أثينا تعتزم رفع شكوى ضد أنقرة.. وتركيا تحذر اليونان من حجم القوات في جزر بحر إيجة

حذرت تركيا اليونان من تخطي الحدود القصوى للقوات العسكرية المسموح بها في الجزر اليونانية الواقعة في بحر إيجة، في المقابل نقلت هيئة الإذاعة اليونانية عن وزارة الخارجية اليونانية قولها إن أثينا تعتزم التقدم بشكوى للأمم المتحدة بشأن انتهاك تركيا لسيادتها على عدد من الجزر.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مقابلة نشرتها صحيفة "حرييت" التركية أمس الخميس إن على اليونان الالتزام بمعاهدة السلام المبرمة في العام 1947، والتي لا تسمح إلا لوحدة عسكرية صغيرة من الجنود اليونانيين بالوجود في جزر دوديكانيسيا، وحذر الوزير بتصعيد الموقف في حال لم تلتزم اليونان ببنود معاهدة السلام.

وكانت إيطاليا قد تنازلت لليونان عقب الحرب العالمية الثانية عن جزر دوديكانيسيا، وهي مجموعة جزر تقع قبالة الساحل التركي من بينها رودس وكوس.

وتقول أنقرة إن أثينا تنتهك معاهدة لوزان للعام 1923 وباريس للسلام للعام 1947 بعسكرة للجزر القريبة من الساحل التركي.

وترد اليونان على الاتهامات التركية بالقول إن زيادة عدد قواتها في جزرها ببحر إيجة هي رد فعل على وجود العديد من قطع الإنزال على طول الساحل الغربي لتركيا، وتشدد أثينا على حقها في الدفاع عن نفسها.

شكوى يونانية

وفي سياق متصل، دعت الخارجية اليونانية -أمس الخميس في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش- تركيا إلى وقف التشكيك بسيادة اليونان على جزرها في بحر إيجة، وطالبت اليونان تركيا "بالامتناع عن الأنشطة غير المشروعة التي تنتهك سيادة اليونان".

وكانت الخارجية اليونانية قد أبلغت يوم الجمعة الماضي تركيا احتجاجها بعد "انتهاك غير مسبوق للسيادة اليونانية من قبل طائرتين تركيتين مقاتلتين"، وذكرت الوزارة أن الطائرتين اقتربتا من ميناء ألكسندروبوليس الواقع قرب الحدود اليونانية التركية شمال شرقي اليونان.

والخلاف بشأن جزر بحر إيجة ليس إلا واحدا من الخلافات القديمة الحديثة بين تركيا واليونان، والتي من بينها أيضا الخلاف على احتياطيات الغاز الطبيعي في المتوسط، وملف المهاجرين وأيضا جزيرة قبرص.

قرار أردوغان

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن قبل أيام تعليق التواصل مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، وقال إنه "لم يعد موجودا" بالنسبة إليه، كما قرر الرئيس التركي إلغاء اجتماع المجلس الإستراتيجي المشترك مع اليونان.

وجاء قرار أردوغان ردا على دعوة ميتسوتاكيس للكونغرس الأميركي إلى عدم تسليم مقاتلات إف-16 إلى تركيا.

وفي ظل تصاعد التوتر بين تركيا واليونان، دعت وزارة الخارجية الأميركية أول أمس الأربعاء البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى حل خلافاتهما في المنطقة دبلوماسيا، وأضافت الوزارة أن البلدين "حليفان مهمان للولايات المتحدة ضمن حلف الناتو".