حرب أوكرانيا.. واشنطن ولندن تبحثان تسريع مد كييف بالسلاح وبوتين: مفاوضات السلام في طريق مسدود

رئيس الوزراء البريطاني جونسون (يسار) زار كييف السبت الماضي وأطلع الرئيس الأميركي على نتائجها (الأوروبية)

قالت بريطانيا، اليوم الثلاثاء، إن رئيس الوزراء بوريس جونسون بحث مع الرئيس الأميركي جو بايدن الحاجة لتسريع المساعدات العسكرية والاقتصادية إلى أوكرانيا، ومن جانبه صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن مفاوضات السلام بين بلاده وأوكرانيا وصلت إلى الباب المسدود، متعهدا بمواصلة الحرب حتى تحقيق أهدافها.

وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني في بيان إن جونسون أطلع بايدن على زيارته إلى كييف السبت الماضي. وأضاف البيان أن الزعيمين بحثا الحاجة لتسريع المساعدات إلى أوكرانيا، بما في ذلك تعزيز الدعم الاقتصادي والعسكري، حيث تستعد القوات الأوكرانية لمواجهة هجوم روسي آخر شرقي البلاد.

كما أطلع جونسون بايدن على حزمة الدعم العسكري البريطاني لأوكرانيا، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن والمركبات العسكرية، والتي ستصل الأيام والأسابيع المقبلة إلى أوكرانيا.

وفي السياق نفسه، قالت الخارجية الأميركية اليوم إن الشحنات العسكرية تصل أوكرانيا يوميا لضمان قدرة قواتها على مواجهة الروس، موضحا أنه يجري تزويد أوكرانيا بـ 10 مضادات للدبابات مقابل كل دبابة روسية.

وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركي جون كيربي، في مؤتمر صحفي اليوم، إن روسيا مازالت لديها قوة قتالية كبيرة، وأنه يتوقع أن يشتد القتال في أوكرانيا ويطول ويصبح أكثر دموية.

وأوضح، في إفادة صحفية غير مصورة، أن روسيا تحرك قواتها من كييف ومحيطها إلى الأراضي الروسية والبيلاروسية بهدف إعادة تسليحها وإعادة نشرها جنوبي وشرقي أوكرانيا.

وذكر المتحدث باسم البنتاغون أن الرئيس بايدن كان واضحا بشأن عدم السماح باستخدام الأسلحة الكيميائية في أوكرانيا، مضيفا "هناك سبب للاعتقاد أن روسيا قد تحاول إخفاء هجوم كيميائي محتمل في أوكرانيا".

السلاح الكيميائي

غير أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن صرح اليوم بأن بلاده ليست في موقف "تأكيد أي شيء بشأن استخدام روسيا أسلحة كيميائية في أوكرانيا" غير أنه نبه إلى توفرهم على معلومات مؤكدة بأن القوات الروسية قد تستعمل قنابل مسيلة للدموع، وتخلطها بمواد كيميائية.

وكانت كتيبة العمليات الخاصة الأوكرانية "آزوف" قالت أمس إن القوات الروسية ألقت مادة سامة مجهولة على الجيش والمدنيين في ماريوبول، باستخدام طائرة مسيرة.

وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا إنها تحقق في التقارير الواردة عن استخدام القوات الروسية أسلحة كيميائية في ماريوبول المحاصرة جنوب شرقي أوكرانيا، وهو ما نفاه الانفصاليون المدعومون من موسكو.

مفاوضات السلام

وعلى صعيد آخر، قال الرئيس الروسي في مؤتمر صحفي عقد اليوم مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إن مفاوضات السلام مع أوكرانيا وصلت إلى طريق مسدود، وتعهد بمواصلة الحرب إلى حين تحقيق أهدافها.

وأوضح بوتين، في مؤتمر صحفي عقد بقاعدة "فوستوشني" الفضائية شرقي روسيا، أن أوكرانيا انحرفت عن "اتفاقيات إسطنبول في مفاوضاتها مع روسيا وأعادت عملية التفاوض إلى طريق مسدود".

Russian President Putin and Belarusian President Lukashenko visit the Vostochny Cosmodrome
الرئيس الروسي بوتين (الثاني يسارا) التقى اليوم نظيره البيلاروسي لوكاشينكو (الثاني يمين) وعقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا (رويترز)

وحسب بوتين فإن "ما يجري حاليا كسر لما وصفه بنظام العالم أحادي القطب".

من ناحيته، قال الرئيس البيلاروسي في المؤتمر نفسه "قد تترتب تداعيات أسوأ بكثير في حال تأخرت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا".

وفي الصين، حمل المتحدث باسم الخارجية جاو لي جيان حلف شمال الأطلسي (ناتو) بقيادة واشنطن مسؤولية وصول الصراع الروسي الأوكراني إلى ذروته، وقال "ما تقوم به الولايات المتحدة بالأزمة ليس إلا جزءا من الهيمنة".

قاعدة للناتو

وفي السياق نفسه، نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصدر قوله إن مجموعة سرية تابعة للناتو بدأت العمل في مدينة أوديسا لمراقبة البحرية الروسية بالبحر الأسود، وأضاف أن هناك قاعدة سرية تابعة للناتو في أوديسا مزودة بمعدات تسمح بمراقبة وتحديد الإحداثيات والتحركات الدقيقة لأي سفينة بالبحر الأسود، ضمن دائرة يصل نصف قطرها 200 كيلومتر.

وفي البحر الأسود أيضا، أعلن مكتب التحقيقات الحكومية الأوكراني اليوم احتجاز 8 سفن شحن روسية وناقلتين روسيتين، كانت تخضع للصيانة في ميناء أوديسا، وقد منعت من مغادرة أوكرانيا.

مطلع أبريل/نيسان الجاري، أقر البرلمان الأوكراني مشروع قانون يوسع سلطة مصادرة الممتلكات الخاضعة للتأميم، لتشمل تلك الخاصة بالمواطنين الروس والأفراد المرتبطين بموسكو.

وفي التطورات العسكرية، قال بافلو كيريلينكو حاكم منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا إن روسيا تشن قصفا متواصلا على مدار الساعة على المنطقة، مضيفا أن موسكو دخلت الآن المراحل الأخيرة من إعادة تجميع قواتها بالمنطقة.

منطقة لوغانسك

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل أكثر من 120 عسكرياً أوكرانياً في قصف مدفعي على مواقع عسكرية أوكرانية في بلدة بوباسنايا بمنطقة لوغانسك شرقي أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن سلاح الجو قصف 38 منشأة عسكرية أوكرانية.

وفي مدينة ماريوبول، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها أحبطت محاولة فرار نحو 100 جندي أوكراني من المدينة.

في حين نقلت رويترز عن عمدة مقاطعة ماريوبول أن 21 ألف مدني من سكان المدينة قُتلوا منذ بدء الحرب الروسية في 24 فبراير/شباط الماضي، وأضاف أن القوات الروسية أحضرت محارق جثث متنقلة لإحراق جثث الضحايا في المدينة وفقا لوكالة أسوشيتد بريس الأميركية.

يشار إلى أنه في 24 فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية مشددة على موسكو.

المصدر : الجزيرة + وكالات