تعليقا على دعوة السيسي لحوار سياسي.. يوسف ندا: باب الإخوان المسلمين مفتوح لطي صفحة الماضي

مفوض العلاقات الدولية السابق في جماعة الإخوان المسلمين المصرية، يوسف ندا
مفوض العلاقات الدولية السابق بجماعة الإخوان المصرية يوسف ندا (الجزيرة-أرشيف)

القاهرة- أعلن يوسف ندا، القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين والمفوض الدولي باسمها سابقا، أنه يطرح للمرة الثانية إمكانية الحوار مع النظام المصري، مشيرا إلى أن باب الإخوان مفتوح لطي صفحة الماضي، وذلك بعد ما وصفه بـ "رد المظالم".

جاء ذلك بعد أيام من دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى إطلاق حوار بين كافة القوى السياسية دون تمييز ولا استثناء، في دعوة هي الأولى من نوعها منذ وصوله للسلطة صيف 2014. كما أعلن إعادة تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسي التي تشكلت أواخر 2016.

وكان السيسي قد شدد على أنه حريص -على المستوى الشخصي- على تفعيل برامج الإصلاح السياسي، مشيرا إلى رغبته في إطلاق حوار لكل القوى السياسية وعرض نتائجه على مجلسي النواب والشيوخ لمزيد من النقاش بحيث يتم تفعيله مع إطلاق "الجمهورية الجديدة" وهو وصف باتت السلطة وإعلامها يستخدمانه بكثافة الأشهر الماضية.

وفي رسالة نشرت أمس السبت، قال ندا "مرت بمصرنا الحبيبة سنوات اختلط فـيها الخير بالشر، وتاهت أجيال كاملة وهي تتلمس بينهما طريقها إلى مستقبل أفضل".

وأضاف "نحن الإخوان المسلمون تعلمنا من كتاب الله قصة ابني آدم اللذين قتل أحدهما أخاه.. إن دماءنا لم تجف ومازلنا ننزف، ورغم هذا فقد فشلت شياطين الغدر أن تقنعنا بأن ندخل في طريق قابيل أو طريق الثأر".

واقترح ندا أن تكون البداية عبر "رد المظالم ووقف العدوان، وإنهاء معاناة المسجونين مـن النساء والرجال، ومعاناة أسرهم" وذلك بتنفيذ ما نصت عليه المادة 241 مـن الدستور الحالي.

وأوردت الرسالة نص المادة الدستورية التي تنص على "يلتزم مجلس النواب في أول دور انعقاد له بعد نفاذ هذا الدستور بإصدار قانون للعدالة الانتقالية يكفل كشف الحقيقة والمحاسبة، واقتراح أطر المصالحة الوطنية، وتعويض الضحايا، وذلك وفقا للمعايير الدولية".

وقال ندا إن الفكر لا يقضي عليه القتل أو الرفض ولكن بفكر آخر أفضل منه أو أعقل أو أقرب إلى العقول، وذلك في إشارة إلى حديث سابق للسيسي عن فكر جماعة الإخوان المسلمين.

وختم القيادي بجماعة الإخوان حديثه قائلا "سأظل أقول إن بابنا مفتوح للحوار والصفح بعد رد المظالم".

وجاءت رسالة ندا تحت عنوان "رسالة ثانية مفتوحة لمن تردد في الرد على الرسالة الأولى" وذلك في إشارة لعدم تلقيه ردا على رسالته الأولى العام الماضي.

وفي 14 سبتمبر/أيلول 2021، قال ندا -في رسالة بعنوان "مصر إلى أين؟"- إن الباب مفتوح للحوار مع رئاسة النظام المصري، ويفسده وضع شروط مسبقة.

وجاءت رسالة ندا الأولى تعليقا على حديث للسيسي -آنذاك- قال فيه إنه ليس مختلفا مع الفكر الذي يتم صبغ المجتمع به منذ 90 عاما، لكن بشرط أن يحترم مساري، ولا يتقاطع معي، ولا يستهدفني، في إشارة إلى جماعة الإخوان التي لم يسمّها. وهو الحديث الذي اعتبره ندا دعوة للحوار مع جماعة الإخوان.

وفي رسالته الأولى أيضا طالب ندا أن تكون البداية بتنفيذ ما نصت عليه المادة 241 من الدستور (إصدار قانون العدالة الانتقالية) مضيفا "صحائفنا بيضاء، والوطن أحب إلينا من نفوسنا، تعلمنا في السياسة أن وضع الشروط المسبقة تفسد الحوار، ولذلك أقول إن الباب مفتوح ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا".

ولم يصدر عن السلطات المصرية تعليق أو رد على رسالة ندا الأولى.

وفي مارس/آذار 2021، أكد إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام للإخوان المسلمين، استعداد الجماعة قبول أي عرض يخدم مصلحة الشعب المصري، وذلك بعد أيام من إعلان أنقرة بدء اتصالات دبلوماسية مع القاهرة من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها.

وقال منير في لقاء مع "الجزيرة مباشر" إنه "إذا عرض على المعارضة المصرية، ونحن جزء منها، الحوار مع النظام، بما يتضمن المعتقلين والمختطفين وأصحاب الدم، ويحسن أحوال الشعب، لن نرفض، وإذا رفضنا نكون مخطئين بالتأكيد".

وفي أبريل/نيسان 2018 قال منير إن السلطات المصرية تواصلت مع ندا لبدء حوار بين النظام وجماعة الإخوان، وإن السلطات طلبت من ندا القدوم إلى القاهرة للحوار، لكنه رفض بسبب المخاوف الأمنية، فطلبت منه التحاور مع سفير القاهرة في سويسرا لكنه رفض بسبب عدم مناسبة منصب السفير وصلاحيته لمثل هذا الحوار.

المصدر : الجزيرة + الأناضول