الاحتلال ينفذ حملة اقتحامات بمدن الضفة وتحذيرات فلسطينية مشددة من مخطط ذبح القرابين بالأقصى

آليات الاحتلال قرب مخيم جنين قبل أيام (الفرنسية)

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شاب وإصابة 10 برصاص قوات الاحتلال جراء اقتحامها مدينة نابلس، وجاء ذلك ضمن حملة نفذها الجيش الإسرائيلي في مدن عدة بالضفة الغربية اعتقل خلالها عددا من الفلسطينيين.

وقالت مراسلة الجزيرة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء، الحي الشرقي بمدينة جنين من محاور عدة، في حين أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال تنفيذ اعتقالات واسعة في جنين وطولكرم ونابلس ومناطق أخرى.

وأوضحت مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة أن قوات الاحتلال ماضية منذ أيام في عمليات الاقتحام والاعتقال في مناطق عدة بالضفة الغربية المحتلة، وتواصل التركيز على جنين، حيث تؤرقها المقاومة المسلحة من قبل عناصر من الفصائل الفلسطينية في المدينة ومخيمها.

لكنها أضافت أن الاقتحامات لا تزال محدودة حتى الآن، مشيرة إلى أن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف هدد بشنّ حملة عسكرية واسعة في جنين ومناطق أخرى.

 

 

وذكرت المراسلة أن هناك أنباء عن محاصرة قوات الاحتلال منزل الفلسطيني يزن لحلوح، وهو أسير محرر أفرج عنه قبل عام.

وأشارت إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت في وقت سابق بلدة قباطية في محافظة جنين، واعتقلت الفلسطيني مصعب حنايشة بعدما حاصرت منزله.

وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن آليات الاحتلال انسحبت من جنين عقب اشتباك مسلح. من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن قواته غادرت جنين بعد اعتقال 3 مطلوبين.

استهداف نابلس وجنين

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن محمد حسن عساف (34 عاما) استشهد صباح اليوم الأربعاء وأصيب 10 آخرون برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها مدينة نابلس.

وأوضحت الوزارة، في بيان، أن عساف أصيب بالرصاص الحي في منطقة الصدر، ونقل إلى مستشفى رفيديا الحكومي لتلقي العلاج، لكنه فارق الحياة مباشرة.

وقال مراسل الجزيرة نت في مدينة نابلس عاطف دغلس إن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي لدى اقتحامها منطقة شارع عمان شرقي مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية.

وقال المدير العام للإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر الفلسطيني أحمد جبريل، للجزيرة نت، إن الشهيد عساف -الذي ينحدر من قرية كفر لاقف قضاء قلقيلية ويشغل منصب محام بهيئة الجدار والاستيطان بنابلس- أصيب بشكل مباشر في القلب، ما أدى لحدوث نزيف حاد استشهد على إثره.

وأضاف جبريل أن هناك عددا كبيرا من الإصابات، بعضها بالرصاص الحي والمطاط، وأخرى لشبان دهسهم جيش الاحتلال بآلياته العسكرية.

وأشار إلى وجود إصابة لا تزال في حال الخطر، لشاب من بلدة بيتا جنوبي نابلس، حيث أصيب في منطقة الصدر إثر مواجهات اندلعت في قريته خلال اقتحام جيش الاحتلال لها.

وكانت قوات من جيش الاحتلال يرافقها عشرات المستوطنين قد اقتحموا قبر يوسف -الذي ينظمون زيارات أسبوعية له لأداء طقوس يهودية- في منطقة بلاطة البلد شرقي مدينة نابلس، لإعادة ترميم القبر الذي حطم شبان فلسطينيون وحرقوا أجزاء منه قبل أيام.

وفي وقت سابق، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش يبحث إمكانية إضافة مزيد من التعزيزات في الضفة، وعلى طول خط التماس. وكان جيش الاحتلال قد عزز قواته خلال الأيام الماضية بـ14 كتيبة انتشرت في القدس ومناطق مختلفة بالضفة وعلى طول خط التماس.

ويخشى فلسطينيون أن تقدم قوات الاحتلال على اجتياح واسع لمخيم جنين، مثل الذي شهده المخيم قبل 20 عاما. وقال المركز الفلسطيني للإعلام إن مساجد المخيم أعلنت النفير العام للتصدي لأي اقتحام محتمل من الجيش الإسرائيلي.

وجاء ذلك بعد مهلة منحها جيش الاحتلال لوالد الشهيد رعد حازم، منفذ عملية تل أبيب الأخيرة، لتسليم نفسه.

مخطط جماعات الهيكل

في الوقت نفسه، تصاعدت التحذيرات الفلسطينية من مخطط المستوطنين "لذبح القرابين" داخل ساحات المسجد الأقصى.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن تهديد المتطرفين اليهود باقتحام الأقصى لذبح القرابين، والتهديد بنشر المزيد من قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، سيؤديان إلى تصعيد خطير ليس بالإمكان السيطرة عليه.

وأضاف أن استمرار عمليات القتل اليومية للفلسطينيين بدم بارد، ومواصلة الاعتقالات والاقتحامات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، هما السبب الرئيس للتصعيد.

وأشار أبو ردينة إلى أن ما تقوم به حكومة الاحتلال على الأرض يثبت أنها غير معنية بإنجاح كل الجهود الإقليمية والدولية الساعية لمنع التصعيد، "ليكون شهر رمضان الكريم شهرا للعبادة".

بدورها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن سماح سلطات الاحتلال للمستوطنين بتنفيذ مخطط ذبح القرابين في الأقصى ستكون عواقبه وخيمة وغير متوقعة.

وقالت حماس إن المقاومة لا يمكنها أن تصمت أمام جرائم الاحتلال وانتهاكاته، مشددة على أن التصعيد ضد الشعب الفلسطيني وتدنيس المقدسات سيرتد في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

كما حذرت فصائل المقاومة الفلسطينية سلطات الاحتلال من الإقدام على تنفيذ مخطط اقتحام الأقصى والذبح فيه.

وقالت فصائل المقاومة -في بيان لها- إن "قيادة العدو تتحمل المسؤولية كاملة عن تداعيات هذه الخطوة التهويدية الخطيرة"، موضحة أن المعركة مع الاحتلال مفتوحة وشاملة في كل ساحات فلسطين.

وقد عمدت ما تسمى "جماعات الهيكل" إلى نصب خيمتين في ساحة القصور الأموية (جنوب ساحة البراق)، استعدادا لنثر رماد القرابين التي ستذبح في صحن قبة الصخرة بالمسجد الأقصى.

وقالت "جماعات الهيكل" إنها وضعت خططا -وفق زعمها- لتنفيذ الهدف الفريد المنتظر منذ عقود وسنوات طويلة، لاكتمال الطقوس والمراسم بالاحتفال "بالفصح اليهودي"، موضحةً أنه سيتم جلب الخراف للذبح والحرق خلال أيام العيد الذي بدأ أمس الثلاثاء ويبلغ ذروته مساء الجمعة المقبل.

وتواصل "جماعات الهيكل" التصعيد واستفزاز المصلين والمقدسيين ومسلمي العالم يوميا بالاقتحامات في النهار، وإرسال المستوطنين المتطرفين لاستفزاز المصلين والمقدسيين في حي الواد وعند أبواب المسجد الأقصى: العامود والمجلس وسوق القطانين.