrij Donskoj
روسيا لم تعلن صراحة إذا ما كانت تنوي إدخال غواصة "ديمتري دونسكوي" في الحرب قريبا (رويترز)

كشفت روسيا -اليوم الأربعاء- عن قيام أخطر غواصاتها البحرية بمهام تدريب قتالية، في حين أعلنت كييف مكافأة مالية لكل من يساعد في تعقب الأوكرانيين المتعاونين مع الروس.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن مصادر أن الغواصة "ديمتري دونسكوي" التي وصفتها بأنها أكبر غواصة تعمل بالطاقة النووية في العالم تقوم حاليا بمهام تدريب قتالية في البحر، من دون تفاصيل إضافية.

وأشارت الوكالة -على موقع تليغرام، نقلا عن مصدر لم تسمه- إلى إن القرار بشأن مصير الغواصة "ديمتري دونسكوي" في المستقبل لا يمكن اتخاذه قبل ديسمبر/كانون الأول المقبل.

في غضون ذلك، وجه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو -خلال زيارة لقوات بلاده المشاركين في الحرب على أوكرانيا- بزيادة كفاءة تدمير المسيرات فوق المناطق الحدودية الروسية، حسب وزارة الدفاع.

ومنذ بدأ الجيش الروسي الحرب على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط الماضي، أدت الطائرات المسيرة دورا مهما في تنفيذ عمليات استطلاع أو إطلاق صواريخ أو إلقاء قنابل.

المسيرة التركية بيرقدار خلال عرض عسكري سابق في كييف (رويترز)

وفي السياق ذاته، كشفت واشنطن قبل فترة عن أن طهران ستزود موسكو بمئات الطائرات المسيرة لمساعدة القوات الروسية في مواجهة المقاومة التي يبديها الجيش الأوكراني شرقي البلاد، وهو ما نفاه الطرفان.

مكافآت مالية

على صعيد آخر، أعلن فيتالي كيم حاكم منطقة ميكولايف (جنوبي أوكرانيا) التي تتعرض للقصف بشكل مستمر، منح مكافأة بقيمة 100 دولار لكلّ من يساعد في التعرف على المتعاونين مع الروس.

ودعا كيم -في بيان عبر حسابه على تليغرام- إلى تزويد السلطات المحلية بمعلومات عن كل من "يكشف للمحتلين عن أماكن انتشار القوات الأوكرانية" أو يساعد في تحديد إحداثيات أهداف القصف المحتملة.

وكتب في البيان "بعد تحققنا الدقيق وتأكيدنا للمعلومات المقدّمة، ستحصلون على مكافأة بقيمة 100 دولار"، مؤكدا عزمه "إغلاق" مدينة ميكولايف لبضعة أيام بهدف القضاء على المتعاونين مع الروس.

أفراد من قوات الدفاع الإقليمي الأوكرانية خلال تدريبات لهم قرب كييف (الأوروبية)

وتأتي هذه التصريحات في وقت قام فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإقالة كل من رئيس الأجهزة الأمنية والمدعية العامة، متهما إياهما بعدم كفاية جهودهما في محاربة الجواسيس والمتعاونين مع موسكو.

وأشار إلى أن السلطات الأوكرانية تحقق حاليا في أكثر من 650 حالة خيانة مشتبها بها ارتكبها مسؤولون محليون، بينها 60 حالة في المناطق التي تحتلها القوات الروسية وتلك الموالية لموسكو.

وأضاف زيلينكسي أن "العدد الكبير من الجرائم ضد أسس الأمن القومي، والروابط التي أقيمت بين مسؤولين أوكرانيين -مكلفين بتطبيق القوانين- والأجهزة الروسية الخاصة" هو أمر "يثير أسئلة خطرة جدا"، مشددا على أنه "سيتم الرد على كل سؤال من هذه الأسئلة".

التطورات الميدانية

ميدانيا، أفاد مراسل الجزيرة في خاركيف (شمال شرقي أوكرانيا) بأن البلدات المحيطة بها، شهدت قصفا متبادلا بين القوات الروسية والأوكرانية.

من جهتها، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قواتها نفذت هجوما محدودا صباح اليوم الأربعاء على منطقة ديميتيفكا، لمنع تقدم القوات الروسية فيها.

وفي ميكولايف جنوبا، أفاد مراسل الجزيرة باستمرار المواجهات بين القوات الأوكرانية والروسية في ريف المدينة، وبأن أصوات المدفعية الأوكرانية ظلت تسمع بشكل متواصل طوال الليلة الماضية.

وقال عمدة ميكولايف إن ريف المقاطعة تعرض للقصف بـ6 صواريخ روسية، مما أدى إلى تسجيل إصابات في صفوف المدنيين.

في غضون ذلك، أفاد الجيش الأوكراني بتدمير محطة رادار روسية في خيرسون بصواريخ هيمارس الأميركية.

كما دمرت القوات الأوكرانية مجمعا للحرب الإلكترونية الروسية في نوڤا كاخوفكا بخيرسون، وأسقطت مقاتلة روسية من نوع سوخوي-35 في منطقة في نوڤا كاخوفكا أيضا، إضافة إلى 5 طائرات روسية من دون طيار في مواقع متفرقة.

قطع العلاقات الدبلوماسية

وفي شأن سياسي، أعلنت دمشق اليوم الأربعاء قطع علاقاتها الدبلوماسية مع كييف عملا بمبدأ "المعاملة بالمثل"، بعد أسابيع من إقدام أوكرانيا على الخطوة ذاتها إثر اعتراف الحكومة السورية باستقلال "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك" الانفصاليتين المواليتين لروسيا، داعمتها الأبرز.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية، أن "الجمهورية العربية السورية قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا، وذلك عملا بمبدأ المعاملة بالمثل، وردا على قرار الحكومة الأوكرانية بهذا الخصوص".

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن يوم 29 يونيو/حزيران الماضي، أن "العلاقات بين أوكرانيا وسوريا انتهت"، لافتا إلى أن "ضغوط العقوبات" على دمشق "ستزداد شدة".

وجاء قراره بعد ساعات من إعلان سوريا الاعتراف باستقلال "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك" الانفصاليتين، لتصبح بذلك أول دولة تقدم على ذلك بعد روسيا التي اعترفت بهما يوم 21 فبراير/شباط، قبيل بدء حربها على أوكرانيا يوم 24 من الشهر نفسه.

المصدر : الجزيرة + وكالات